جمال فرفور

بقلم : نشأت الامام

 

المطرب الشاب جمال فرفور في حديث الصراحة

احمل الاعلام تبعات الصراع بيننا وبين الفنانين الكبار

حوار: نشأت الامام

المطرب الشاب جمال فرفور واحد من المطربين الشباب الذين اثروا الساحة الفنية بالعديد من الاغنيات وكانت له بصماته الخاصة في «رسم » الوجدان السوداني باللحن الطروب والكلمة الاخاذة.

التقيناه في هذه المساحة فاجاب على العديد من التساؤلات ودافع بموضوعيته ضد بعض الاتهامات التي وجهناها له وحمل المطرب فرفور الاعلام مسئولية «الجفوة المصنوعة» بينهم كمطربين شباب وبين الفنانين الكبار.

واعترف فرفور جهراً في هذه المقابلة بتمكن الثنائي «الحلنقي ـ علي احمد» وقال انه ثنائي مريح في التعامل مع الاغنيات..

* جمال مصطفى من اين جاء اسم فرفور؟

= اسمي الحقيقي جمال مصطفى حسن احمد وفرفور هو لقب اطلقه على الاستاذ المربي سليمان فارس.. وذلك عندما كنت لاعباً في احد فرق الناشئين ببحري.. ولصغر حجمي وسط اقراني.. وتميزي في اللعب اطلق على لقب «فرفر» الذي صار مع الايام فرفور..

* البداية غالباً ما تكون داخل الحي ومن ثم تأتي الانطلاقة.. لماذا بدأت من الجامعة؟

= انا بدايتي كانت بمركز شباب بحري ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت من مسرح جامعة النيلين التي درست فيها القانون.. وربما لان الجامعة تعرفك باناس يأتون من مختلف المناطق لذا بدأت الانطلاقة بصورة اوسع من نطاق الحي الضيق.. واول حفل عام غنيت فيه بمسرح المكتبة القبطية كان بمصاحبة الفنان محمود عبدالعزيز وكان في ذلك الحين قد سبقني في الظهور بفترة.

* يبدأ المطرب عادة مردداً لبعض الاغنيات الخفيفة «اغنيات البنات» وهل ذلك يعد مرحلة لا بد من المرور عبرها.. كمثال انت اشتهرت باغنية «الجلابية» و«العربية».

= ليس بالضرورة ان تردد اغنيات البنات حتى تصبح مشهوراً وهذه الاغنيات التي غنيتها لم تكن اغنيات بنات.. انا غنيتها ومن ثم صارت تغني في الافراح وغيرها وكمثال اغنية العربية للشاعر المرحوم عوض جبريل كتبها وهو في طريقه الى كسلا برفقة الفنان كمال ترباس وكانوا بانتظار العربة التي ستقلهم الى هناك وقد كانت الاغنية.. لكن هذه الاغنية اليوم دخلت عليها الكثير من التعديلات حتى صارت اقرب لكلمات البنات و«الجلابية» كتبتها احدى النساء الحكيمات في ابنها.. ولكن ايضاً دخل عليها التعديل والاضافة واذكر ان الفنان وردي قد اعجب بهذه الاغنية جداً.. وهذه الاغنيات الخفيفة تغنى في مناسبات خاصة وكلنا نعلم ان الاستاذ ابو داؤود كان يغني «العجب حبيبي» و«بابور الجاز» وهي اغنيات خفيفة ومهذبة ولا تخدش الحياء العام.

* حسناً .. اغنيات مثل «عكس الهوا» هل هي مجاراة لموضة المصطلحات الجديدة؟

= هذه الاغنية كتبها الاستاذ حسن الزبير وذكر لي انه كان لا يعرف معنى كلمة «عكس الهوا» لكن الواقع اصبحت مصطلحاً يتعامل به الشباب ومتعارف عليه.. اذن هذا النوع من الغناء يواكب حركة المجتمع بصورة عامة ويراعي متغيراته ومستجداته سواء في الافكار او حتى اللغة المتطورة التي يتخاطب عبرها.

* العلاقة بينكم كفنانين شباب يشوبها الكثير من عدم التعاون وبعض الاختلافات اهي روح المنافسة؟

= ابداً.. هناك علاقات حميمة تربط بيننا خصوصاً ونحن ابناء جيل واحد وهم واحد وفي مجال التعاون فقد اهديت الاخ محمود عبدالعزيز اغنية رأيت انها تناسب اداءه وهو كذلك قام باعطائي لنفس السبب. ونحن نغني اغنيات بعضنا بدون اية حساسية وروح التنافس تسود في كيفية تقديم الاعمال الجيدة..

* وبينكم وبين الفنانين الكبار هناك هوة واسعة واشكالية جدلية بين جيلين ترى ما السبب في ذلك؟

= انا احمل الاعلام تبعات هذا الصراع لانه قد روج للفصل بين الجيلين واصبح الموضوع اشبه بالتحدي رغم ان تواصل الاجيال شئ طبيعي ليس في الفن فحسب بل في الحياة فهي عجلة مستمرة ولن هذه الفجوة جعلت هناك بعداً وجفوة.. اتمنى ان يتفهم الجميع ما عليهم حيال ذلك..

والآن لدى علاقات طيبة مع اخواننا الفنانين الكبار وهناك تعاون بيني وبين الاستاذ عثمان حسين الذي يعد لي في هذه الايام لحناً جديداً سوف اقدمه قريباً.

ولا انسى الاستاذين حسين شندي وكمال ترباس اللذان دائماً ما يوجهاني ويقدمان لي النصح بما يفيدني في مشواري الفني.

* لماذ حتى الآن جمال فرفور ليس عضواً باتحاد الفانين..؟

= قبل اربعة اعوام.. ذهبنا انا والاخ محمود عبدالعزيز وعصام محمد نور ووليد زاكي الدين وقدمنا انفسنا للانضمام لكن رفضت عضويتنا في ذلك الوقت.. ومنذ عامين تمت دعوتي من الفنان الاستاذ حمد الريح والفنان عبدالقادر سالم لانال عضوية الاتحاد ولكن ظروفاً حالت دون اكمال هذه الاجراءات ولكني اقوم بين الفينة والاخرى بزيارات للاتحاد وعلاقاتي طيبة مع الجميع..

* وانت تردد بعض اغنيات الكبار.. لم تردد اية اغنية للاستاذين وردي وابو اللمين.. الم ترق لك اغنياتهما؟

= معظم ما تغنيت به كان للاستاذ ابراهيم الكاشف واغنيات الحقيبة وهذه اغنيات احس بقربها مني.. وللاستاذين وردي وابو اللمين الكثير من الاغنيات التي اعجب بها وارتاح لسماعها لكن ربما لا يرضيهما ترديد الاخرين لاغنياتهما حسب ما اسمع.

ولكن سبق لي ان غنيت للاستاذ وردي في حفل تصادف وجوده معنا.. فقدمته وغنيت معه بعض اغنياته..

* حسناً استاذ جمال.. ما رأيك في ظاهرة تقليد الفنانين وانت كمثال لك اكثر من تسعة فنانين يقومون بتقليدك؟

= نحن عندما جئنا لم نقلد احداً هنالك فرق بين الترديد والتقليد.. فانا كنت اردد اغنيات البعض لكن باحساسي الخاص وهؤلاء المقلدين ان كنت لا اعترض عليهم في تقليدي لان ذلك يخلق لي نوعاً من الوجود الدائم في اوساط المستمعين.. لكني اشفق عليهم لانهم لن يضيفوا جديداً وانما يصبحون نسخاً مكررة لفنان واحد.

* استاذ جمال من الملاحظ انتاجك الغزير لاشرطة الكاسيت الا تعتبر ان ذلك يؤدي الى استهلاك الفنان والفترات الزمنية القريبة بين الالبومات لا تتيح للمتلقي فرصة التمعن في هذه الاعمال المقدمة؟

= اوافقك هذا الرأي فحتى تخرج الاعمال بصورة مجودة تتطلب زمناً معقولاً يفصل بين الاعمال المقدمة .. لكن الناس دوماً يطلبون الجديد..

* مقاطعاً:

اذن انت تجاري السوق وما يطلبه المستمعون؟

= ليس ذلك بالضبط لكني كفنان في بداية طريقي.. احاول قدر الامكان ان تكون لي اعمالى الخاصة وليس معنى ذلك ان اغني اي شئ فانا اقوم بعملية اختيار ودوماً احاول التجويد في اغنياتي التي اقدمها..

* وشركات الانتاج الفني.. هل تلعب دوراً في اللهاث وراء انتاج الالبومات بهذه العددية علماً بانك تحتكر صوتك لشركة للانتاج الفني.. وماذا افادك هذا الاحتكار؟

= شركات الانتاج الفني يهمها جداً ان تنتج اعمالاً تلقى الرواج لذا فلا يمكن ان يطالبونك بان تعمل اكثر من طاقتك واحتكار اعمالي لشركة انتاج هيأ لي نوعاً من التنظيم احتاجه بشدة.. وذلك حتى تخرج اعمالي الغنائية بعد دراسة وتأن والآن اجني ثمار هذا الاحتكار.

* فرفور من اكثر الفنانين انتاجاً لاشرطة الثنائيات «الديتو» ماذا افادتك هذه التجارب وماذا اضافت اليك؟

= الالبومات الثلاثة اعتبرها اضافة حقيقية فمحمود وانا هناك اختلاف بين صوتينا وطريقتنا في الاداء مختلفة ولكن استطعنا الوصول لمنطقة وسطى بيننا وان كان هذا التباين قليلاً مع الاستاذ ترباس والاستاذ حسين شندي.. هذا من جهة والاضافة الاخرى هي هذا الحضور الذي تشكله بتواجدك مع فنانين اثروا الساحة الغنائية ولهم جمهورهم الخاص الذي استطعت ان اخاطبه من خلالهم.

* اعمالك الاخيرة قاسمها المشترك «كلمات: الحلنقي الحان علي احمد» هل وجدت نفسك في هذا الثنائي بصورة اكبر من ما تجدها عند الآخرين؟

= هذا الثنائي مريح جداً في التعامل مع الاغنيات اذ انهما يقومان بتجهيز الاغنية التي تناسب كل فنان وانا قدمت اعمالاً لهما اعتقد انها تناسبني واستطعت ان اقدمها بالشكل المرضي بالنسبة لي ولجمهوري.

* فرفور متهم بانه لم يقدم اغنية وطنية؟

= لم اجد حتى الان النص المناسب وقد طلبت من الاخ حسن الزبير والاخ اسحق الحلقني ومدني النخلي نصاً لاغنية وطنية ولا يزال البحث جارياً ولكن جل اغنياتي عشقها وحبها كان في الوطن ومن اجل اوطن.

* وماذا عن المشاركات الخارجية.. نرى انك مقل ان لم نقل انعدام مشاركتك في هذا الجانب؟

= هذه المشاركات تتم بصورة يكون الاداء الجيد اخر المعايير التي تؤخذ في الاعتبار.. هناك الكثير من الترضيات والمجاملات وحدث قبل ذلك في احد المهرجانات كان محمود عبدالعزيز مشاركاً باسم السودان وتفاجأنا بسفر فنان آخر قبل المهرجان بايام ولذلك فمعظم المشاركات الخارجية نتائجها ضعيفة ما عدا بعض المشاركات التي اعتبرها ايجابية.

* اعلامنا هل به اوجه قصور حالت دون انتشار اغنيتنا خارجياً؟

= ليس الاعلام فقط.. حتى نحن مقصرون حتى يقبلنا الاخر يجب علينا ان نذهب اليه ونقدم ما نقنعه به ولا ارى غضاضة في الغناء بلهجات عربية غير لهجتنا السودانية  في عمل او عملين لان هذا المتلقى اذا لم يحس بانك تخاطبه فلن يابه بك..

* اذن ما هو دوركم كفنانين في نشر اغنيتنا السودانية؟

= قمت في الفترة الاخيرة بالاتفاق مع شركة انتاج صوت الجزيرة بابي ظبي لانتاج البوم «انت مافي» والمقابل الذي يقومون به ان يسجلوا عملين بطريقة الفيديو كليب وهما «كلك حلو» و«على كيفك» وهذه الشركة لها تعاون مع قنوات مثل «روتانا وميزيكا وايه ار تي» وقد تم التسجيل الاول وتبقت مشاهد سوف اقوم بتصويرها في لبنان خلال الايام المقبلة وانا اعتبر ان ذلك يعد اضافة يمكننا من خلالها التواجد خارجياً بصورة مقبولة لدى الآخر.

* بعد كل هذا مع الفن.. اين يجد جمال نفسه في الفن ام الكرة ام القانون؟

= القانون عملت به فترة وهو مهنتي التي احبها وكرة القدم عشقي والفن بالنسبة لي الهواء الذي اتنفسه مع كل شهيق وزفير تتردد اغنياتي بينهما.

* ما الجديد لدى فرفور؟

= لدى البوم يحمل اسم «سيسبان» وهي من اشعار الاستاذ كامل عبدالماجد وهي احدى اغنيات الالبوم ويضم عدداً مقدراً من اغنيات الحقيبة التي احب ترديدها كثيراً وهو مسجل بالعود والايقاع.


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب