الفن التشكيلي في السودان.. قضايا

بقلم : نشأت الامام

 

للكتيابي مقطع يقول فيه:
وتكمشت روحي..
لماذا في رفيف اللحظة الوثنى
وأول مرة أكبو..
تصادفني السنابك في جروحي؟!
الكتاب الذي صدر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وهو كتاب (الفن التشكيلي في السودان).. ثارت حوله ضجة كبرى بين جموع الفنانين التشكيليين, وهناك مساران في هذه القضية الضجة, أولهما هو موضوع التكليف وكيفية اختيار الدكتور راشد دياب ليقوم بهذا العمل الكبير بمفرده, وهو عمل -حسب رأي بعض التشكيليين- يعتبى وثيقة رسمية سوف تعتمد عالمياً, وهي تنيب عن الوطن في عرض تاريخه التشكيلي.
وعلى ذات المسار يرى البعض أن هناك تجاوزاً للمؤسسية في هذا العمل, حيث أن هناك لجاناً متخصصة, وقد بادرت بعقد اجتماعاتها ومداولاتها واتصالاتها حتى يخرج هذا العمل في أبهى ما يكون, ولكن الكثير من التشكيليين يرون أن هذه اللجان هي لجان تشريفية وليس لها الحق في الانابة عنهم, لأنها لم تضطلع بدورها كاملاً من قبل في قضايا التشكيليين وهمومهم, ويذهب البعض أبعد من ذلك حيث يرون أن هناك اعضاءاً في هذه اللجنة هم غير مفوضين أساساً من قبل التشكيليين, وهناك تساؤل عن دور اتحاد التشكيليين, ويقودنا ذلك للحديث عن مدى فاعلية هذا الاتحاد أصلاً, وغير ذلك من القضايا الساخنة المتعلقة بالتشكيلي السوداني..
المسار الثاني هو مادة الكتاب وهل أوفت الفن التشكيلي السوداني حقه وهل يعتبر الكتاب مرجعاً, لتاريخ التشكيل, وهنا نتحدث عن كتاب يفترض به أن يكون شاملاً, وربما احتدم الجدل في كون أن البعض يرى أن اللوحات التي تضمنها الكتاب لبعض الفنانين لم يؤخذ اذنهم بذلك, فقد يكون للفنان أعمالاً لا يود نشرها لأسباب خاصة, أو لضعف فيها, ولكن علينا أن لا ننسى أن الكتاب وفي مهمته التوثيقية عليه ايراد نماذج تحكي عن أية فترة, فكل فرشاة وازميل صنعا لوحة او نقشاً يصبح أثراً نتعرف فيه على ذواتنا باكراً أو متأخراً.
عموماً يعد هذا الكتاب نافعاً جداً على اعتبار أنه يعد تعريفاً بالحركة التشكيلية المعاصرة, وصفحة في تاريخ التوثيق للفن التشكيلي السوداني, وللدكتور راشد دياب أجر الاجتهاد, وأجر وضع اللبنات الأولى بمثل هذا الكتاب دعماً لحركة التوثيق.
وسنقوم بفتح ملف الفن التشكيلي بالسودان حتى نقيل عثرته التي جأر منها التشكيليون بالشكوى, ونقف على موطن الداء حتى نعمل سوياً على جعله جسداً معافاً ومتماسكاً.
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب