هذه الدنيا..!

بقلم : نشأت الامام

 

إن الخيول تموت حزناً

حين يهرب من حناجرها الصهيل

وسميرة دينا الآن في تداعيها الحزين هذا.. يكاد الوجع يسرق منها -خلسة- ذياك المزمار الآسر الكامن في حنجرتها المدهشة..!

لا مناص من أن كل إنسان مؤثر وفعال قد يواجه بعض عثرات في طريقه، ولعل أبرزها ذاك النقد الجارح، أو فلنطق عليه النقد الهدام، وبمقدار ما يحمل هذا الإنسان من عزم وتصميم وإرادة، تكون معادلة تأثير هذا النقد عليه، ومقدار نيله منه..

هاتفت الفنانة التي تساءل عنها الروائي العالمي الطيب صالح حينما استمع اليها وهو في اوروبا، فحمله صوتها إلى عوالم من الأصالة والأشجان.. كان اتصالي طلباً لإجراء مقابلة صحفية مع دنيا، لكني لمست فيها -ومنها- ذعراً واضحاً تجاه الآلة الإعلامية..

هذه الآلة التي أضاءتها سميرة عند انطلاقتها الأولى، وأصبحت عبرها رقماً لا تكاد تخلو منه صحيفة، أو برنامجاً فنياً، ثم قلبت لها ظهر المجن، فأصبح بين كل خبرين هناك ثالث به تجريح وإعمال لمعاول الهدم في هذا الابداع الرقيق الحواشي..

حتماً.. كانت للانطلاقة الأولى، بتشجيع من الفنان -الهرم- عثمان حسين، الأثر البالغ في تسليط باهر الأضواء على دنيا، ولكن لسوء تقدير ربما، ولبساطة هذه الدنيا الجميلة، أصبحت كالفراشات التي يحرقها الضوء، فها هي الآن -كما أخبرتني عبر الهاتف- تُبدي تفكيراً جدياً في خيار الاعتزال، وهذا خيار ربما أملته عليها هجمات شائهة، نالت من شفيف إحساسها وروحها..

خلال تكريم الفنان عثمان حسين، ومع حضور عدد من كبار الفنانين الذين أبلوا حسناً في تقديم أغنياته.. كان مكان سميرة شاغراً، وشجنها العفيف الذي يزاملها حينما تغني لعثمان -بافتقادنا له- ضاع منا ذياك الحبل السري الذي يغذي أرواحنا من فيض أبو عفان..

وسيرة الآن في محك أقل ما يوصف به، أنه «مصيري»، وعليها الآن أن تقرر في (أن تكون أو لا تكون)، وهذه الإشراقات الجميلة التي أثمرت عن تعاونها مع الشاعر معاوية السقا، وغيره من الشعراء في الآونة الأخيرة، نتمنى أن تصبح دافعاً للمزيد من التعاون الذي حتماً سيثمر عن أغنيات بطعم الشهد ونكهة الياسمين، ويخلق لديها حضوراً أنيقاً بيننا، ونرجو من سميرة ألا تغادر، مرددين في تبتل مع شاعرنا التجاني حاج موسى:

لا تغادر يا حبيبي.. لا تسافر

آهي لو تعلم..

كم يدمي فؤادي البعد..

كم تضنى الخواطر

ويضيع الحس قهراً ويهاجر..

فبربك لا تسافر يا حبيبي لا تغادر







 


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب