ما هذا الاسفاف؟

بقلم : نشأت الامام

 

الوسط الفني أضحى مليئاً بالدسائس والمكائد والمؤامرات, فهناك من يحسدك ويحاول أن يعرقل مسيرتك ومسيرة كل ناجح, والمشاهد أو المتلقي العادي يصاب بالاحباط جراء ما يراه من أحداث ومشاكل وخلافات تنشب في ذلك الوسط, والذي هو بلا شك ليس خارج نسيج المجتمع ككل, ولكن هؤلاء الرموز داخل الوسط الفني يشكلون قمة للمجتمع وتكون العدسات أقرب لهم من غيرهم, ولذلك يجب عليهم أن يكونوا من أكثر المحافظين على القيم الفاضلة والتحلي بكريم الأخلاق والنأي قدر الامكان عن المهاترات والمشاحنات فيما بينهم.

فلم تكد انتخابات اتحاد المهن التمثيلية تنتهي بسلام, بعد كل ما صاحبها من مشادات بين جناح الأستاذ علي مهدي والجناح المناوئ له, وما كاد الخلاف المستعر والذي وصل الى ردهات المحاكم بشأن قصيدة (رد الرسالة) والتي ادعت احدى الشاعرات ملكيتها, منازعة فيها بذلك الشاعر (عضو لجنة النصوص) مختار دفع الله, والذي أثبت بالأدلة والبراهين تأليفه للقصيدة, معضداً ذلك بافادات من شعراء وملحنين شهدوا على هذه الواقعة.

ما كادت تلك النزاعات وكل ما صاحبها من مهاترات وتراشق بالكلمات بين مختلف الأطراف أن تحمل عصاها وترحل, حتى بدأت معاول الهدم تنخر ما بين الممثلتين هند راشد وهالة آغا, في مهزلة تراجيدية تدعو للرثاء على الوسط الفني وما آل اليه حاله!!

فقد كانت صفحات الجرائد مرتعاً خصباً لنشر الغسيل القذر بين (الممثلتين) ولا نقول الفنانتين, لأن للفنان رسالة ومبادئ وقيم ومثل يجب أن يسير عليها ويصبح بذلك قدوة يحتذى بها, وهنالك خطوط حمراء لا يحق له تجاوزها, هذا ان كان فناناً حقيقياً!!

ونشب الخلاف حينما استعان المخرج عبادي محجوب بالممثلة هالة آغا لتشارك في السلسلة الدرامية (الخرطوم 2005) علماً بأن هذه السلسلة ذات حلقات منفصلة, ولم يرق ذلك للممثلة هند راشد والتي بدأت ممثلة في الحلقات الأولى لهذه السلسلة, وبدأت في اتهام زميلتها هالة بأنها خلف هذه المؤامرة التي تمت وراء ظهرها!!

وما يهمنا هنا ليس الدخول في تفاصيل الخلاف, وانما التعاطي الذي لا يخلو من اسفاف لأدبيات الخلاف, وهذه الزوبعة التي أثيرت وفي كل يوم ينضم فنان آخر لهذه المعمعة, وكلما مس (طرف السوط) مخرجاً أو منتجاً, رفع عقيرته بالضجيج عالياً.

ان كانت هذه الاتهامات والشتائم المتبادلة هي لغة أهل الفن في بلادنا, فعلينا وعلى فننا السلام!!

نشأت الامام

 

راسل الكاتب