الطريقة القادرية العركية

 

 بقلم :الفقير لله / حسن محمد أبوبكر

 مقدمه :

          راحة الروح وسعادتها . .  إنما هي في صفائها بالإخلاص لله ، وإشراقها بنوره ، ومجاهدتها في سبيل الاتصال به والقرب منه ، ولن يتحقق لها ذلك إلاَّ بالرضــا بكل ما يفعله المحبوب الأعظم ، والثقة في عدله والاطمئنان إلي حسن جزائه ومتى صفت الروح من علائق المادة وشوائب الدنيا انعكست عليها الأنوار الإلهية فانتشت بروح المحبة القدسية وسكرت بشراب المشاهد الربانية وتحققت لها السعادة الأزلية والراحة الأبدية .  

إن أهل المعرفة بالله السادة الصوفية يمثلون قلب الإسلام  فهم الذين حملوا العلم حقاً في باطنهم وظاهرهم ، وهم الصورة الكاملة للمسلم الكامل المؤمن الطاهر في ظاهره وباطنه ، في سره وعلانيته ، ويمكن أن تكون فقيهاً وان لم تعمل بما تعلم ولكنك لن تكون زاهداً ولا عارفاً إلاَّ إذا زهدت بالفعل وشهدت فعرفت ، فعلمهم عمل  وعملهم حال وحالهم خطوة إلى الطمأنينة في مقام القرب الأدنى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .

الطريقة القادرية ودخولها السودان : 

انتقلت الطريقة القادرية طريقة السادة العركيين عن طريق الشيخ عبد الله العركي من الشيخ حبيب الله العجمي خليفة السيد تاج الدين البهاري القطب خليفة القطب الأوحد عبد القادر الجيلاني وقد أخذها عن شيخه بأورادها وأذكارها . 

خلافة الطريقة القادرية وسلسلتها :

كانت خلافة السادة العركيين بعد وفاة الشيخ عبد الله العركي  قد آلت إلي إبن أخيه الشيخ دفع الله المصوبن ود أبو إدريس  ومن بعده إلي الشيخ محمد القنديل بن الشيخ عبد الله الطريفي بن الشيخ أبو عاقلة المسمي " بالكشيف " ومن بعده آلت إلي ابنه الشيخ الغوث المشهور الشيخ يوسف أبو شراء ثم إلي ابنه الشيخ محمد الزاهد " طويل اليد " ثم إلي ابنه الشيخ أحمد الريح ثم إلي ابنه الشيخ حمد النيل ثم إلي ابنه الشيخ عبد الله " عاشميق " ثم إلي أخيه الشيخ عبد الباقي " أزرق طيبة " ثم إلي ابنه الشيخ حمد النيل ثم خلفه أخيه الشيخ أحمد الريح ثم ابنه سيدي الشيخ أبو عاقلة المتوفى عام 1990م ثم إلي أخيه سيدي الشيخ عبد الله أمد الله في عمره .  

تقوم خلافة السادة العركيين علي الطريقة القادرية طريقة القوم وذلك بحفظ القرآن الكريم وفهم علومه ودراسة المختصرات في السنه والفقه و اللغة و الشريعة ، وقد كان سادتنا جميعاً حفظة للقرآن الكريم ومعلمين له نفعنا الله بهم في الدارين .. اللهم آمين . 

خلفاء العركيين بطيبة :

الشيخ يوسف أبو شراء خليفته الشيخ محمد ، خليفته الشيخ أحمد الريح ، وكلهم قبروا بأبي حراز خليفته الشيخ حمد النيل وقبره بأم درمان خليفته الشيخ عبد الله وقبره مع جده الشيخ الريح خليفته الشيخ عبد الباقي أزرق طيبة ، خليفته الشيخ حمد النيل خليفته أخيه الشيخ أحمد الريح ، خليفته الشيخ أبو عاقلة . ودفنوا بضريح واحد في طيبة ، خليفته " أخيه " الشيخ عبد الله أطال الله عمره ، وأمد في أيامه ونفعنا بدعواته الصالحات آمين .

 الشيخ يوسف أبو شراء

 هو الشيخ الغوث المشهور بالشيخ يوسف أبو شراء رضي الله عنه بن الشيخ محمد القنديل بن الشيخ عبد الله الطريفي بن الشيخ أبو عاقلة الكشيف بن الشيخ  حمد النيل وهو أحد العدول الخمسة أبناء الشيخ دفع الله ود مقبل.

     ولد الشيخ يوسف في أبي حراز 1133 هـ نشأ في بيت السيادة والمجد نشأة كريمة وحفظ القرآن وهو بن التاسعة وأخذ علي يد أبيه الرسالة والجزء الأول من الخليل والعقائد وقد أعده والده للخلافة إعداداً تاماً وعمره آنذاك أربعة عشر عاماً وتولي الخلافة وعمره عشرون سنة ومكث فيها أربعة وستين عاماً ويعود له الفضل في تأسيس بقعة ( طيبة ) وعمره 21 عاماً فأسس مسجده عام 1154 هـ وقد بلغ عدد الطلاب في زمانه سبعة آلاف طالب . لـقب بأكرم أهل زمانه لبذل ماله في إكرام الضيوف وإعاشة طلاب العلم ، كان حليماً لين الجانب ، لكنه لا يخشى في الحق لومه لائم .

من أشهر تلاميذه :

الشيخ أحمد ودكنان الذي أخذ عليه الطريق  والشيخ محمد نور ود نصار 

 توفي الشيخ يوسف أبو شراء رحمه الله عليه عام 1217 هـ  وتولي الخلافة من بعده ابنه الشيخ محمد الزاهد الذي ولد عام 1158هـ والمعروف بصاحب اليد الطويلة و الكرامات وفعل الصالحات وقد سار علي نهج آبائه في الإصلاح والإرشاد وتدريس العلوم الشرعية وإكرام الوافدين كما عرف بالزهد والورع توفي عام 1242هـ  ودفن بجانب أبيه عليه رحمه الله ورضي عنه وخلفه ابنه الشيخ أحمد الريح والمعروف بالسجاد أي صاحب السجدة الطويلة وكان يقضي جل وقته في تدريس العلوم الشرعية وإرشاد المريدين ويقضي الليل قائماً متهجداً ساجداً لله سبحانه وتعالي وقد عرف بالشجاعة والوقوف مع الحق وقد زاره كبار الأولياء أمثال الشيخ عوض الجيد والسيد حسن الميرغني والشيخ التوم ود بانقا وقد عرف بالكرم كجده الشيخ أبو شراء . وكلهم قبروا بأبي حراز وتولي الخلافة إبنه الشيخ حمد النيل وقبره بأم درمان . (مقابر حمد النيل الشهيرة بأم درمان ) .

حسن محمد أبوبكر
مدني
حي المدنيين

 

 

راسل الكاتب