لو كانت أروقة فقط لكفاه!!

بقلم : نشأت الامام

 

فعاليات العاصمة الثقافية, أو الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م, على الرغم من كثير غبار أثير حولها -قدحاً أو مدحاً- يظل هناك حراكاً ثقافياً كثيفاً -لا ينكره إلا مكابر- اعترى ليالي الخرطوم, وألقى بحجر في بركة الركود الثقافي فيها.
فسلسلة الليالي الثقافية والفنية التي ظلت ديدن راتب لمؤسسة أروقة لرعاية العلوم والفنون والتي جعلت من أيام الآحاد من كل أسبوع موعداً لها, أمست ملاذاً للكثيرين ممن ينشدون الابداع عبر أمسيات الخرطوم الوادعة..
فكل ما ذهبت يوم الأحد لأروقة, تجد أن الاقبال قد زاد عن الأحد الذي سبقه, وهكذا دواليك, اقبال جماهيري حاشد ظل يؤسس لتفاعل هذا الجمهور مع فعاليات العاصمة الثقافية, بل أصبح الناس يتنادون فيما بينهم, أن ها هنا الثقافة والفن الذي انداح عبقه في الخرطوم, فهلموا اليه..
التنظيم الدقيق -حتى خلفية المسرح لها بهاءها وألقها- والاختيار الموفق للأمسيات التي تباينت بين العتيق والحديث من الفنانين, وتقديم الفرق الغنائية والموسيقية الشعبية التي عكست كيف أن تلاقح إثنياتنا وأعراقنا هو ميزة لهذا الوطن القارة وليس منقصة له, أضف الى ذلك حفاوة أهل أروقة بضيوفهم, وعلى رأسهم الأديب اللطيف السمؤال خلف الله, هذا الرجل الذي ضوع ليالي أروقة عبيراً وشذى, بلطفه وخفة روحه وطلاوة لسانه, مما أكسب أروقة دفئاً حميماً.
كل هذه الأشياء تلمسها هناك وأنت تتسكع بفكرك باحثاً عن كنه هذا التواجد الذي يتفوق على غيره من فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية.
إذن فبصمات السعيد عثمان بدت هناك -في أروقة- بلا مواربة ماثلة للعيان وهي تعلن عن نفسها بنفسها, ولربما لا نكون قد جافينا الحقيقة إن قلنا: (لو لم ينظم السعيد سوى أمسيات أروقة.. لكفاه)..
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب