ومن هم الكبار؟

بقلم : نشأت الامام

 

الأستاذ نشأت الامام.. تحية طيبة
اطلعت في ملفكم المقروء بتاريخ الثلاثاء 23 مارس العدد رقم 342 على عمود أوراق اليمام والذي جاء يحمل اسم (عندما يختلف الكبار).
ولدي مداخلات أرجو أن تجد متسعاً في صدركم وفي صفحتكم, وأنتم القائلون بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. فنرجوا أن يكون ذلك هو فعلاً ديدنكم, وذلك لأننا نرى الكثيرين في هذا الزمان الاعرج يقولون ما لا يفعلون..
أولاً دعني أتساءل و-بمنتهى البراءة- عمن هم الكبار؟ وأراك قد قصدت الهرم الشامخ الفنان محمد وردي, ورجل الأعمال ذو المواهب المتعددة صلاح ادريس.
الأستاذ وردي هرم فني شامخ يحق لنا أن نباهي به, وهو موسيقار عظيم لا يشق له غبار, ولكن ألا ترى معي أن أية شهادة أخرى كان سيشهدها وردي في ألحان علي أحمد كان ستجر عليه أقاويلاً وتأويلاً آثر أن يسد منافذها؟ وكما تابعنا أن وردي قد صرح قبل وقت ليس بالبعيد أنه نادم على غنائه للحكومات!!
أذن فهو لا يريد أن يضع نقاطاً جديدة تتراكم مع نقاط سبقتها مشكلة أدران تلطخ سيرته الفنية المشهودة..
لذا فمن الطبيعي أن يكون رأيه مثلما ذكر, وان كان قد ذكر أن لصلاح ادريس أياد بيضاء لم ينكرها, فذلك من يصب في خانة حفظ الجميل, وليس من باب اني لا أشترى..
والكبير الآخر, أهو صلاح ادريس رجل الأعمال, أم هو صلاح ادريس الرياضي صاحب تنظيم الأصالة, أم هو علي أحمد الشاعر الفحل الذي لا يجارى, أم هو علي أحمد الملحن الحاذق الذي ظن أننا سنجعله زرياب زماننا هذا, أم هو ذلكم الكاتب صاحب استراحة الخميس والتي أضحت تتناول السياسة واتجاهات الرأي بقلم تحليلي ظن صاحبنا أنه فاق الفضائيات الاخبارية المتخصصة, ومذكرات محمد حسنين هيكل.. أي هؤلاء هو الكبير؟!
قرأنا وسمعنا وعايشنا كيف أن المواهب تتفتق وفي أزمان مبكرة عند اولئك المبدعين, ومنذ سن مبكرة تظهر هذه المواهب وتصقلها الأيام وتزيدها بريقاً ولمعاناً, لكن فلنفكر بترو في هذه المواهب, أي مواهب تلك التي تنداح (فجأة) وبدون مقدمات لنجد بين ظهرانينا هذا الدفق الابداعي المترف؟؟
لم نسمع بصلاح ادريس الا عندما قصفت الفئة الباغية مصنع الشفاء, وعلمنا أن صاحبه يدعى صلاح ادريس (حفظه الله) وأنه.. وأنه.. الخ.. ومنذ ذاك الحين بدأ الرجل في التجلي, فكلما ازدادت الثروات ازدادت المواهب تبعاً لذلك, حتى لكأنك تلامس التناسب الطردي بين هذي وتلك.
فمن هو صلاح ادريس؟ وهذا التساؤل ليس كتساؤل
صغيرون صاحب الكتاب الذي حمل هذا الاسم, ولكن من اين له بهذه المواهب التي جاءته تجرجر اذيالها؟؟ وظهرت فجأة في سماء الابداع السوداني؟؟
سؤال نتسآله نحن العامة ويجعلنا نربأ بأنفسنا من أن نجلعه كبيراً, وما يجعلنا متيقنين من كل هذا, هو تلك الحشود التي تحيط به, وكأنهم حاشية يمثلون كونسلتو من الاستشاريين, وبعد ذلك فالخيال خصب, ولخيالنا أن يجنح لما يراه مناسباً.
فأي كلام كان سيقوله صلاح في حق الفنان وردي كان سيفتح عليه أبواباً من الجحيم, فوردي قامة لا تطال في الابداع السوداني لذا آثر صلاح ادريس عدم المساس به, وليس لأنه يحترم رأي وردي..
ونشكركم جداً على سعة صدركم.
وهاد معاوية
كلية التكنولوجيا - جامعة الجزيرة

تعقيب:
الأخت وهاد, سيظل الاختلاف لا يفسد للتواصل قضية, وكما قال فولتير: اختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد لأن أقدم حياتي من أجل أن يسمع الاخرون هذا الرأي, فان ما جاء به البعض, وان اختلفنا معهم فاننا لا نقذفهم بالحجارة, بل ندعوهم لمزيد من التفاكر والحوار, ومد حبال الود, ويظل رأيك رؤى خاصة بك لا نملك الا ان نحترمها.

نشأت الامام

 

راسل الكاتب