وردي.. هل بلغ من العمر عتياً؟؟

بقلم : نشأت الامام

 

فنان افريقيا الأول -كما يحلو لمن تبهرهم مهرجانات سيكافا مناداته بذلك- .. الأستاذ محمد وردي يعتبر من أكثر الفنانين ظهوراً على صفحات الصحف في الأونة الاخيرة وليت ذلك الظهور المستمر ارتبط باعمال جديدة يعد لها او ندوات ومحاضرات يقدم فيها عصارة خبرته الطويلة للأجيال الشابة والواعدة والتي يجب عليه - شاء أم ابي - أن يفسح لها المجال.

ولكن الظهور علي صفحات الصحف سادتي كان مرده تلك الشجارات والخلافات التي يفتعلها الأستاذ وردي مع الآخرين ويطل بين الفينة والأخري ليطلق تصريحاته واتهاماته للآخرين لا يراعي في ذلك سوي عدم المساس بتلك الذات المتعظمة عنده, ألا وهي ذاته الموغلة في التعالي وعلي الآخرين ، وفرط الحساسية تجاههم, فهو لا يستطيع تقبل رأي الآخرين بأي شكل من الاشكال ويسفه بشكل مباشر - أو غير مباشر - آراء ومقترحات الأخرين ، ويبالغ - بنرجسيته المعروفة - في انجازاته وميزاته ومحاسنه ويتوقع من الآخرين أن يعترفوا بتفرده سواء كان هذا الاعتراف مبرراً أو غير مبرر.

فمن مقومات الشخصية النرجسية لدي الأستاذ و ردي مبالغته في اظهار ثقته بنفسه لدرجة الافراط, وهو يستجيب لأقل نقد سلبي بالغضب بمشاعر من المهانة والاذلال، والشخص النرجسي بصورة عامة كما يحلله علماء النفس ينتظر الفرصة المناسبة لرد الصاع صاعين والمشكلة - والحديث لا زال لعلماء النفس - انه يصعب معرفة ما الرأي بالضبط الذي يعتبروه سالباً أوموجباً - سوي المساس بشخصه - فهو ينظر للامر من منظار نرجسيته الخاصة.

فوردي الذي تنكر لاسماعيل حسن - صاحب ابداعاته الأولى - وفارقه ليس باحسان، وبعد قطيعة استمرت لفترة عادت المياه بينهما لمجاريها ، ها هو وردي يذكر في احد لقاءاته ان اسماعيل حسن قد عاد باغنية (واسفاي) في اشارة نرجسية من وردي لندم اسماعيل علي فراقه.. فتأمل!!

ومن بعد ذلك ما تبادله فنان أفريقيا الأول - افريقيا التي عقمت فلم تجد غيره لتنصبه فنانا اول لها - من اتهامات مع أحد الفنانين النوبيين ، من تراشق واتهامات وصلت حد «السرقة» لان الفنان النوبي كان قد اتهم وردي باستعمال الحانه ، وهذا الفنان يسمي صالح ولولي وهو فنان له نصيب لا بأس به من الشهرة فبدأ وردي بالرد بصاعين - تماماً كما حلل علماء النفس النرجسية - لاغيا شخصية صالح الفنية تماماً, مدعياً أن لا علاقة للأخير بالفن!!.

وليس ببعيد عن الأذهان تلك المساجلات الرخيصة التي خاضها وردي مع الشاعر اسحق الحلنقي ونعته بما لا يعقل وتجريده من شاعريته ..بل وصل الأمر لأبعد من ذلك حينما فاجأنا وردي بانه يستطيع أن ينظم شعراً مثل ما ينظمه الحلنقي, بل وأعطانا غثاءاً مما نظم.

أترون سادتي ؟

بلحظة واحدة يصبح وردي شاعر بقامة الحلنقي!! ولكن ربما بعض من عطب ألم به فسولت له نفسه أمرا ولكن قلنا : فصبراً جميل .

وأذكر ابان عودته بعد رحلة علاجه وتلك الأيام التي بلغ الاحتفاء به أيما مبلغ ، وفي حفل له بقاعة الصداقة وبعد أن غني رائعته (جميلة ومستحيلة) استند علي كرسي موضوع بالمسرح شاخصاً ببصره نحو عليائه المترعة بالأنا.. قائلاً بالحرف الواحد : «بالله الاغنية دي لو فكوها مش بتجيب دستة من الاغاني الحايمة دي وكانت من ضمن (الحايمات) في تلك الأمسية (الساقية) و(نسمة العز) وكان يصاحبه الفنان حمد الريح –رئيس اتحاد الفنانين- ؟» أغاني «حايمة»؟! انها اغنيات زملائك الفنانين الذي ساندوك وشدوا من أزرك وانت هناك في البعيد تقاسي المرض والحرمان من الوطن, هذا الوطن الذي فارقته طواعية ملبساً نفسك رداء المعارضة والوطنية.. ولعمري لهي معارضة الفنادق الخمس نجوم ، ليس إلا..

وها هو وردي والذي لم يكتف بالزهو في عليائه علي كبار الفنانين وذلك في القصة المشهورة حينما سئل عن ترتيب افضل عشرة فنانين سودانيين فقال : وردي أولا وثانيا و.... حتي تاسعا, وبعد ذلك محمد الأمين..!! وها هو محمد الامين في ذيل العشرة بجدارة.. فهنيئاً لود اللمين بهذا!!

وإن كانت كثرة الاسماء تدل علي عظم المسمى, فكثرة الحكايات عن نرجسية الرجل وتكبره تدل علي عظم ما يعتريه من حب للذات, وان كان بعضها مفبركاً, فذلك أشبه بنسب حكايات الحمقي لجحا والشره في حب الطعام لاشعب الاكول, فها هي نرجسيته وحبه لذاته يجعلانه شخصية مناسبة تماما لكل ما يثار حولها من ذلك.

وها هو يطلق قذائفه وآراءه الموغلة في الترفع في حق الفنانين الشباب وها هو يلغي تماما علاقة جمال فرفور بالفن ويصفه بالرجعية في اختيار اغنياته, علماً بأن نجاحات كاظم الساهر وماجدة الرومي ما كانت لتتأتي لولا تمسكهم بمنهاج اغنيات ستينات وسبعينات القرن الماضي والتي ينعتها وردي بالتخلف.

وايضا لم يسلم من هرطقاته الفنان محمود عبدالعزيز والذي اراد وردي ان يحاول اقصاءه عن النجومية والاضواء وذلك حينما صرح بانه فنان سمته الاساسية عدم الالتزام, وشبهه بفنان عالمي معروف عنه عدم الإلتزام, ويدخل في بند عدم الالتزام الكثير من عدم الالتزام الاخلاقي والفني وغيرها ، والتي لم يعرفنا ايها يقصد - وتناسي وردي ايام القاهرة وجلسات أنسها والتي جعلته يتوااااضع ويغني بمعية بلوبلو –التي حط من قدرها من قبل_ «جلابية بيضاء مكوية حبيبي بسحروك ليا».

إنه ارذل العمر الفني سادتي هو ما يحرك هذا الرجل الذي سحرنا اداؤه وشكلت أغنياته وجدان الكثيرين من أبناء هذا الوطن.. ولكن للاسف - وكعادة الكبار هنا - لا يرون أن هناك وقتاً جيداً للتقاعد, وإنما التشبث دوماً بما يرونه مجداً يموتون دونه ، إذ لازال يظن أنه وردي السبعينات وبداية الثمانينات, وله نفس التوهج القديم.

ولكن للسن حقه, وللعمر محطاته, وللصحة تأثيراتها علي العقل والذاكرة, فها هم العلماء يخبروننا صراحة بان فيتامين E الذي يستخدم كمضاد للاكسدة يقل مع تقدم العمر ويسبب نقصه تولد كميات كبيرة من مركبات الاوكسجين الفعالة وذلك يؤدي -ولو بدرجة متوسطة- الى الكثير من الامراض المستعصية على رأسها عجز الكلي المزمن وأمراض القلب, وامراض الشيخوخة والخرف.

لذا فقد ارتأي العلماء في هذا المجال ليس بالتوقف فقط عند حد اعطاء حبوب فتامين E بل بلغ الامر ربط هذه الجزئية المهمة ضمن الحشوة الداخلية «للفلتر» المستخدم في الكلية الصناعية للحصول علي اقصي حماية من العوامل المؤكسدة اثناء عملية غسل الدم .

 عزيزي وردي ..

نحن نحتاجك, لتغني لنا ومعنا, لا لتنصب نفسك فوق الجميع, وأنت تحتاج لهذا الفيتامين - فيتامين E - وبشدة وذلك لضمان سلامة كليتيك وعقلك ، من عوامل الشيخوخة و !! فهلا تستجيب..!!؟
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب