الكاشف.. ظلموك بالغنوهو ليك!!

بقلم : نشأت الامام

 

الفنان المبدع ابراهيم الكاشف أحد أعمدة الغناء السوداني, بل أنه يعتبر مدرسة رائدة قائمة بذاتها وذلك بارسائه قواعد الأغنية السودانية بشكلها الحالي.
ولد ابراهيم الكاشف بمدينة ودمدني وترك الدراسة وعمل بالنجارة في صغره.. ولكن كان حسه الفني يناديه حتى استجاب له, وبدأ مردداً لأغنيات الحقيبة, ثم بعد ذلك وحينما التقى بالشاعر المساح بدأ في فرض أسلوبه الجديد على الأغنية السودانية.
وبعد ذلك انتقل الى الخرطوم والتقى بعبيد عبد الرحمن وشكلا ثنائياً رائعاً متجانساً, وغنى كذلك لعتيق ولعبد الرحمن الريح.. ولابو صلاح.. فأجاد وأبدع..
رحلة الكاشف الفنية لم تكن سهلة ولم يكن طريقه ممهدا.. بل كانت رحلة مليئة بالصعاب واحتاجت منه الى الكثير من المثابرة والصبر, حتى صارت حصيلته حينما وافاه الأجل.. عشرات الأغنيات الخالدة.
في أيام عيد الفطر الماضي.. عرض التلفزيون سهرة مع أسرة الفنان الراحل الكاشف, وضمت السهرة أبناء الكاشف وأصدقاءه وبعضاً ممن عاصروه, ورأينا أنه لم يكن لأي فنان تغنى باغنيات الكاشف أي اتصال مع اسرة الكاشف سوى اثنين او ثلاثة فقط!!
لماذا هذا الجحود يا ترى؟ ومن هم أصحاب الحق في هذا الارث الابداعي العظيم؟ أهي أسرته التي فقدته باكراً, أم أولئك الذين نالوا الشهرة والمال بترديدهم لأغنياته؟!
وأنت تدير مؤشر الراديو على اذاعة مونت كارلو يطرق سمعك -تقريباً كل يوم_ ذلك اللحن الجميل:
يا من أحبك وأصطفيك
أنا لي روح مفتونه بيك
وأصبح الكثيرون من غير السودانيين يرددون اللحن العذب, حتى أن صديقاً يقيم بأسبانيا أخبرني أن الاسبان أحفاد دولة الأندلس يستعذبون هذا اللحن الراقي ويتفاعلون معه.. وهم المشهورون بألحان ورقصات الفلامنجو.
لكن الفنانة التي تردد هذا اللحن أظنها تكتفي فقط بأن تغني للكاشف دون حفظ أي حق.. أدبي أم مادي!
عزيزي القارئ:
تجول في سوق الكاسيت وتأمل, ترى أن معظم الأشرطة المطروحة تتضمن أغنية أو أكثر لفناننا الراحل ولا يعلم أحد من اعطى التصريح بذلك؟
بل أن البعض قد اغتنى بترديده لألحان الكاشف, فشيدوا العمارات وامتطوا السيارات الفارهة وارتدوا ازهى حلل, وكل ذلك وأسرته (لا حس ولا خبر)!
ونحن وان كنا لا نتفق تماماً مع الأستاذ هاشم صديق في سابقته المشهورة حينما أوقف أغنياته وقاضى التلفزيون, الا أننا نرى الآن أن البعض يستحق ذلك.. للجحود ونكران فضل من استرزقوا بفنهم واسمهم..
وأخيرا.. فناننا العظيم الكاشف.. ظلموك بالغنوهو ليك؟

نشأت الامام

 

راسل الكاتب