على طريقتهم الخاصة يحتفلون بـــــ (عثمان حسين) وينصبونه رائداً لهم
 

بقلم : نشأت الامام

 


محمد وردي : عثمان يستحق ان يعيش(حياة أفضل من كدة)!

كابلي : نحمد الله أن التكريم لم يقف عند الوشاح

محمد ميرغني :يجب ان نطلق اسمه على شارع رئيسي

محمدية : أعماله تنافس بعضها بعضاً وهذا نادر

سيف الجامعــة: عثمان صاحب بصمة لا تطئها الأذن!

التقاهم : نشأت الامام - نسرين النمر
 

تطرب الانسان الحان الكروان لانها جزء من الطبيعة ويطربه عثمان حسين لانه جزء من انفعالاته ومن تكوينه .عثمان حسين فنان يصفى الكلام ويغربله وينقيه ويتأمل فيه، يبثه من لواعجه وخلجاته "يتونس" مع الحروف يداعبها ويهدهدها ويغضب منها ويقبلها وينام ليراها اطيافاً تتراقص ثم يصبح على لحن.. وجداننا هذا وطربنا وشجننا واحلامنا اشياء لا تنفك عن صدقنا الذي عبر عنه عثمان حسين، تجربة اساسها الموهبة والعكوف والاخلاص، تجربة تمتد في تفاصيل الشخصية السودانية لتنحت في اغوارها وتعطيها بعدها وسموقها وتكللها بغار الزهو.

لكل شعب رموز ولكل امة هامات وهامتنا التي نفاخر بها هي الاستاذ الموسيقار عثمان حسين وقد تحدث لنا عنه كبار الموسيقيين، تحدثوا عن ابداعه الاصيل واضافاته الثرة في اللحن واختيار الكلمات والتطريب وما رووا لنا ظمأ، فمازال النبع عميقاً وتقدمت وزارة الشؤون الثقافية خطوة بتكريمه يوم الأربعاء الماضي فشكرناها واكبرنا صنيعها ودعونا لها بالتوفيق ولكن ليعلم الجميع ان عثمان حسين كرمته كل نبضات قلوب العاشقين البسطاء كرمه "كل طاير مرتحل عبر البحر قاصد الأهل"..

(السوداني) تفرد اليوم صفحتها الفنية للفنان عثمان حسين، ونقول لك «خلى قلبك معانا شوية».

رائد التجديد

الاستاذ الدكتور محمد وردي ينصب عثمان حسين رائداً للاغنية الحديثة ويقول كلنا تأثرنا به! ويواصل عن تفرد تجربة عثمان حسين الموسيقية قائلاً ان عثمان حسين هو رائد التجديد في موسيقى الاغنية السودانية وهو الذي بدأ التأليف الموسيقي وقدم اجمل الاغنيات منذ الاربعينات وكلنا تأثرنا بموسيقى عثمان حسين وهو مدرسة فنية استثنائية تستحق ان تجري حولها الدراسات العلمية الجادة لتستفيد منها كل الأجيال.

بصمة خاصة

الفنان شرحبيل احمد ذكر بأنه يستمع ويستمتع باغنيات عثمان حسين منذ المرحلة الابتدائية ويقول:

لفت نظري اختلاف موسيقاه وهو رائد من رواد الموسيقى السودانية اذ انه صاحب تجارب جميلة استفادت منها جميع الاجيال التي تتابعت من بعده وامتاز عثمان بثنائيته مع الشاعر حسين بارزعة التي افرزت اغنيات جميلة واعتمد عثمان اللزمات الموسيقية المختلفة مما اثرى الساحة الفنية بطابع جديد وتجربة متفردة وذلك باشاعته للونية جديدة فاغنيات مثل الفراش الحائر وعدد آخر من الاغنيات الخفيفة والسماعية الطويلة..

التلحين المقطعي

الموسيقار الكبير الماحي سليمان يتناول علاقة عثمان ومدى تأثره بالمدرسة الرومانسية المصرية ويقول :

عثمان حسين الفترة التي بدأ فيها كانت قمة الرومانسية في الوطن العربي والتي امتدت للسودان عبر تيارات عديدة وتزامن وجود عمالقة في مصر ـ محمد عبد الوهاب وعبد الحليم وام كلثوم وفي السودان احمد المصطفى ـ حسن عطية والرواد الذين جاءوا بعد الحقيبة وهناك تلاقح ثقافي حدث بين المدرستين وعبر عدد من الوسائط مثل الاسطوانات ـ الراديو وهذا التأثر نقل التجارب المصرية فيما يعرف بالمقدمات الموسيقية؛ فقديماً كان الكورس هو سيد الموقف وهذه المقدمات تأثر بها عثمان ووردي وسيد خليفة. وعثمان امتاز بأن لديه المقدمات الموسيقية الطويلة مثل محراب النيل ـ قصتنا هذه الخاصية كانت تجعل من عثمان حسين مؤلفاً موسيقىاً مثل عبد الوهاب لكنه حصر نفسه في الاغاني فقط وعثمان لديه من الامكانات ما يؤهله لتلحين الاوبريت والموشحات.

وتميز عثمان بأنه اهتم بالتلحين المقطعي كمثال "كل طائر مرتحل عبر البحر قاصد الاهل" و"عاهدتني انك تكون مخلص في حبي". ونلاحظ هنا ان اكتمال الجملة يعطي معنى كاملاً وهذه خاصية جميلة عند عثمان حسين تريح المتلقي ونحن في السودان لدينا خاصية الاشباع الفني.

تفرد محراب النيل

ويتفق الدكتور الفاتح حسين مع الاستاذ الماحي في اثر الفترة التي ظهر فيها عثمان حسين على الحانه اذ يذكر:

عثمان هرم فني شامخ وهو من جيل محظوظ فمع ظهورهم كان هناك تنافس كبير في الالحان وهم جاءوا بعد الرعيل الأول واستفادوا من ارث الكاشف واحمد المصطفى وعند ظهور الآلات الموسيقية اصبحت هناك اللزمة والمقدمة الموسيقية والحانه جاءت قوية لذا لازالت تعيش في وجدان المستمعين واغنية "محراب النيل" فيها تطوير موسيقي باذخ واهتم فيها بوضع الحان لكلمات الشعر والذي فعله عثمان في ذلك الوقت كان تفرداً ولازال عثمان صاحب مدرسة خاصة.

بصمته لا تخطئها الأذن

ونواصل حديثنا حول موسيقي ولحن عثمان حسين ويذكر لنا الفنان سيف الجامعة في قوله ان عثمان مدرسة موسيقية خاصة جداً واذا كان في السودان طبقات للملحنين فلا يمكن تجاوز عثمان حسين .. وتجربة استاذنا عثمان متأثرة بالتجربة المصرية وخاصة محمد عبدالوهاب ..وعثمان حسين وضع لنا بصمات لا تخطؤها الاذن . وتراكيب فنية بعيدة ومتخفية من ناحية مهنية لا يمكن تكرارها ..

اغنياته تنافس بعضها

اما الموسيقار محمدية فيتناول تنافس اغنيات عثمان بعضها لبعض ويقول : عثمان يعتبر قامة فنية ورجلا ذا بصمات واضحة في الاغنية السودانية وتحمل مسؤوليته الفنية كاملة في زمن عصيب ويعتبر رائداً من رواد التجديد والاضافات الجميلة فاغنيات مثل الفراش الحائر - شجن -القبلة السكري- تعد تحفاً في مسيرة الاغنية السودانية واهم ما يميزه ان اعماله تنافس بعضها وهذا نادر فتيرمومتر الاغنيات لدى الفنان الواحد يتفاوت فنجد له عملا في القمة وآخر خصماً عليه لكنه لم يكن كذلك.

الاحساس اللحني للكلمات

ويلمح الفنان محمد ميرغني لتدرج عثمان في الالحان وعن العبقرية اللحنية لعثمان اذ يقول الاستاذ محمد: عثمان يعتبر من اعظم الملحنين ويتميز بالاختيار الجيد للشعر ويلاحظ تدرجه منذ البداية في اغنيات مثل "حارم وصلي مالك"، ثم المحطة المهمة "الفراش الحائر" والتي كانت قنبلة لحنية.

وايضاً اغنية "محراب النيل" تعتبر محطة مهمة يجب الوقوف عليها وهي عربية فصحى واستطاع فيها ان يصور معنى انسياب المياه واستعملت فيها آلة القانون مما اعطى زخارف والواناً جميلة في عدة مواضع.

وايضاً تفرد عثمان في الالحان الرشيقة مثل : "لا تسلني" - "انت لي" وكان يهتم بوضع المفردة بما يتناسب معها من لحن أى انه يعطي الكلمة احساحسها اللحني.

قصب السبق

أما سعادة السفير عبد الكريم الكابلي فيختزل تجربة عثمان حسين في كلمات محددة حيث قال :

عثمان يعتبر رائداً ذا بصمة لا تخطئها الاذن في الموسيقى السودانية، المستمع الجاد للموسيقي يدرك بأن عثمان قد حاز على قصب هذه الريادة ويكفيه ان مجموعة كبيرة جداً من أهل الغناء من بعده قد اخذت منه وعنه.

أما عن تكريم الاستاذ عثمان حسين من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافية..

فقد ذكر د. الفاتح حسين : جرت عادة التكريم عندنا لمبدعينا بعد موتهم والعالم حولنا يقيم مبدعيه ويكرمهم وهم احياء وليس كتراث نضعه في متحف لذا أرى ان التكريم يعد فاتحة خير لتكريم كافة مبدعينا. وشعب بلا ثقافة موسيقية له هو شعب بلا هوية.

والفنان شرحبيل أحمد يوافق د. الفاتح ويضيف قائلاً : التكريم اقل ما يجب ان يقدم لعثمان حسين واحسب انه جاء متأخراً لان عثمان قدم كثيراً للموسيقى السودانية.

ويرى الموسيقار محمدية ان تكريم عثمان على الرغم من تأخره الا انه هو تكريم لكل الذين ابدعوا واضافوا وهي حالات ابداعية خلاقة وفي المقدمة يأتي عثمان وعلى الرغم من تأخر التكريم الا انني سعيد جداً بأن يتم تكريمه وهو على قيد الحياة.

أما الموسيقار الماحي سليمان فينادي بتواصل مثل هذا التكريم ويقول : المؤسسات التي دأبت في الفترة الاخيرة على مثل هذا التكريم نتمنى ان تواصل لان هناك الكثير من القامات التي ابدعت والتي يجب علينا تكريمها.

الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي يوافق الآراء السابقة ويتجاوز ذلك بأن قال: كم انا سعيد بهذا التكريم الذي ارجو أن لا يقف عند امر الوشاح والدرقة الخشبية وان يتعدى التكريم إلى ما هو اقيم واكبر رمزاً ومادة وأوجه رسالة للجيل الحالي واقول لهم : الوفاء اذا لم يكن من أجلكم انتم فليكن من أجل الجيل السابق الذي استمتع ولو للحظات بهذا الفن الراقي وفي اعتقادي انها لحظات لا تقدر بثمن..

ويذهب الفنان محمد ميرغني إلى أبعد من ذلك ويقول: عثمان حسين وقبله برعي محمد دفع الله والعاقب محمد الحسن واسماعيل عبد المعين وخليل فرح يجب الا نكتفي باحتفالية التكريم لهم بل يجب ان نطلق اسماءهم على الشوارع وان نقيم لهم معارض تحكي عظمة ما ابدعوه خلال مسيرتهم الفنية.

ويرى د. محمد وردي أن مبادرة وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافية بولاية الخرطوم للاستاذ عثمان حسين بانها تكريم لكل المبدعين ويواصل وردي : والله عثمان رجل يستحق التكريم ويستحق ان يعيش في شيخوخته حياة افضل من كده.. فهو يستاهل التكريم.

ويواصل الفنان سيف الجامعة حديث زملائه قائلاً: عثمان حسين رجل يستحق التكريم وفي تكريمه تكريم لكل الفنانين السودانيين ونشكر أن التكريم تعدى الانواط والشهادات التقديرية الى عمق احتياجات عثمان حسين.







 


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب