الكوثر والأسوة الحسنة

بقلم : نشأت الامام

 

لوقت ليس بالقليل ظللنا نتعرض لطوفان كبير في إذاعاتنا على الموجات القصيرة عبر بث كثيف للمواد العربية والغربية في هذه المحطات الإذاعية، حتى لازمنا شعور قوي بأن حالة من الاستلاب التام ستأخذ بتلابيبنا فتُباعد بيننا وموروثنا الثقافي، بل وحتى الاجتماعي.

فالفئات المستهدفة ببث هذه الإذاعات هي الشباب، وهي فئة معرضة تماماً للانجذاب نحو ما تجده مهيأً أمامها، إذ لا تجتهد ولا تمضي وقتاً في البحث عما ينفعهم، فتأخذ من كل شيء زبده وأسهله.

إذن التوجيه السليم لعقول هؤلاء الشباب، لا يتأتى إلا عبر مخاطبة واعية ومدركة لاهتماماتهم، ومن ثم توجيههم عبر إسداء النصح الجميل، والبدء بتعريفهم بالقدوة الحسنة -بعيداً عن متابعة آخر صيحات الموضة، وآخر ما وصل إليه فن التعري والتفسخ والمجون- وهل هناك أزكى وأطيب من رسول الله صلى الله وسلامه عليه من قدوة؟

ولنا في رسول الله (ص) أسوة حسنة..

إذن لم يكن مستغرباً أن تبدأ إذاعة الكوثر بثها الآن، ونحن نتفيأ ظلال هذا الشهر الكريم، ويعد هذا التوقيت مناسباً جداً، إذ جميعنا يعلم مقدار الجذب الإيماني الذي يبلغ أوجه في هذا الشهر المبارك..

وإذاعة الكوثر تتبع لمنظمة المبرة، وهي منظمة تتبنى التعريف بسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتهدف من وراء بث سيرته إلى الوصول لما يليق به من توقير وتعظيم ومحبة..

ويعد المهرجان الذي أقامته المنظمة وحمل اسم روائع المديح النبوي، وضم عدداً مقدراً من الفنانين، يعد نواة أولى لمواد إذاعة الكوثر، إذ تشكل المدائح النبوية التي قدمت بصوت الفنانين كباراً وشباباً، هي الآن من أكثر المواد الجاذبة التي تقدمها الإذاعة، وتجذب لها كل يوم أعداداً مقدرة من المستمعين بصورة عامة، وخاصة الشباب منهم..

لا مناص من أن المديح بشكله التقليدي «رق و طار» لا يستهوي الشباب بصورة كبيرة، لذا فالموسيقى والآلات والتقنيات الحديثة، لربما كانت جاذبة بقدر أكبر لهذه الفئة، وهذا أمر تنبه له أبونا الراحل (الشيخ البرعي)، ومن قبله أبونا (الشيخ محمد شاطوط) بمدني، والذي كانت خيمته في ليالي المولد من كل عام هي قبلة الشباب ومزارهم المحبب.

لا ريب أن إذاعة الكوثر المتخصصة في بث مدح المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وبهذه التقنيات المطورة، وهذا الدعم اللا محدود الذي سينعكس ايجاباً على ما تقدمه من مواد، تشكل قبلة مباركة، نستقبلها ولسان حالنا يلهج شكراً وتقديراً لها وللدور الذي تلعبه في بث سيرة القدوة الحسنة، مما يشكل جداراً عازلاً يقي شبابنا شر تلك القيم الوافدة التي تنأى بهم عن جادة الطريق.




 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب