الشاطر..!

بقلم : نشأت الامام

 

 للمعرفة اتجاهات ومسؤوليات اجتماعية تنطلق منها لخدمة المجتمع الذي تنتمي اليه, ولذلك يتعاظم دور الوسيط الناقل لهذه المعرفة بمقدار ما نحتاجه منها.. وقد فطن راديو الرابعة والذي دشن بثه في الثامنة من مساء السبت الماضي لهذه القاعدة التي سيرتكز عليها كوسيط ناقل للمعرفة, متسلحاً بأحدث ما وصلت اليه نظم التكنولوجيا العالمية من أجهزة رقمية, واستديوهات عالية الدقة والكفاءة, وكادر تم انتقاؤه بدراية تامد (بما) يجب إنفاذه, و(بمن) يجب الاستعانة..

لن تتخيل أبداً وأنت تصعد =في تلك البناية الأنيقة= حتى الطابق الرابع, وتلج يميناً أو يساراً إلى أي البوابات التي تختار, لن تتخيل أن هذا الطابق =فقط= يضم كل هذه الجهود, وكل هذا المنتوج الضخم الذي تستمع اليه عبر اذاعة الرابعة, فالمجموعة الصغيرة التي تدير العمل بأفكار كبيرة تجد سيماهم في وجوههم من أثر الاجتهاد في سبيل تقديم خدمة اعلامية راقية وجاذبة, تضع أولويتها الأساليب العلمية السليمة في طرق الإعلام الحديثة.

الرؤى والاطروحات عبر راديو الرابعة تنبئك بأن هذه الاذاعة ستحتل قريباً مكاناً قصياً داخل وجدان المستمعين, إذ أنها =ومنذ السابعة صباحاً= ترافق المستمعين الى أعمالهم, وتستمر في تقديم معلوماتها لهم لحين عودتهم, بل وترافقهم أثناء سيرهم مبينة لهم أي الطرق يسلكون, كاسرة لهم رتابة الحياة اليومية بفقراتها المشوقة. وإن اردنا =بشيء من التفصيل= أن نتناول الأفكار البرامجية المشكلة لخارطة الرابعة, فيقيني أن ذلك سيحوجنا الى كم هائل من الأوراق حتى نحلل الأفكار المدهشةالتي بنيت عليها هذه البرامج.. فقاسمها المشترك هو البساطة والتلقائية في الطرح, واتاحة أكبر فرصة لمشاركة المستمعين, مما يضفي صبغة الجماهيرية على البرامج, والتي بدورها تساعد كثيراً في التفاف الناس حولها.. إذ أن معظم البرامج العالمية الناجحة, هي التي تتيح للجمهور فرصة التعبير بحرية عن رأيه ورؤاه, مما يخلق نوعاً من التواصل الحميم بين المستمع والقناة أو الاذاعة.

ونأمل أن يتواصل مد الرابعة في تشكيل اضافة حقيقية للاعلام السوداني, ولخلق نوعاً من المنافسة في تقديم الأجمل والأجود, وحتماً المستفيد الأكبر من هذا التنافس هو المستمع, خاصة وأن هذا العصر الالكتروني الذي نعيشه, تشهد فيه المعلومة اعتماداً متزايداً في مختلف أوجه النشاط الانساني.. .. سيل جارف من المعلومات يتدفق.. ولكن (الشاطر) من يعرض (معلومته) بشكل علمي.. وجاذب.!!
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب