من قلب الجزيرة

 الاحتفال بالبقاء

 بقلم : معتصم عيدروس

 

كثر الحديث في الايام الماضية عن الهوان الذي تعرضت له مدني بهبوط اتحادها والاتهامات المتبادلة بين الاهلي والاتحاد وكل يتهم الاخر بالتسبب في هبوطه .. الاستاذ الصادق عبدالوهاب من الدمام استفذه خبر طالعه في احدي الصحف عن نية مجلس ادارة النادي الاهلي الاحتفال ببقاء سيد الاتيام في الممتاز فكتب يقول:
طالعتنا صحافة الاسبوع الماضى بتنويه عن احتفال يقيمه اهل مدنى وجماهير الاهلى احتفالا ببقاء الفريق بالممتاز---تمنيت ان لايكون هذا صحيحا ولم يرد ما يكذبه واخشى ان يكون ذلك فعلا حقيقيا يخطط له غرباء عن مدنى وتاريخها وتاريخ انسانها ---ذلك ان الاهلى سيد الاتيام الذى تاسس قبل ما يقارب القرن قصد موسسوه ان يكون سيد الاتيام وهو بجانب الاتحاد والنيل والرابطة رد الله غربتها وسائر فرق مدنى كانت والى وقت قريب اكبر مستودع للعناصر البشرية المغذية للنشاط الرياضى خاصة والانسانى عامة--وتلك حقيقة لايعرفها الذين يحتفلون بالعجز والفشل وكان عليهم ان يستهدوا بمن تبقى من الجيل الذى حفر تاريخ مدنى وانسان الجزيرة فى الوجدان القومى--- كان عليهم ان ياخذوا من الارشيف الغنى للاماجد احياء واموات ليعرفوا ان البقاء فى الممتاز لم يكن من اهداف الا ولين بل كانت الريادة هدفهم الاسمى وعملوا له دون كلل وبلا قنوط ونجحوا الى حدود بعيدة فتمدد طموحهم الى خارج حدود البلاد فاسسوا الاهلى والاتحاد جدة على نسق الاهلى والاتحاد مدنى واسالوا المارشال اسالوا بادى وودالشيخ اسالوا السللسة الذهبية التى اضاءت سماء السودان تجدونها ممتدة بلا حصر ---فكيف يكون البقاء بالممتاز مناسبة ترضى الاباء الموسسين هل ذلك يرضى اولاد كرار يامارشال هل ذلك يحقق طموحات وامال امين عبد الله الفكى وامين التوم وعثمان نورالدائم وكندا اين عيون النار ياكندا لماذا لا تحرق الافكار الراجفة الواجفة الواهنة التى تهين لمدنى وانسانها وقيمتها---هل عقرت المدينه بعد رحيل شيخ العرب لتلد من يغير على مدنى--- اين انت ياعوض عربى ومدنى تتلاعب بها افكار الصغار-- ويبقى البقاء فى الممتاز مناسبة تقام لها الاحتفالات وتنصب الزينات ويرقص فيها الاقزام---هل يرضيك ياوالى الجزيرة ما تتعرض له مدنى يابن شندى فوق --- ام ان الهلال شغلك عن الجزيرة ومدنى وكرامتها فتهاوى اتحادها وتتمزق سمعة سيد اتيامها ويزف مجد مدنى الى النهاية ان لم يكن في مدنى من يغير عليها لماذا لا تنهض ام تفه كما نهضت بمرق عنقريب لتدفع الاهانه عن مدنى فى عام 59 .. قلبى عليك يا مدنى السنى والصالحين والمبدعين ياحقلا مخضرا يحترق باصابع الغرباء والوافدين على مكانتك وقيمتك ---يامستودعا نضب قبل ان يروى العشب المحروق عزاء ان كان مصيرك فى ايد تتحنن بماء حزنك وتعطر برائحة الهزيمة وتحتفى بعجزها -- وتستسلم لضعفها المخزى ---مازلت امل ان تكون تلك اضغاث راودتنى يبددها صباح الحقيقة --- مازلنا ننزف لهبوط الرومان الحارق لكن الاحتفال ببقاء الاهلى بالممتاز اشد وانكى لانه اعتراف مرير بدرجة التدنى والهوان ولا نملك الا نعيش فواجع مدنى وبداية النهاية لزينة المدن واهلها يحتفلون بموتها-----
الصادق عبد الوهاب الدمام
 

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه