من قلب الجزيرة

مرثية

بقلم : معتصم عيدروس

 

الاخ الاكرم/ معتصم العيدروس
التحية والتقدير
أرجو ان تجد مرثيتي هذه لما آل اليه الحال الرياضي بودمدني النشر .. مع خالص تقديري وشكري..
اخوك حسن محمد ابراهيم
مدرب/ ودمدني
ودمدني الحضارة .. ودمدني الاصالة .. ودمدني القيادة .. ودمدني الريادة.. ودمدني الرياضة... هكذا هي مدني التي انا ببصدد الحديث عنها الآن .. وهي موجودة حضارة واصالة وقيادة وريادة ولكنها غير موجودة البتة رياضة!! وهذا هو الأسف الشديد بل قمة الأسف والدليل دامغ... وواضح .. ولا يحتاج لاثبات أو تعليل..
هذه المقدمة اخي معتصم تمثل غصة في حلق كل مواطن رياضي داخل هذه المدينة الحبيبة الودودة الولودة التي انجبت الابطال في كل المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية.
كثرون منذ ان طأطا المستوي الرياضي رأسه إلى اسفل ادلوا بدلوهم في هذه النكسة الكبيرة .. ومعظم هؤلاء الكثيرون يحملون وجهة نظر واحدة هي ضرورة العودة للبداية الاولي كرة الشراب.. والاهتمام بالبراعم والناشئين والشباب والاشبال وتوفير المعدات الرياضية والملاعب و... و.... والكثير ... والغريب ان حتي الذين في قمة الاجهزة المسؤولية عن هذا الجانب هذا هو رأيهم ايضاً في التجمعات التي تحدث سوا في الاندية أو الاستاد أو مركز الشباب أو دار قدامى اللاعبين ويترك في مكانه على ظهر المناضد دون ان يتبعهم بعشم النزول إلى ارض الواقع!!!.. انديتنا اصابها الجدب واصبح ادارييها يتقلبون في الجمر جراء نفخهم في قرب مقدودة ولا غرو ان اللاعب اصبح ضعيف البنية، ضعيف التفكير.. وبالتالي قليل المردود .. والاداري لا حول له ولا قوة .. فمن اين يقوي له بنيته وكيف يحسن من تفكيره حتي يضمن منه مردوداً طيباً يعوضه مجهوداً ضخماً بذله من اجله؟؟؟ الاتحادات السابقة كل منها ادي دورته بما متاح له من امكانات وفي الغالب دون برنامج واضح ومعلوم ومحدد ولذا كانت الملاحظ واضحة في تضاؤل ارتياد الجمهور إلى الاستاد والذي بلغ به الاستياء حداً لا يوصف .. وقبلها كان يجد في اصابع يده لموعد المباريات ليشاهد دبوية وسانتو والباقر والتاج كاروشة وحموري والنيل والطيب موسي وابراهيم بدوي أبو حمامة وابولبدة وبابوني وشرة وقرز وجلودي وشنطة وكتثر يصعب حصرهم وعدهم.. .
الاتحاد الحالي قبل مجيئه دق اعضاؤه صدورهم باعتبار انهم المكتويين بنيران الاسف والندم لما آل اليه الحال .. تفكروا وقدروا ثم قدروا وفكروا وجادت قريحتهم ببرنامجهم الذي اسموه عودة الامجاد.. والغريب ان هذا البرنامج اشار بوضوح إلى امكانية العودة للامجاد رغم حالة الفقر المدقع الذي يجتاح كل اهل البلد ـ واقصد هنا مدني ـ واستدل بان البرازيل افقر بلاد العالم تقف في مقدمة دول العالم في المجال الرياضي!! هل لهذا الحد يمكن للحال ان ينصلح؟؟ لا اظن ذلك ويقيني لو تمت الدعوة لقيام جمعيات عمومية لاختيار اتحاد جديد ولجان مساعدة جديدة وادارات اندية جديدة لما تقدم احد وورط نفسه وادخلها في هذا النفق الضيق.. الكورة في مدني اخي معتصم وانت بقلمك ومنذ فترة ظللت تشرح وتخيط وتداول لا زال جرحها غائر وعميق فالاهلي يترنح ويترنح .. والاندية تترنح رغم المجهود المبذول بالقوة ومن اداريين قلة وجدوا انفسهم في الفوهة التي ان قذفت بهم ربما نصبنا سرادق العزاء النهائي وودعنا مدني الرياضة وشيعناها الي مثواها الاخير..
تجربة اللعب في الميادين الخارجية لاندية الثالثة تجذب الكثير من الرواد بالميادين المختلفة وهم في غاية المتعة.. واندية الثانية والاولي داخل سور الاستاد وبالتذاكر«كمان» شافع صغير يمكنه الجلوس في مكان قصي ويعد باصابع يده عدد الموجودين بالاستاد وهذا يعني منصرف دون تغطية «يعني أكل من السنام والسنام كله عظام» .. نصيب اندية ، نصيب حكام ، ونصيب مراقبين ، واكراميات خلال الشو؛ين .. وصرف كهرباء بالسعار التجاري والعائد صفر كبير، مستوي هزيل ومخجل ومضحك .. اكتب هذا المقال ومداد قلمي تسيل منه الدموع لتراجعه عن الكتابة بفخر في الماضي والكتابة بأسي وحزن في الحاضر!! فاذا كنا جادين بالفعل لعودة الجمهور بذاك المنظر الجميل القديم المتمثل في الصفوف الطويلة خارج الاستاد وبتسابق ومن بدري لضمان الدخول قبل بداية اللعب.. اكرر اذا كنا جادين اقترح الخروج بالثانية والاي إلى خارج الاستاد .. وللميادين المنتشرة داخل المدينة لموسم كامل نرغب به الجمهور من جانب لانه كلما شاهد مستوي متقدم بالمجان قطع شك سيتابع هذا المستوي إلى الاستاد .. وجمهور من هنا وآخر من هناك وثالث من جهة اخرى كلهم في النهاية جمهور مدني الذي حارب الاستاد مرغماً وعاد اليه مرغم بما سيسلمه من تطور ورقي وتقدم .. ومن الجانب الاخر نريح الاتحاد من تعب الصرف الذي بلا مقابل له للتذكركجية والمراقبين والكهرباء والماء ولنبذل جهدنا خلال هذا الموسم للاهلي للبقاء بموقعه وللاتحاد والجزيرة للصعود حتي يكون استغلال الاستاد خلال الموسم المعني للممتاز .. حتي لا نحرم ولاة الامر داخل الولاية من اشباع رغبتهم في هذا الجانب.. ودمنا ودامت مدني بعبعاً مخيفاً تثير الهلع والفزع لك من تقوده المنافسة لها..
حسن محمد ابراهيم / مدرب/ المزاد نادي الدفاع

من المحرر:
اعتذارنا نسوقه للاخ حسن لتأخير نشر المادة الذي املته علينا الظروف والعزاء انها ستكون صالحة حتي لو نشرت بعد عام

 

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه