مهرة.. وليسوا سحرة..!
 

بقلم : نشأت الامام

 

حيدر قطامة وأكروبات الجزيرة

مهرة.. وليسوا سحرة..!


ودمدني.. تلك الوادعة التي يحفها النيل ويحيط بها في حنو.. كانت ومازالت سباقة في كل شيء .. أنجبت الأفذاذ وأرضعتهم حليباً قوامه العزة والأنفة.. تفردت وأبدعت بلا كلل أو ملل!

ومثلما كان مؤتمر الخريجين، وعلي المساح والكاشف وابو اللمين ومدني السني وشيخ البوشي والشيخ الجعلي وشاطوط وأفذاذ كرة القدم, كان شمسون السودان، وفرقته "فرقة أكروبات الجزيرة".


ودمدني: نشأت الإمام

تأسست فرقة أكروبات الجزيرة بودمدني في العام 1961م ..أسسها البطل حيدر حسين "حيدر قطامة" تهتم بكمال الأجسام وألعاب القوى والاكروبات وكانت تتكون من سبعة أشخاص هم: على عبد الرحمن "اب رونجة" ومحمد عبد الله ركن، جمال يوسف يحي، محجوب فتح العليم، الأستاذ يس ادريس، علم الأمين "زغزاغة"، عمر قسم الله.

ثم تلاهم جيل آخر يتكون من كمال محمد عمر الملقب بـ "كيمو" بطل الدراجات النارية.. خالد محمد أحمد "خالد سوستة" كمال حسان "ننو"، عبد العظيم ونوري هاشم نوري.

وكان ضمن أعضاء الفرقة المؤسسين السباح الدولي محمد عبد الوهاب "ود النفاش"، وهو بطل قومي أحرز عدداً من البطولات الإقليمية.

والفقرات التي تقدمها الفرقة هي فقرات غاية الإثارة والتشويق، فكان حيدر "شمسون السودان" يقوم بكسر الحجر على الرأس وجر العربة بالأسنان، ينام على (650) مسماراً وتمر على صدره دراجة نارية، يقاوم (50) رجلاً، ومن الفقرات الشيقة التي لا ينساها الناس, مصارعة الأصلة التي كانت توقف أنفاس الحاضرين لخطورتها الشديدة.

كان يصاحب قطامة في تقديم حركات في قمة الاثارة والروعة على الدراجة النارية, التي اشتهر بها "كمال البطل" .

الفرقة شاركت في المناسبات القومية وزارت ولايات السودان، وشاركت في عدة مهرجانات في ليبيا، اليمن، تونس، مصر، الجزائر، اريتريا، والكويت، لاقت صدىً طيباً واستحساناً.

تعرض البطل حيدر قطامة -رحمه الله- لحادث شهير ادى لبتر يده، لكن الفرقة لم تتوقف وحل محله البطل الحجاج يوسف "شمسون" وادخلت فقرات جديدة كأن يجر الحجاج عربتي لاندروفر، ويقوم بتكسير حجر الطاحونة على ظهره، فضلاً عن فقرات البطل حيدر قطامة كمقاومة خمسين رجلاً.

ومن الفقرات الجديدة, فقرة عبد الخالق الذي تمر العربة على يديه ورجليه، عادل محمد علي ونزار عبد الرحيم، وأمري التاج وبطل الجمباز محجوب يوسف.

تردد كثيراً أن أعمال الفرقة ما هي إلا عبارة عن أعمال سحر, وهذا تشكيك مضلل، فكل الفقرات التي تقدم عبارة عن مهارة عالية تعتمد على القوة والشجاعة.

والفرقة الآن لازالت تحاول جاهدة ألا ينفرط عقدها، وتستمر في تقديم عروضها الشيقة.. لكن يبقى الدعم هو العائق الذي يحجم من التطوير في عروض الفرقة. املين تضع حكومة ولاية الجزيرة الفرقة تحت وصايتها الكاملة، لأنها تعتبر ارثاً خاصا بالجزيرة ينبغي المحافظة عليه.





 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب