كيف لا نكرم جمالك!!

بقلم : نشأت الامام

 

ربما يعد تكريم الأستاذ عثمان حسين -يوم الأربعاء الماضي- من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافية بولاية الخرطوم، حدثاً شاهقاً، حيث قدر فيه للفنان عثمان حسين أن يشهد هذا التكريم بنفسه، وهذا حدث نادر -التواجد- عندنا..

فهناك اجماع على أننا دوماً ما نتأخر عن تكريم مبدعينا إلى ما بعد وفاتهم، ومن ثم نشرع -عقب انتهاء مراسم الدفن- في تذكرهم وترديد مآثرهم، لينفض السامر الذي لا يترك سوى دمعات حركتها لوعة الذكرى، وبعضاً من وشاحات تستلمها أسرة المبدع الراحل.. ثم.. لا شيء البتة!!

التكريم اعتراف صريح بقيمة المبدع، وتأكيداً لامتنانا لهذا العطاء الثر، وعرفاناً منا تجاه إبداعه، لذا فإنه من الأوجب علينا أن نكرم مبدعينا وهم أحياء بيننا، وذلك للأسباب سالفة الذكر، إضافة إلى أن التكريم عله يصبح حافزاً ودافعاً يتمخض عنه المزيد من الدفق الابداعي لهذا المبدع..

والإنسان المكرم هو المميز عمن عداه بمواصفات تحمل معنى القدوة في العطاء المؤثر الذي يأخذ منه الآخرون، وعثمان كان كذلك.. إذ أنه يعتبر رائداً ومجدداً ومميزاً في ساحات الأغنية السودانية، إذ يعد من أوائل الفنانين الذين تعاملوا مع المقدمات الموسيقية.. وأتقنوها..

فهو موسيقار متفرد بشهادة الجميع، وملحن ذا إلهام سرمدي الملامح، له القدرة على التجاوز والخلود، فلا زالت ألحانه ملء السمع، وأغنياته -120 أغنية- مد البصر، وبكثافة لم تؤثر أبداً على الجودة الفنية للألحان.

كل هذا العطاء المميز، جعل لزاماً على القائمين بأمر الثقافة والفن، أن يسخروا ما في وسعهم لتكريم هذا الهرم، تكريماً غير مسبوق وغير تقليدي.

ويحدونا الأمل عظيما، في التفكير في تكريم بقية جيل الرواد، والذين لو أحصيناهم لما تجاوزوا أصابع اليدين، وهم كل ما تبقى لنا من ذلك العصر الماسي، فلا أقل علينا من أن نكرمهم وهم أحياء يسعون بيننا ويشهدون اعترافنا بفضلهم.

وشكراً للوزارة التي كرّمت نفسها بعثمان حسين..




 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب