الموصلي

بقلم : نشأت الامام

 

المبدعَ مهووسٌ بإعادة صياغة الطبيعة بالحلم والغناء والموسيقى والألوان...بينما الموسيقار مهووسٌ بالرقصِ على كل الإيقاعات...الموصلي كالعصفور ينثرُ فتافيت الوجد علينا، وينقر في ظل مواجعنا بحثاً عن حلم مقهور.. كالنهرُ يُحاصِرنا.. يُخاصِرنا إلى أقاصي الحزن.. كحبَّات المطرِ ينقر أراضينا الجدباء والمواجع لنفتحَ مواسمَ العطرِ في قحطِ الفصول... الأستاذ يوسف الموصلي له حضورُ خاص بين معجبيه وإبداعاته المميزة تجلّت في العديد من الأعمال الموسيقية التي أعدها في ثَوبٍ قَشيِب، فأحدثت طفرة كبرى في الموسيقية السودانية؛ أحد النوارس، أو دعنا نقول أحد الطيور المهاجرة، بدأ مسيرته الفنية عبر بوابة الغناء الشعبي إلا أن طموحه كان أكبر من ذلك، فمن ثم التحق بمعهد الموسيقى والمسرح وتفوق في التوزيع الموسيقي والتلحين والأداء.... إلى أن أصبح مُعيداً به، أحد المحققين والمدققين، والمجتهدين والباحثين في مجال الموسيقى بل له رؤية خاصة في الوضع الموسيقي في السودان؛ صقل الموهبة والمهارة بالعلم فنال درجتي الماجستير حيث كانت الأولى في مونسرفتوار بالقاهرة والثانية في جامعة أيوا بأمريكا، ظل يمد يده للكثيرين؛ يقدم كل ما اكتسبه من خبرة ومعرفة في مجال الموسيقى والتلحين بل تفرغ لهم بنكران ذات منقطع النظير، ويكفينا أن نقول أنه يُشكِّل أحد الرموز المُهمةِ على خارِطة الإبْداع الموسيقى في السودان، رائد التجديد في التوزيع الموسيقي الحديث التقت به ودمدني عبر الأثير الإلكتروني وهي تمارس معه فن النبش الجميل....فتحدث عن أصدقائه من المبدعين ومواقفهم وذكرياته معهم، فأجرت معه هذا الحوار الشيَّق رغبةً منها لإطلاع معجبيه الذين يساءلون عنه كل طائر وكل عائد من السفر فإلى مضابط الحوار لكي نقرأ وننبسط ما جاد به هذا المبدع الرائع:

حاوره عبر الماسنجر: نشأت الإمام

لماذا هذا الغياب الطويل.. ولماذا الهجرة أصلا؟
غيابي له عدة أسباب أهمها السياسية والأسرية والاقتصادية. إنه في ظل نظام سياسي يتعامل مع الفنون بطريقة تفكيره فقط يصعب عمل إنتاج فني متميز فعلي سبيل المثال كيف يتأتى أن يتم تغيير الملابس الخاصة بالرقصات الشعبية بالجنوب وإلباس الفتيات الحجاب فإن هذا يفرغ الناحية الفنية من كل فنياتها ويجعل التراث مسخرة وقس علي ذلك بالإضافة إلى أن النظام السياسي كان يضغط على الفنانين وكذلك معهد الموسيقي للغناء لصالحه مما أدى إلى إغلاق المعهد عدة سنوات فكيف يتأتى لفنان جاد أن يعيش في مثل هذا الجو الكاتم.

هل صحيح أنك بَدْأتَ مسيرتك الفنية كونك فناناً شعبياً يستخدم آلة الرق والإيقاع؟ في أول مشوارك الفني، حدثتنا عن تلك التجربة؟
نعم وحينها كنت أقطنُ الخرطوم (قشلاق البوليس الغربي) حيث كان والدي عليه الرحمة يعمل؛ وفور ظهور فريق البلابل الغنائي تم عمل فرقة متأثرة بالاسم سميناها بلابل الغربي وحينما رحلت إلى حي الصحافة في بداية السبعينيات تم تغيير الاسم إلى يوسف ود الصحافه وكنتُ أكتبُ شعر أغنياتي وألحنها منذ ذلك الوقت.

برأيك ماذا أضاف لك معهد الموسيقى والمسرح؟ وهل هو الذي غيَّر وجهتك من فنان شعبي إلى فنان يستخدم الاوركسترا؟
معهد الموسيقي علمني أن الأصوات البشرية ليست كافية لتغطية مساحة خيال واسع لفنان طموح ويعشق التعلم لقد كان إحساسي بالألحان عاليا ولكنني أواجه بان الكورَسْ غير قادر عن التعبير عن بعض أفكاري اللحنية وهذا مرده الي طبيعة ومحدودية الأصوات البشرية. فالآلات الموسيقية كثيرة ومتعددة وبرغم ذلك لازال المؤلفين يبحثون عن تكنيك جديد لاستخراج أصوات مخالفه لما سبق في نفس تلك الآلات أو باستحداث آلات ووسائل جديده.

الأستاذ الموصلي كما قلنا أنه مجتهد جداً أين وصلت مشاريعك على المستوى الخاص في مجال الدراسة الأكاديمية؟ هل أنخت بعيرك عند درجة الماجستير؟ أم أنك تعد العدة لنيل درجة الدكتوراه؟
الدكتوراه بالنسبة لي ليست بهاجس ولا الشهادات هاجسي هو التعلم واكتساب المزيد من الخبرات وبحمد لله بعد نيلي لدرجتين ماجستير الأول من مونسرفتوار القاهرة والثاني من جامعة أيوا أحس بأنني أقف على أرض صلبة وربما أفكر في عمل الدكتوراه بتمهل إما بأمريكا أو السودان وفق رؤيتي المعينة لمشروعها.

الموصلي نعرف أن خلف كل رجل عظيم امرأة، ونعرف أن زوجتك سكينة تخرجت في معهد الموسيقى والمسرح؟ هل تساهم في هذا الابداع الذي تقدمه؟ أو بالأحرى هل أنت تأخذ برأيها؟
في حقيقة الأمر زوجتي سكينة أتمت الفصل الدراسي الأول ثم سافرت معي إلى القاهرة وغلبتها بالعيال. ولكنها تتفهم عشقي للموسيقي وتهيئ لي الجو حينما اندمج في العمل بيد أنني دربت نفسي على العمل الموسيقي والانصهار فيه وإن كنت موجودا داخل ورشة للحديد والحدادة.

هلا حدثتنا عن أسرة الموصلي؟ وهل يوجه سلوك ابنائه إلى انتهاج الموسيقى، كما يقول المثل هذا الشبل من ذاك الأسد؟
أبنائي كلهم يعشقون الموسيقي ويعزفون ويغنون وبعضهم يدرسها كمادة ثانوية. إنهم ينتمون لجيل الراب والبوب ولكنهم في الآونة الأخيرة بدأوا في الانتباه إلى موسيقي والدهم بشكل مذهل.

عرفك الجمهور -لأول مرة- بأغنية (بريدك يا حبيبي بريدك), كيف تنظر الآن لتلك الأغنية, باعتبارها رمزاً لمرحلة أولى من مسيرتك الفنية, بالرغم من أنك قد بدأت بتقليد أغاني الحقيبة؟
"بريدك" أغنية تم تأليفها ملحنة من الوهلة الأولى أي أنني ارتجلتها وهي تشكل بالنسبة لي تاريخاً مهماً والعجيب أن الناس يتغنون بها حتى الآن.

مثل ألبوم (شوق الهوى) طفرة كبيرة في تطورك الفني.. ما هي في تقديرك مقومات النجاح التي توفرت لذلك الألبوم.. ما هي في رأيك أهم سمات تطورك الفني كما تجسدت عبر أغنيات الألبوم المشار إليه؟
يقول الكثيرين أن شوق الهوى طفرة في الموسيقي السودانية نفسها وأذكر أن الموسيقار المصري البديع علق عليه قائلا (الموصلي عايز يقول لينا حاجه) وكنت قد نفذته باستيوهات عمار الشريعي مما أتاح له فرصة السماع.

كيف تفسر عدم قدرتك على إنتاج البوم جديد يتجاوز شوق الهوى أو في مستواه على الأقل؟
o لقد أنتجت البومات على مستوى شوق الهوى من حيث التوزيع والغناء ولكن كان هنالك قصور في الدعاية والإعلان حيث إنني كنت وقتها أعمل في حصاد كشريك ومدير فني ولم أكن أهتم بالدعاية بحكم انشغالي ولكن الأعزاء بحصاد قابلو مجهودي بأن عاملو أشرطتي (سفر العيون) و(حبايبنا بطريقة زامر الحي فانا الفنان الوحيد الذي لم تعمل له بوسترات بينما تلامذتي عملت لهم البوستترات وهاهو الجمهور يستعيد هذه الاعمال وبشغف (الخيل الحره بتجي في اللفه)

هل يعني تحولك للتوزيع الموسيقي لأعمال الآخرين اعترافاً ضمنياً بنهاية مشروعك كمغني ومطرب, بدلالة تناقص إنتاجك من ناحية الكم والكيف, -على الأقل منذ هجرتك لأمريكا- ؟
o لا قطعا ولكن شغف المغنيين لأداء توزيعاتي وأغنياتي شغلني عن نفسي فكم من أغنيات ألفت موسيقاها من أجل إنتاجي كمغني تم اختطافها من قبل زملائي وانا في رضاء تام لأنني أؤمن بان أجمل الغناء لم ياتي بعد. أفكر في إنتاج شريطين في مقبل الأيام يكسروا الدنيا مع حفلات ضخمه ثم اعتزل كما فعل محمد عبد الوهاب واتفرغ للتلحين للشباب الجديد. أي الاعتزال في القمة فقد وزعت لأكثر من ثلاثين فناناً.

هناك من يرى بأن شريط (طفل العالم الثالث) كان عملاً فاشلاً, ولم يحمل من مقومات النجاح سوى سمعة الرباعي الذي قدم العمل (ليلى المغربي, وردي, مصطفى, الموصلي) بدليل أنه لم يعد شيئاًَ مذكوراً؟
o شريط طفل العالم قد فاز في السنة السابقة كأفضل عمل تم انتاجه في السنوات السابقة والفوز تم بتصويت الجمهور وقد فوجئت بالخبر حينما أخطرتني اللجنة المنظمة وطالبوني بمخاطبة الجمهور في الاحتفال؛ أوالندوة التي أقيمت خصيصاً لذلك وقد كان؛ وشكرتهم، فقد أكدوا لي بأن ذوق جمهورنا رفيع إذا تمت العناية به. أما الذين قالوا ما قالوا في طفل العالم فلشيئ في نفس يعقوب ويسري عليه المثل السوداني (المابتلحقو جدعو). والسؤال موجه لهم هل من السهولة أن يشارك كل هؤلاء المبدعين في عمل فاشل؟؟

الموصلي صديق قديم لمصطفى سيد أحمد، بل كان زميل زوجتك "سكينة" في معهد الموسيقى ، لماذا كنتم تطلقون عليه لقب "طه حسين"؟
o هذا اللقب يبدو أنه أطلق عليه من قبل العازفين بمركز شباب السجانه نسبة للثقافة العالية التي يتمتع بها الراحل المقيم وقد كان يحاول أن يوصل جزء من فلسفته حول النصوص أو العمل الفني لهؤلاء فالذين لم يفهموا أطلقوا عليه هذا اللقب كناية عن المسافة في الثقافة بينه وبينهم وكانت نظارته التي يلبسها تعطيهم هذا الإيحاء وكانت عبارة عن دعابة يبتسم لها مصطفي في محبة ورحابة صدر فأنا أيضاً كانوا يطلقون عليَّ (ابو جاكومه) نسبة لصعوبة الحاني ودقتي في ضبطها معهم ومبسوط من اللقب.

لقد قرأت حديثك في مكتبة مصطفى سيد أحمد حيث قلت: "أعجبني بشدة أداء مصطفى لأغنيتي "الأماني السندسية " وتمنيت لو لم أكن قد سجلتها للإذاعة ليسجلها هو بصوته الرائع".. ما هو تعليقك على ذلك؟
o إن أهم ما يميز مصطفي ليس هو الأشعار التي تغني بها ولا الألحان التي لحنها؛ وإنما ذلك الصوت الشجي فمصطفي يعتبر أحد أجمل أربعة أصوات في تاريخنا الغنائي في رأيي، أما الأشعار فعندما ظهرت الرمزية لدي الدوش ومحجوب شريف وصلاح أحمد إبراهيم بل والخليل وغيرهم؛ لم يولد شعراء أغنية مصطفي بعد وهذا قطعا لاينفي ابداعهم الملحوظ. لذا تمنيت أن يسجل هو الأماني السندسية بذلك الصوت القوي عند الاحتياج إلى القوة الدافئ عند الاحتياج إلى الدفء الرخيم عند الاحتياج الي الرخامة المعبرة عند الاحتياج الي التعبير المعين.

الموصلي لقد طرحت تساؤلاً جميلاً في مكتبة مصطفى وهو "أين يكمن المعادل الموضوعي للنص في أغنيات مصطفي سيد أحمد؟" هلا حدثتنا عنه؟
o أعني بذلك ما استطعت من ترجمة لبعض الحان مصطفي توزيعاً من حيث البناء اللحني؛ خذ مثالاً الجزء الأخير من أغنية (أظنك عرفتي) حينما يردد أظنك عرفتي هموم الرحيل فتجد أن الاوركسترا تلعب دور ترجمة هذا الاحساس بشكل ملحوظ خصوصا آلات الكمان.

الخلاف العلني الذي انفجر مع وردي, هل يعني فشل المشروع الذي كنت تعتزم تقديمه عبر وردي؟
o إنما الأعمال بالنيات فأنا لازلت أكن لوردي كل الاحترام نسبة لعطائه المميز العظيم، بل إنني أعتبر أصبح الصبح هي عزه الثانية ولا يمنعني ما بيني وبينه من ترديدها. وردي يأمر في أي لحظه وسيجدني معه لاني أحبه كفنان؛ فقد وجدني معه في مصر وبعد كل الذي قاله وجدني مرة أخري معه بلوس أنجليوس فقد طلبني وبشده. وقد أحزنني جدا ما دار بينه وبين ابنه عبد الوهاب، وبرغم معرفتي بحدة وردي واندفاعه ساعة الخلاف مع الآخر إلا أن كلام عبد الوهاب لم يعجبني فهو والده (وبالوالدين إحساناً)، ولكن يبدو أن عبد الوهاب يفرق بين وردي الأب ووردي زميل المهنة وهي معادله شديدة الصعوبة.

هل تتطلع لتبني صوت جديد أو اسم جديد لتقدم عبره إبداعاتك الموسيقية؟
o قلبي مفتوح لكل الشباب والقادمين الجدد وعقلي كذلك؛ وأقول ليك بصراحة كده وبدون غرور لم يساعد فنان ومغني سوداني الفنانين الجدد والناشئة بالطريقة التي فعلت ولازلت.

هناك أخبار عن إعدادك لأوبريت عالمي بمشاركة عدد من الفنانين.. أين وصل هذا المشروع؟
o لازال ينضج على نار هادئة وستسمع قريبا إن شاء الله.

تجربة الموصلي مع شركة حصاد للإنتاج الفني.. كيف ينظر لها الموصلي.. مع هذا التواجد الكثيف لشركات الإنتاج الفني الآن في السودان.. وحينها كانت حصاد هي الوحيدة؟

o ناجحة جداً من الناحية الفنية والتجارية، فاشلة جداً من ناحية استحقاقاتي المادية، ففي الناحية الفنية قد احدثت ثوره ليس لها مثيل في تاريخنا الموسيقي، حيث اتجه كل الفنانين إلى القاهرة للتسجيل تحت اشرافي وتوزيعي الموسيقي؛ وأنا فخور بذلك وبهم. نتج عن هذا النجاح أن قامت مايفوث الستين شركة وأصبح السوق يعج بكل أنواع البصل والبطيخ والشمام والبرتكان والتفاح أيضا. فنياً أبلغني العازف القدير ميرغني الزين في آخر زياراته أن عازف الكمان محمديه يقول أنها أجمل تجاربه على الإطلاق، كما يعترف الكثير من العازفين بأن ذلك المستوي لم يتكرر حتى الآن. أما من الناحية المادية فقد ظلمت ظلم الحسن والحسين وصديقي وأخي أحمد يوسف يعلم ذلك تماماً؛ فإنني حرمت أبنائي وأسرتي جهد دمي وعرقي الذي بذلت.

o ذهب يوسف الموصلي توقفت حصاد ولم يأتِ فناناً ليسجل. أظن معادلة الموصلي واضحة هنا وهنالك شخص آخر تم ظلمه وهو الأخ صلاح محمد إبراهيم الذي أنتج الأعمال الأولي التي قامت عليها حصاد وهي طفل العالم الثالث وأرحل والحزن النبيل. عليه أرجو أن يفكر أخي أحمد يوسف فقد أوكلت الآن محاميا لينتزع حقوقي وأرجو أن لا يطروه للذهاب إلى القضاء.

هل هناك تعاون مشترك بينكم كفانين سودانيين بأمريكا, أنت, علي السقيد وغيركم من المتواجدين هناك؟
o أتعاون مع البلابل وأنتجنا لهم سي دي جديد ومع عمر بانقا والسي دي الخاص به علي وشك النهاية من حيث التنفيذ والبقية وهم علي السقيد أسامه الشيخ عاطف أنيس وأدروب وغيرهم سيشاركون بمهرجان الموسيقي السودانية الذي سيقام في مارس وموضوعه (الموصلي) حيث سيغني كل واحد منهم أغنيتين للموصلي بالإضافة لأغنية له ونعمل علي استمرار هذا المهرجان بحيث يكون موضوعه فنان مختلف من ذوي العطاء الثر تغني أغنياته بالإضافة إلى جديد المشتركين.

ما هي الأغاني التي قام باختطافها منك علي السقيد بعد أن وضعت لها الألحان؟
o 1- كل النجوم لمدني النخلي 2- رجعتي القلب يدق تاني لعز الدين هلالي 3- ومداك مداد لعصام ابكر ادم 4- قولي قولي وكلميني لمدني النخلي 5- العوده لهاشم صديق. وعلي صاحب الاحساس الرقيق يستاهل كل ما بدولابي الغنائي.

ما بين الموصلي وسيف الجامعة إلفة وصداقة قديمة، وتعاون؟ هلا كشفت لنا عن ذكرياتك ومواقفك مع الأستاذ سيف الجامعة؟
o سيف فنان ذو صوت شجي ومطرب من الدرجة الأولى بيننا العيش والملح والاحترام. وطبعا أنا ومصطفي كنا نخاف غناء الألحان الجديدة أمامه فله قدره على الحفظ مهولة؛ ويمكن أن يغني أغنيتك الجديدة قبلك. كان يدعوني لتسجيلاته وغنينا سوياً في العديد من الحفلات.

كيف ينظر الموصلي للساحة الفنية في السودان الآن ومن من المطربين الذين أتوا بعدك لفت نظرك؟
o هنالك أصوات لفتت نظري مثل عصام محمد نور أسامه الشيخ ومحمود عبد العزيز والجيلي الشيخ، أما من الجنس اللطيف فقد عجبتني هناء التي غنت في ساورا وعقد الجلاد آمال النور إن وجدت عناية موسيقية جادة فلديها قدرة على التعبير مهولة، كما أن هنالك صوت كنتُ أتمنى تبنيه وهو الفنانة شروق أبو الناس والتي حالت ظروفها الحياتية دون ممارسة الغناء كما تعجبني أسرار بابكر وربما نلتقي قريبا؛ ولقد سعدتُ لنهلة عبد المنعم لكونها انتبهت لنفسها كمغنية رائعة.

ما هي رؤاكم بما أفدتموه من تطور في غربتكم, حتى تخرج أغنياتنا إلى العالمية؟
أعمل علي تطوير قدراتي الفنية وستدهشكم اعمالي القادمه صبرا( علي).

ما هو الأفيد بقاء الموصلي في الولايات المتحدة وزملائه؟ أم حضورهم لكي يتابعوا مسيرة الأغنية وتطويرها والأخذ بأيدي الشباب؟
الافيد هو أن نعود إلى وطن معافى وديموقراطي, ونقدم عصارة تجربتنا لهذا الجيل الشاب, وهل يقوي السمك علي العيش خارج الماء.

أين موقعك الأستاذ الموصلي من الفضاء الإلكتروني؟ هل قمت بتصميم موقع شبكي على الإنترنت كما فعل العديد من المبدعين؟ وما هو الغرض منه؟
موقعيelmosley.org يحتاج للترميم وإعادة التشييد وأحتاج إلى مساعدة، في ذلك كما أنني بصدد إقامة موقع آخر اسمه فنون وآداب السودان؛ يُعنَّي بالتذوق الفني والأدبي وسيكون مكاناً للمبدعين كي يلتقوا بالمتلقين.

أخيراً.. متى يعود الموصلي؟
قريبا جدا إذا ما تحقق السلام عملياً وعادت الديموقراطية المبرأة من العيوب وأصبح الفن حراً متداولاً بشكل صحي فليحدث هذا؛ في يوم الغد فإنني وبإذنه تعالي سأكون هناك في اليوم الذي يليه.

نشأت الامام

 

راسل الكاتب