من بعيد

الاخلاص لمدني وانديتها

بقلم : معتصم عيدروس

 

يدرك كل ابناء مدينة ودمدني بان نهضة الكرة في المدينة ، وعودتها الى عصرها الذهبي تتطلب الكثير من العمل .. وتغيير الكثير من المفاهيم الحالية .. بداية من اعادة الاهتمام بالنشئ كما كان يحدث سابقاً ، عندما كان اللاعب ينتقل مباشرة من ساحات الناشئين الى الاهلي والاتحاد ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً لا تحصى ولا تعد ، ولعل جيل فيصل العمدة ونزار حسون ومنتصر الزاكي "زيكو" كان الأخير، لان الناشئين بدأت بعده في التدهور حتى وصلت الى مرحلة اللا عودة .
هناك أمر آخر مهم وهو يرتبط بأنديتنا الكبيرة التي تمثل المدينة في الدوري الممتاز ، والتي يجب أن يكون ولائها الأول والأخير لأندية المدينة وليس للهلال والمريخ كما يحدث الآن ، وهذا الأمر تداعت له مجموعة من ابناء المدينة التي لامست الجرح وبدأت تبحث عن الحلول .. قررت هذه المجموعة بداية أن العودة يجب أن تكون من الأندية التي يجب أن يخلص منسوبيها لانديتهم ، فلا يعقل مثلاً أن يجاهر اداري في الاهلي والاتحاد بحبه للهلال أو المريخ ، أو يفاخر بعضويته في احد الناديين اللذين ينافسان الاهلي والاتحاد في درجة واحدة ، ونفس الأمر ينبطق على المشجعين ، فالذي يشجع الاهلي والاتحاد يجب أن يقف خلفهما في كل مكان وامام أي خصم ، والكل هنا يستهجن الصورة المسيئة التي تظهر على استاد ودمدني لجماهير الاهلي والاتحاد وهي تشجع الهلال أو المريخ وتتبجح بحمل اعلامهما في مظهر لا يمت للحضارة بشئ ، فاندية المدينة هي الأولى بالتشجيع ، وهي الأكثر حاجة لجماهيرها ، لان الهلال والمريخ يمتلكان من الآلة الاعلامية والقاعدة الجماهيرية ما يكفيهما ، وبالعودة الى الزمان الماضي نجد أن نهضة الكرة في السودان كانت تنطلق من مدني لسبب بسيط جداً ، وهو أن الهلال والمريخ كانا يخشيان الحضور الى مدني لانهما يدركان بأنهما لن يجدا من يشجعهما أو يؤازرهما ، لأن كل الجماهير كانت تلتف حول ممثل المدينة ، ولهذا فقد كان عادياً جداً أن يفوز الاهلي أو الاتحاد على الهلال أو المريخ ، فكنا نجد الندية واضحة وظاهرة ، ولكن اختفت هذه الخاصية الآن بسبب تغلغل الهلال والمريخ في انديتنا من خلال اعضاء مجالس الادارات أو من خلال قواعد الجماهير ، وهذا ما تعمل المجموعة الجديدة التي تهمها ودمدني على توعية الناس به وتغيير المفاهيم حتى يعود الجميع الى تشجيع اندية المدينة بغض النظر عن شعارها ، حيث يجب أن يجد كل فريق يمثل المدينة التشجيع من رواد الرياضة في المدينة ، كما يجب ان يكون كل عضو مجلس ادارة مخلصاً لناديه ينسى بمجرد توليه المسؤولية أي انتماء آخر ..
مؤكد ان هذه المجموعة ستجد من يحاربها من داخل الاندية ومن داخل الجماهير لأن البعض رضي بالارتهان للهلال والمريخ رغم انهما لا يحتاجان اليه بنفس حاجة اندية المدينة له ..
وبنفس القدر فهناك مجموعة كبيرة ندرك بانها ستتحمس لهذا المشروع لأنها تنظر بعيداً وهي تدرك أن مدني يجب أن تكون هي الأولى باهتمامها ..







 

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه