مصطفي سيد احمد

 

بقلم : نشأت الامام

 

صباح البوح..
الشاعر مدني النخلي كتب هذه القصيدة ولم يتم الراحل مصطفى تلحينها.. ورحل قبل ان يتغنى بها:

منو البفتح صباح البوح

ويلملم صوتك المجروح

على شرفة قماري تنوح

ويغني عديله للجايات؟

أسف لو دون مداك شايف

شظف عيشك ولا تخمة رحيل زايف

وقار صمت الكلام المر.. ولا وعد الغنا الهايف

ردمت الهوة بيناتنا وفي بدء الكلام يادوب

أنا العريت.. قواميس الكلام غنيت

لا قبلك ولا بعدك عشق يمخر عباب الهم

ويجاوبك بالقصيد النم

أسائلك كيف ووين نتلم؟

الى ما يلفظك حلمك

يقبل فيك شقاك وينجم

عشم فيك

من عشم فيّ

يمازجنا التقاء الدم

ويادوب الطشاش حلمك

ندهني طشاش

اداريك من سموم تلفح

أتاريك.. غيمه جات ترمح

الى ما تنزحي وأنزح

نقوم من ضو يفج المشهد الزاهي

سكون الكون يطل باهي

يلاقي الشارع الفارع

ناسو الفي الحياه تصارع

تزيد الهوه بيناتنا

ولا عاد الرصيف ضاراي

ولا شقشق صباح مرساك

ونادى للفرح ناداي

ندهتك هل

غشاك الطل

جفاف زهر العمر ينبل

عذرتك لو يساورك شك

إذا انسدت مداخل الحل

متى انهزمت بشاراتك

وايقاع الزمن اختل

على لوحه شروق الفال

يزف وردك صباح الطل

على شرفة قماري تنوح

تغني عديله للجايات





..............................................

من أين استمد مصطفى سيد احمد خيال ألحانه؟
السلم الخماسي متهم بأنه قامع الخيال.. بينما أعاد مصطفى سيد أحمد -الذي يلحن أغنياته بمفرده- الخيال إلى الموسيقى السودانية، فبامكانه تلحين مقال صحفي في جريدة سيارة.. وشهدنا كثير من القصائد العصية وهي تخرج متأودة من بين أوتاره.. واستطاع ترجمة القصائد إلى ألحان سهلة يحفظها الناس.. ترى من أين استقى هذا الحس الممايز للمألوف في موسيقانا ذات البعد الأفقي..؟

الموسيقار أنس العاقب يقول في ذلك:

مصطفى سيد أحمد بفهمه للنص وانتمائه لقضايا الوطن، زائداً حسه الموسيقي الذي صقلته مرحلة المرض والاغتراب جعلته أكثر رهافة، فتجاربه اللحنية تستصحب معها شيء من الشجن والأمل والحزن والتحدي والتفاؤل..واستطاع مصطفى أن يلحن قصائد صعبة التركيب أو مغلفة بالغموض وأوصلها عبر ألحان جميلة للجمهور، وفي بعض ألحانه مثل «عم عبد الرحيم» استخدم الدراما الموسيقية، اضافة إلى صوته المتميز والعميق.. مما أعطاه عمق أكبر في التعبير.. أنا كموسيقي أصنف ألحان مصطفى بأنها من السهل الممتنع لأنه أراد التعبير عن واقع معقد بأسلوب بسيط، ولذلك لم يلجأ إلى التعقيد في الموسيقى ولا في الغناء، وإن كان الكثيرون يصفونه بأنه غناء صفوي، لكن بالعكس فغناء مصطفى كان للجميع وهذا سر جاذبية ألحانه



.................................

بعدما مات (اخر شعاع)

النخلي: لم استطع وصف فجيعتي في مصطفى شعرا

مصطفى سيد أحمد استطاع بما قدمه خلال عمره الفني القصير من ابداع غنائي أن يرسم اسمه وأعماله بازميل الخلود على صخر الفن السوداني الحديث.. حلق مصطفى في فضاءات لحنية جديدة، وأوجد أرضية صلبة للون من الغناء فريد.. كان هو حادي ركبه ومجدده، إن جاز لنا الوصف، تربع مصطفى على عرش الأغنية الحديثة ولم يسعفه جسده الواهن من اكمال مشواره الحداثي الذي نراه نحن بكل عمق هذه التجربة، ويراه هو بأنه لا زال يلزمه المزيد..

تحدث عنه الكثيرون، ووصفوه بعبارات تجدوها في غير هذا المكان، ومع مرور ذكرى رحيله العاشرة، نلتقي في هذه المساحة مع الشاعر مدني النخلي كواحد من أقرب الناس إلى الراحل مصطفى خاصة في أيامه الأخيرة..


* المعرفة بينك ومصطفى سيد أحمد منذ متى بدأت..؟

- بدأت منذ أوائل الثمانينات وكنا أصدقاء وبيننا اتصالات ورسائل وأنا معجب به حينها أيما اعجاب.. باصراره العجيب لايجاد مفردة جديدة، وفضاء جديد للحن.. بفهمه الخاص.. وكانت الأوركسترا تقصر عن ادراك ما يريده مصطفى.. وشهدت أنا بداية تأسيسه لأوركستراه الخاصة والتي بذل فيها من الجهد ما ينبئك وقتئذٍ أي نجاح ينشده هذا الرجل..

* وهل وجد التجاوب الذي يرجوه من بذل هذا الجهد..؟

- في البداية لا.. أنا أذكر أنه قدم ثلاث أعمال رفضتها لجنة النصوص باعتبارها لا تصلح أغنيات «يا ضلنا، عباد الشمس، عشم باكر» فالشكل الجديد للمفردة لم يجد القبول من اللجنة..

لكن بعد وقت وباصرار منه استطاع ايصال هذه الأعمال إلى الناس ووجدت رواجاً وسط مستمعيه في جلسات الاستماع، ومن ثم انتقل بها الى جمهوره في الحفلات..

* وأين كان يقف النخلي خلال هذه الفترة من علاقته الشعرية مع مصطفى؟

- «عشم باكر» كانت أول نص غنائي يجمعني به، واستمرت العلاقة بيننا في عدد آخر من الأعمال..

* ولم تلتقيه حتى ذلك الوقت..؟

- التقيته في العام 1986م في أول زيارة له للدوحة، وأقام هناك عدد من الحفلات، لكنها لم تلق نجاحاً كبيراً.

* ما سبب قدومه للدوحة..؟

- كانت بوادر المرض بدأت في الظهور عليه، واحتاج لتغطية مصاريف العلاج.. ولكن حينما فشلت الحفلات في تغطية تلك التكاليف، عاد أدراجه إلى القاهرة، وبمعاونة أصدقائه هناك، سافر إلى موسكو طلباً للعلاج..

* وهل كنت متابعاً له خلال تلك الفترة..؟

- نعم الاتصال لم ينقطع بيننا، وفي أحد الأيام سمعت خبراً مفاده بأن مصطفى قد توفي، وحينما اتصلت لم أكن مصدقاً لذلك، فقابلت زوجته، ومنذ الوهلة الأولى في المكالمة أحسست أن مصطفى بخير..

* وماذا كانت ردة فعل مصطفى تجاه هذه الاشاعة..؟

- كان يعزي ذلك لجهات تناصبه العداء، لكنه لم يتخل عن روحه الجميلة، وأذكر حينها ممازحته لي قائلاً: «إن شاء الله عملتا لينا عزاء كويس»..

* مصطفى فنان صاحب رسالة.. إلى أي مدى لمست ذلك خلال علاقتك به..؟

- نعم مصطفى لا يغني كيما يسمعه الناس ويرددوا أغنياته ببغائية، بل هو لا يغنى إلا إذا اقتنع بأن هذه الأغنيات

مفيدة وبها من الأفكار والأحاسيس بل حتى الشكل الموسيقي ما يجعلها نافعة لهذا الجمهور المتلقي.

* أغنية «علمي عيوني السفر» سعى مصطفى سيد أحمد لتسيسها، ألم تعارض ذلك..؟

- هذه الأغنية كتبتها كنص عاطفي بحت.. فأصر مصطفى -وهو كما نعلم شاعر متمكن- على تغيير المقطع الأخير، وارتكز على ذلك بأن الأغنية أصلاً توحي بالسفر والرحيل والغياب، لذا فنهايتها رأى مصطفى أن يكون بها حلمه في العودة للوطن، وفق رؤيته لذلك لتكون أكثر التصاقاً بالوطن منه إلى حبيبه.. واقتنعت أنا بذلك..

* واستمر التعاون بينكما بعد ذلك..؟

تعاوني مع مصطفى استمر وجاءت أغنيات مثل «زمن الأسى المدود» و«ما بان عليك سفر العمر» و«أديني احساس بالأمل» و«اخر شعاع»..

* من بين جميع ما غناه لك مصطفى.. هل ينظر النخلي لمحطة بعينها كانت تمثل حالة خاصة..؟

- النصوص التي تغنى بها مصطفى كلها كانت منتقاة بعناية.. فمصطفى لا يجامل أبداً، لكن ربما أغنية «واقف براك» كان لها احساسها الخاص بالنسبة لي ولمصطفى، فقد أعطاها لحنا تحسه منسرباً من روحه، وحينما يغنيها تلمس كيف أنه يغني بكل جوارحه فيها..و..

* مقاطعة: مصطفى أيضاً عدل في مطلع هذه الأغنية حسب ما أعلم..؟

- نعم.. كان مطلع النص يقول: «واقف براي» وعدلها مصطفى «واقف براك» ورأى مصطفى أن عمق احساسك بالآخر، يؤثر فيه أكثر.

* بعد عودة مصطفى إلى القاهرة.. أصبح خط اليسار واضحاً في أغنياته.. كيف تنظر إلى ذلك..؟

- بعد عودته إلى القاهرة بدأت جهات حزبية عديدة في محاولة استقطابه، فنجاح تجربة مصطفى كانت تمثل كسباً لأية جهة ينضم إليها مصطفى.. لكن كان له رأي معين في أن لا أحد يجدر به الانتماء اليه سوى المواطن السوداني..و

* مقاطعة:

لكن أغنيات تلك الفترة ربما ارتبطت بشعراء اليسار أكثر من غيرهم..؟

- مصطفى لم يأخذ الشعراء بانتماءاتهم.. بل بإلتزامهم تجاه ما يعتقد..

* إذن كان اعتقاده يسارياً..؟

- لم يصرح مصطفى قط بذلك ولم يدر يوماً بيننا حديث ووجدته فيه مؤطراً لنفسه مع جهة معينة.. لكن التزامه تجاه الوطن والمواطن ربما ثقافة اليسار كانت الأقرب لما يؤمن به، من مساواة واهتمام بالبسطاء من أبناء الشعب السوداني..

* قبيل رجوع مصطفى للدوحة مرة أخرى هناك همس بأنه قد تناول دواءاً مغلوطاً بالقاهرة.. ما مدى صحة ذلك..؟

- وردتنا أخبار عن تدهور حالته الصحة بالقاهرة.. واتصلنا به فأخبرنا بأنه ربما تناول دواءاً كان يجب أن يعمل على تثبيط المناعة ضد الكلية المزروعة له، لكن لا يظنه فعل ذلك.. وأيضاً ربما كان لاجهاده الشديد في تسجيل أغنياته أثر بالغ في تدهور حالته الصحية..

* ألم تتأكدوا من صحة ذلك بعد رجوعه الى الدوحة واجراء الفحوصات..؟

- بعد ثلاث أيام من وصوله الدوحة أصيب باغماء وحينما نقلناه إلى المستشفى، كانت الكلية المزروعة غير مناسبة تماماً للجسم حسبما أفاد الأطباء، فاجريت له جراحة لاستئصالها.. وذلك يدل على عدم جدوى العلاج الذي أخذه بالقاهرة..

* حينما بدأ مصطفى رحلته مع غسيل الكلى.. كيف كانت حالته النفسية..؟

- مصطفى رجل لا يخشى المرض أو حتى الموت.. كان مؤمناً بأن لكل أجل كتاب، وأحس بدنو أجله، لكن كل همه كان ينصب في انتاج المزيد من الأغنيات.. فشهدت تلك الفترة نشاطاً محموماً في انتاج مصطفى للأغنيات..

* ألم تؤثر غزارة الانتاج على جودة الأعمال..؟

- اطلاقاً.. مصطفى كان مبدعاً، ولا أعتقد أن للطاقة الابداعية مدى معين، ينضب بعده معينها..

* وكيف كان يستعين على كل هذه التكاليف من غسيل واقامة بالمستشفى، ومن بعد ذلك سكنه الذي أقام به..؟

-كانت هناك فكرة لزراعة كلية جديدة له.. وقبل دراسة ذلك علمياً، بدأت حملة لجمع التبرعات، وحينها وصل خبر للسعودية للأخ صلاح ادريس، وأذكر أنه سلم الفنان محمد وردي مبلغ «13» ألف دولار وارسل المبلغ للدوحة..

وبعد ذلك تبين استحالة زراعة كلية أخرى جديدة لمصطفى..

* أهناك علاقة تربط بينه وصلاح ادريس، أم هي محاولة للاحتواء..؟

- لم تكن هناك علاقة مباشرة بينهما، لكن صلاح تعامل معه كمبدع سوداني وفي حاجة ماسة للمساعدة، خاصة بعد أن صادرت المستشفى جواز سفره نسبة لارتفاع المديونية عليه.. ولم يلتقيا قط إلا من خلال الهاتف، لذا فالاحتواء كان بعيداً عن هذا التصرف.

* وهل قبل مصطفى ذلك المبلغ..؟

- في بادئ الامر رفض، وقال لي : لا أستطيع أن أقبل نقوداً لا أعرف مصدرها، ولكن صلاح تحدث معه وأقنعه وبخلاف المبلغ الأول قام بارسال مبلغ آخر يفي بكل المديونية على مصطفى، ومصطفى باحساسه العالي احس بالحرج من ذلك.. وكنت أخبره بأننا جميعاً أخوة.. وقمنا منها باستئجار سكن جديد له، وقبل أن نسدد فاتورة المستشفى وافته المنية.. وتم اعفاؤه منها..

* ما هي آخر أعمال تعاونت فيها مع مصطفى..؟

- أغنية «القبلك فاتو» و«القمر المسافر» وهما أغنيات لحنهما قبل موته بوقت وجيز.. وهناك أغنية لم تكتمل وهي أغنية «صباح البوح» بدأ يدندن بها لكن المنية وافته قبل اتمامها..

* ومتى غنى مصطفى آخر مرة..؟

- ظل يغني حتى مات ومع اشتداد المرض كان يغني.. ولكن غناءه كان للتوثيق والتسجيل، أما الغناء للجمهور فقد أقام حفلين، رعتهما وزارة الثقافة القطرية، احدهما بفندق رمادا، والآخر بفندق شيراتون.. وفيه غنى مصطفى أغنية عازة في هواك مرتين.. وكأنه يحس بأنه حفله الأخير.. فأراد أن يغني فيه لعازة أكثر من مرة..

* كيف تلقيت خبر وفاته..؟

- قبل ذلك بيوم اتصل بي وأخبرني بأنه يريد مقابلتي.. وجئت اليه صباحاً لكن لظرف استدعائي من قبل جهة العمل لم استطع مقابلته.. وفي المساء ايضاً كان هناك اجتماعاً وكنت أسر في نفسي بأني سأذهب اليه عقب انتهائه، وقبل نهاية الاجتماع بُلغت بنبأ وفاته، وكانت الصدمة كبيرة جداً على نفسي، ولازلت موجوعاً الى الآن.

* لم يضمن النخلي ديوانه «واقف براك» قصيدة في رثاء مصطفى.. ما السبب، علماً بأن الديوان نشر عقب رحيل مصطفى..؟

- «واقف براك» احتوى على كل قصائدي التي غناها مصطفى وغيره من الفنانين، لكن رثاء مصطفى حتى الآن أنا لم استطعه تماماً.. وأنا كلما كتبت، وجدتني قاصراً عن وصف فجيعتي برحيله.. لذا لم أضمنه رثاءاً له..

* ختاماً.. إلى مدى تنظر لخلود تجربة مصطفى..؟

- مصطفى فنان بكل ما تحمل الكلمة من معان.. وستبقى تجربته وصموده عنواناً مكتوباً على صدر الوطن بالخط العريض.. وسوف تتناقل أغنياته الأجيال.. وهذا ما خطط له مصطفى خلال هذه المسيرة الطويلة من الجد والمثابرة.


؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................................................

هل فقد مصطفى سيد احمد بريقه؟؟
في جولة لنا في عدد من محلات الكاسيت، وبمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله، تفاجأنا بأن مبيعات ألبوماته لم تكن بصورة مشجعة بالنسبة لأصحاب المحلات.. ويقول بعضهم أنه من النادر أن يأتي أحد يسأل عن تسجيل لمصطفى سيد أحمد.. وحتى ألبوماته الأخيرة لم تجد الصدى المتوقع لها.. ونحن هنا نتساءل.. بعد كل هذه الأعوام هل فقد مصطفى بريقه.. أم لا زال كما هو في وجداننا؟

طرحنا هذا التساؤل على الأستاذ الفنان سيف الجامعة الذي قال:
سوق الكاسيت بالذات ليس مرجعية أصلاً.. لأن يخضع لحسابات أخرى لها علاقة بالإعلان وتأثيره، ويخضع كذلك للظواهر الفنية، والساحة مليئة بالظواهر، لذا فهو لا يمثل حكماً مطلقاً على التجاوب مع الفنان.

المبادئ هي المبادئ وكذلك الأفكار، وتمر ظروف معينة وأيدولوجيات تؤثر في أزمان معينة.. وأفكار اليسار المتعلقة بالغناء يصعد نجمها حينما يكون هناك احتباس في قضية الحريات العامة، أو عندما يغفل المخطط الاقتصادي البعد الاجتماعي للشعب..

والآن البلد في مرحلة انفراج مما يجعل هذا النوع من الأعمال يخفت صوتها، ولكنها تبرز عند حدوث أية ضغوط، يتجدد التجاوب من جديد.. وفي حفلات الجامعات هناك اقبال على أغنيات الحرية والديمقراطية، والتي تعبر عن تطلعاتهم وأشواقهم، ويعلو صوت المغني في عصور الكبت، لكن الآن ومع التحولات التي جاءت مع تباشير السلام ووجود الحوار وقبول الآخر، نجد أن حتى مجتمع الطلاب بدأت تسوده لغة اللا عنف، والفنان الملتزم عليه أن ينادي بذلك، والغناء من أجل الوحدة هو تفجير لطاقة ابداعية هدفها اشاعة السلام والوحدة..

ومصطفى كفنان موجود في ضمير الشعب ولن يخفت بريقه فهو كخليل فرح والكاشف الذين خلدوا الى الآن في وجدان الشعب..وأتمنى أن تصبح ذكرى رحيله مناسبة نحاول فيها بعث الكثير من أغنياته التي لم تسمع حتى الآن، وأناشد كل أصدقائه والمهتمين بمحاولة نشر هذه الأغنيات، وأنا بدوري لدي العديد من الأعمال المشتركة معه أحرص علي تقديمها كلما سنحت الفرصة

................................................

قالوا عن مصطفى..
* (مصطفى لم يمت.. مصطفى قُتل!!).
- الشاعر محمد الحسن سالم حميد، متحدثاً عن مصطفى كمبدع تم اغتياله معنوياً، وعن أثر ذلك على رحيله الموجع

* (لو كان بلا قدرات لما استطاعت أية ماكينة مهما كانت قوتها الحصانية أن تروج له).
- د. بشرى الفاضل في رده على سؤال حول الآلة الإعلامية للحزب الشيوعي ودورها في تسويق مصطفى سيد أحمد.


* (أعتقد بأني لو رأيته لتفجرت في قلبي براكين من فن).
- الشاعر المصري حسن بيومي معلقاً على قصيدته «ثلاث ورقات من أشجار يحيى» والتي اجتزأ منها مصطفى مقطعاً وغناه وعرف باسم «عجاج البحر»..


* (يا له من رائع.. صوته يشبه موجة عريضة تطوف بكل حواف الكون ثم تتكسر الى ما لا نهاية).
- الموسيقار الاسترالي روس بولتر معبراً عن دهشته من صوت مصطفى حينما أسمعه صديقه الشاعر عفيف اسماعيل احدى تسجيلات مصطفى.


* (أحسست بصوته مغموساً في شجن متواصل كأن هناك حريقاً ألمّ بروحه.. انه يغني من القلب إلى القلب).
- الشاعرة وعازفة البيانو الإنجليزية شيلا.ج، وهي تصف ما اعتراها حينما استمعت الى مصطفى سيد أحمد وهو يغني «الشجن الأليم».


* ( حينما كان يخرج من غرفة غسيل الكلى بمستشفى حمد ليذهب إلى مسكنه مرهقاً.. كان يفرح وهو يجد الورود بانتظاره).
- الصحفي صلاح الباشا يحكي عن مثابرة مصطفى رغم المرض في انتاج أغنيات جديدة، واصفاً القصائد التي كانت تصل إلى مصطفى بصورة مكثفة «بالورود» التي تثير الفرح في نفسه.









 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب