علي مهدي

بقلم : نشأت الامام

 

 علي مهدي في حديث شفيف لموقع مدني
 مريود عمل معقد وسيتم عرضه في يونيو القادم بألمانيا (السماني لوال) واحد من أميز أبناء الدينكا المبدعين أعول كثيراً على أن تفتح اتفاقيات السلام الأبواب أمام الفن والابداع

الأستاذ علي مهدي الناشط المسرحي ورئيس تجمع الدراميين, فضلاً عن اشتغالاته وانشغالاته الانسانية والقومية, هو فنان غنى عن التعريف, أتصلنا عليه سعياً وراء تأكيد معلومة حول عمل جديد يعد له بمصاحبة الأديب العالمي الطيب صالح, وجدناه –عند اتصالنا به- بدولة الكويت مشاركاً في فعاليات الدورة الخامسة لمهرجانها الثقافي, فتحدثنا معه حول بعض هذه المحاور وغيرها, مع وعد بحوار مطول بعد عودته من هناك..
@ أستاذ علي مهدي, الاحتفال باليوم العالمي للمسرح في مارس الماضي, وأنت بحكم أنك تجلس على تلال من الخبرات المسرحية, ماذا تقول عن هذه الاحتفالية؟
-أعيد تقديري لجهود (الحياة) الصحيفة وملحقها الفني والثقافي، الاحتفال بيوم المسرح العالمي 27/مارس ،الذي ذهب أظنه كان هذه المرة فريدا" مجيدا" علينا ، والحركة المسرحية كلها كانت طرفا"، إن حركتنا الوطنية الآن تشهد نتائج طيبة ينبغى استثمارها للتطوير والتنمية ،وفهمت هذا التعدد في الاحتفال بيوم المسرح العالمي أنه رغبات ظلت تتعاظم عند الشركاء في فرز الاتجاهات في الحركة المسرحية،وفى إظهار التناغم وهو مطلوب، وفى تأكيد الذات وهو غايتنا التي سعينا لتأسيسها. ثم أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح صادف، يوم أفتتاح أيام البقعة المسرحية في دورته الخامسة ،مهرجانا" أضحى ملتقى الحركة المسرحية ،وفي هذه الدورة تتجدد النوافذ المفتوحة على الغد المشرق ،والان أنظر إلي نتائج المهرجان في مستوى الفكر لم نلتقى لنتحاور فقط ،ها نحن نجتمع السبت القادم لاعلان مستقبل علمي حول المسرح والتغيير والتعليم الفني في الوطن،ويومها احتفل به المسرح العالمي في الخرطوم في مسرح (المشاهد) وفى المسرح القومي ،وفى كل فضاء جديد تدفع في الحركة الوطنية بالجديد.
@ إذن كيف ترى نتائج الحوار المسرحي؟
 نحن ننتقل بالمشهد الثقافي الوطني الكلى إلي عتبات المعارف والمسرح درجة عالية من الحوار، ويفضى إلي التصالح أولا" مع النفس وهكذا مع الآخرين الشركاء ،وفيه اليوم العالمي للمسرح وبمناسبته ،وفى مكان غير مهرجان البقعة ،أعلنت في منتدى( الصحافة) ،ومن ثم في احتفالنا النهاري مع المركز السوداني للدراسات المسرحية ، أعلنت مبادرتنا لبناء شبكة من المؤسسات والهيئات المسرحية لتعزيز الحوار والعمل المشترك ،ولتبادل المعلومات والمعارف ،ثم أكدنا ذلك في حفل افتتاح مهرجان البقعة ،ولا زلنا عبركم ندعو لها الشبكة التي ننسق فيها جميعا".
@ مع كرنفالات الخرطوم عاصمة للثقافة وقرب عودة الأديب الطيب صالح للسودان, سمعنا أن هناك عملاً جديداً مشتركاً بينك والطيب صالح.. ما تفاصيل هذا العمل؟
قبل سنوات جلست في لندن إلي الأستاذ/ الطيب صالح وأثناء حديثي معه قال جملة دفعتني أكثر إلي العمل, قال:( مريود معقدة). قلت هكذا الرهان إذا" ،واكملت في العام الماضي بعد جهد لوحتين في التكوين ،وكنت قبلها قد أنجزت الصورة المشهدية للعمل (السنوغرافيا) ، وهو ما اعمل عليه أولا" بعد أن تتكامل الفكرة عندي . وهو خطوتي الأولى في التنفيذ للمشروع ،التكوين عندي يجمع الصور (المشاهد) ( سمعا" وشوف) وهو بصيرة قبل البصر في الداخل في عمق الفكرة يجمع الخطوط ثم يطرحها للخارج صورا" تتعدد ليكون المشهد : الشخوص في مريود خطوطها متباعدة لكن بعضها أرواحا" لبعضها (بلال) صورة تتجدد ( للزين ) في مستوى أخر ،وفى عمق وبعد مغاير ، الشيخ ( نصر الله ود حبيب) استنساخ للشيخ (الحنين) . مريود نظرة على الحياة التي عشقتها زمن ضاعت منى في البداية ، ثم عثرت هي عليا الفرصة ستعرض في يونيو القادم في مدينة(شتوجارت) ألمانيا ،شراكة جديدة نبحث عنها،ووصل بيننا وبين أصدقاء يهمهم أن تتناغم خطانا وجهودنا.
@ كيف ترى دور المسرح في تعزيز دور السلام.. وأين هم الاخوة الجنوبيين من المسرح؟
- المسرح دوره أصيل في تعزيز السلام الذي عملنا جميعا" أهل الإبداع من أجله،وهو الآن حقيقة رغم آلاف (لكن) و (لكن) لكن هذه بالفن تصبح ممكنة" وحقيقة. والمرحلة القادمة لابد من أن نعطى للثقافات المتنوعة في الوطن فرص المشاركة الحقيقية فى بناء واعادة صياغة المشهد الثقافي الوطني، نحن في اتحاد الفنون الدرامية كنا أكثر إدراكا" للأمر منذ سنوات تقارب الآن على العشرة ،تنقص قليلا"، يومها استقبلت دار الاتحاد مجموعة متميزة من أبناء جنوب الوطن وغربه ،وانتظمت في ورشة تدريبية على فنون الدراما والرقص الشعبي ،وخرجت بعدها للعالم (كواتو) فرقة ثم مؤسسة ثقافية لها إسهامها في حركة الثقافة الوطنية .لا زلت أتذكر مشهد الاحتفال بالخريجين في الدار وشهادات التخرج،وذاك توقيع لازلت اعتز به على كل تلك الشهادات والأسماء.هكذا يومها كنت أنظر لهذه الشراكة وقبلها سنوات ،وفى واحد من أميز أعمالي الدرامية شارك في مشهد أصيل في مسلسل( تلفون القلوب) واحد من أميز الممثلين يومها من أبناء جنوب الوطن ،وبعدها عبر اتحاد الممثلين والاتحاد العام للفنانين العرب ،شاركت فرقة السديم بعرض مسرحي متميز ،أخرجه واحد من أميز أبناء الدينكا المبدعين( السمانى لوال) . كان العرض الثاني في تاريخ المسرح القومي المصري عملا" للأديب /الخاتم عبد الله من حكايات وتراث الجنوب ،ثم عرض البقعة ،ظل على سنوات ملتقى للفن وللفكر من جنوب الوطن. كانت لهم مساهمات متميزة في دورات المهرجان السابقة وحقق(استيفن) نتائج طيبة،ثم في كل صباحات وظهير العطلات، كان المسرح ملتقى لمحبي الغناء والرقص في (البقعة) ،أعول كثيرا" على أن تفتح اتفاقيات السلام أبواب الفكر للمشاركة في الفن والإبداع لسودان متجدد بفن وإبداعات أبنائه من مختلف ثقافاته التي هي أصلا" متعددة ومفتوحة على بعضها ،والتجديد فيها من قدرتها على قبول الآخر والتعايش معه.
@أنت الآن بالكويت, ماذا عن هذه الزيارة؟
- ازور الكويت كثيرا"، وبيني وأهلها محبة لا تنسى، أن (عرس الزين) الفيلم خرج من هنا ،وانه اسهم في تعريفي بالمجتمعات الثقافية العربية ،ثم دفعني لفضاء ارحب يوم أخذني إلي مهرجانات العالم، ومراكزه الثقافية والعلمية وجامعاتها .أزور الكويت للمشاركة في فعاليات الدورة الخامسة لمهرجانها المسرحي، والمهرجان يتميز بأنه يعرض أعمال محلية للفرق الأهلية في الكويت ،وينظم دوما" ملتقى فكرى حول القضايا القومية والدولية،هذه الدورة تبحث في موضوع (الرقابة على الإبداع) ،وهو موضوع هام جدا" ينظر في الديمقراطية الثقافية والهوامش والأصل فيها ، واستعرضنا في الملتقى أوراق علمية في تاريخ وراهن ومستقبل الفنون في ظل الرقابة .كما أشارك في الجلسات النقدية التي تعقب العروض في المسابقة. كنت في دوراته الماضية عضوا" في لجنة التحكيم الدولية ،كما استضافني في دورة ماضية لتقديم ( شهادتي ) نشرت بعدها ورقتي تلك (شهادتي في شان الحق والجمال) للكويت عاصمة دائمة للثقافة العربية ، كانوا معنا قبل أسابيع في عاصمتنا الثقافية 2005م ،أضاءوا المسارح والقاعات بالفنون والفكر ،وعلاقتنا المشتركة فيها مصالح وطنية وتنمية واقتصاد ،لذلك استجبت رغم الانشغالات العديدة لدعوة أهل المسرح في الكويت.

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب