من قلب الجزيرة

المدرب محمد الطيب علي

بقلم : معتصم عيدروس

 

المدرب محمد الطيب علي في افادات مثيرة لودمدني

المدرب محمد الطيب علي يعتبر واحداً من المدربين الشباب الذي عملوا كثيراً في مجال كرة القدم ،حيث عمل لمدة تزيد عن العشرين عاماً في تدريب كرة القدم بالمملكة العربية السعودية مع اندية كبيرة ومعروفة ، وقدم اخيراً قبل عام ونصف للاستقرار في السودان فعمل مدرباً لاندية الاتحاد مدني والامل العطبراوي والاهلي مدني وجزيرة الفيل اخيراً.
دار حديث كثيف في الآونة الاخيرة حول شهاداته التي وصفها البعض بالتزوير ، فكان هذا هو المدخل لحوارنا معه والذي اشتمل على الكثير من المحاور يطالعها القارئ
 

دار حديث كثير حول شهادات المدرب محمد الطيب وتحدث كثيرون عن تزويرها فماذا انت قائل في هذا الخصوص؟
اولاً نلت الشهادة الاولية في التدريب يوم 25/1/1981 وكان رئيس لجنة التدريب المركزية الاستاذ هاشم ضيف الله .. وبالرجوع للتوقيعات وختم الاتحاد العام يتبين صحة الشهادة ، اضافة لذلك فقد نلت شهادة التدريب المتوسط من معهد اعداد القادة بالمملكة العربية السعودية وهي شهادة موثقة ومعتمدة ومن اهم شهادات التدريب لان المحاضرين فيه كانوا 14 خبيراً عالمياً في التدريب بعدها جلست لامتحان خاص تحت اشراف مسؤول لجنة التدريب آنذاك المرحوم عمر حامد وبعد معاينة شهادات الكورسين المحلي والمتوسط وما ابرزته من شهادات الخبرة في الاندية التي عملت بها في المملكة العربية السعودية وبعد امتحان خاص تم منحي شهادة كورس التدريب العالي.
اما الذين اشاعوا تزويري لشهاداتي فهم اعداء النجاح وقد قدمت شهاداتي للجنة التدريب المحلية بمدني
وانا لا احدد مدرباً باسمه وعندما سمعت بهذا الحديث كان يحدثني بعض الناس عن اسماء بعينها ولم اتصد لاحد وكنت اقابلهم بالحسنى وبافشاء السلام ولكن بعد ذلك قرأت خبراً في صحيفة المشاهد منسوب لرئيس لجنة التدريب السابق الاستاذ عبدالعال ساتي وقمت بالرد عليه مباشرة في نفس الجريدة ، اما الاسماء الاخري التي وردتني فستبقي حديث مجالس اهل المدينة الى ان يأتيني من يقول هذا الكلام امامي شخصياً، اما ما اسمعه ان لم يكن من خلال مواجهة فاعتبره نوعا من الجبن ولن اعيره اذناً صاغية .
هل هناك تحقيق يجرى حول شهاداتك؟
قابلت الاخ احمد بابكر وسالته في الامر واكد لي ان هناك حديثا من هذا النوع ولكنه لم يذكر لي اسماء بعينها ولكن كان ختام حديثه معي ان هذه هي ضريبة النجاح واوصاني بالا انظر للخلف وان اعمل لاثبات وجودي فقط دون الالتفات لمثل هذا الحديث الذي لا يقدم ولا يؤخر وذكر لي بانه قد حورب بمثل هذا المستوى ولم يلتفت حتى وصل لدرجة الخبير وانا اشكر له هذه النصائح الغالية. اما الحديث عن تحقيق فهو لم يحدث واذا تم فيفترض ان يكون بمخاطبة سكرتير الاتحاد العام للمحلي واعلم ان صوراً من شهاداتي قد وصلت الى لجنة التدريب المركزية ولم استدع ولم اطلب في التحري ، واذا حدث ذلك فهناك العديد من الطرق التي ساتبعها لأن الامر يصبح اتهاماً واشانة سمعة وسأصل به حد القضاء. وانا على استعداد لمناظرة كل المدربين الذين اشاعوا هذه الفرية لاثبت انني افضل منهم لأن العقل والفكر لا يزوران.
* وماذا عن مشوارك التدريبي؟
* منذ حضوري للسودان قبل عام ونصف قمت بتدريب اربعة اندية وكل الذين رأوا تدريباتي مع هذه الاندية شهدوا بوجود بصمة تدريبية وخلال هذه الفترة قمت بتحليل 66 مباراة في كأس العالم لتلفزيون الجزيرة و 15 مباراة لامم افريقيا و6 مباريات في امم اوروبا وكنت محل اشادة وتقدير كل المهتمين وعلى رأسهم الفريق عبدالرحمن سر الختم والي الولاية وعملت ايضاً محللاً لبعض مباريات الممتاز عبر التلفزيون القومي والنيل الازرق.
* وعملت مدرباً لنادي الاتحاد وحققت معه نتائج ايجابية ووضعت بصمة تدريبية ، ثم حدثت الثورة المضادة لي في نادي الاتحاد وتم ابعادي بسيناريو فرض الشروط من خلال فرض الأجهزة الفنية المساعدة ، ولانني أؤمن بمفهوم التنظيم والايمان بأن الرأي الصائب والقوي والصحيح هو الذي يجب أن يسود لذا كنت انا الضحية لايماني بهذه الثوابت والتي ساظل أؤمن بها ، وذهبت بعد ذلك لنادي الامل العطبراوي وحققت معه نتائج ايجابية وصنعت له فريقا كانت تهابه اندية القمة ، وفي بداية هذا الموسم تعاقدت مع الاهلي مدني وقدمت له فريقاً يلعب الكرة الحديثة وينفذ لاعبوه المهام التكتيكية داخل الملعب بمستوى ممتاز اشاد به كل كتاب الاعمدة الزرقاء والحمراء والاعلام الرياضي بودمدني . ثم انتقلت العدوى والشرارة التي برزت في نادي الاتحاد للنادي الاهلي ولقد نبهت المسئولين بعد عودتنا الظافرة من الخرطوم وبورتسودان وكسلا التي نلنا خلالها 7 نقاط الى وجود مؤامرات وروائح كريهة تنبعث من اصحاب الغرض والهوى ، ولكن طلب مني الصبر وان لا اسمع لأي حديث وصبرت حفاظاً على ايماني بالعمل للوطن الأم ودمدني ، ولكن في النهاية وللمرة الثانية اصبحت الضحية.
وعلاج هذا متروك لاهل الشأن الرياضي لانهم يعلمون كل صغيرة وكبيرة عن اسباب تدهور الكرة في ودمدني ، وان لم تقم ثورة القلم والمثقفين حتى تقتلع كل خبث من جذوره لن يتحقق لاهل المدينة ما يصبون اليه ، ولنرفع جميعاً شعار (اذا غاب العقاب ساء الادب).
* الدوري الممتاز السلبيات والايجابيات؟
الدوري الممتاز منافسة لابد ان نقر باهمية وجودها، وهذا هو الوضع في كل العالم من حولنا ،ـ ونواقص هذه المنافسة اولاً: الدعم الحكومي من الولايات بالصورة الايجابية والمنظمة ، ونعلم ان السودان الان دولة بترولية وان لم تضع الدولة في اولوياتها الرياضة والثقافة بالصورة المثلى لن نستطيع مقارعة الدول من حولنا . ثانياً الاندية تفتقر للملاعب المضاءة والمجهزة اذا استثنينا الهلال والمريخ ، ولابد ان تقوم الولايات باعداد ملاعب للتدريب منجلة طبيعياً ومضاءة جيداً حتى تجد هذه الاندية الفترة الكافية للتدريب ثم تفكر ادارات هذه الاندية في الاستثمار الدائم الذي يجلب المال ويزيل الكثير من العوائق التي تقعد هذه الاندية ، كما لابد للاتحاد العام ان يضطلع بدوره في توفير السكن المناسب للاندية والاعاشة والترحيل ، وفي الترحيل هذا لنا حديث مهم حيث تركب الفرق مع عامة الناس ولا ندري سبباً لعدم قيام الاتحاد العام بايجار البص كاملاً للاندية حتى يمكن الاجهزة الفنية من مواصلة عملها من خلال الفيديو في تثقيف اللاعبين .
واعتقد اننا اذا قمنا بتوفير هذه الضروريات خلال عام نستطيع بعدها ان نتحدث عن السلبيات والايجابيات والحلول المستقبلية بصورة علمية مدروسة.
* ماذا عن الحديث الكثير عن الموسم وسوء توقيته؟
* هناك كثير من اللجان تتكون داخل الاتحاد العام مثل لجان البرمجة والانضباط وغيرها ، ولا ضير من ان يتم تكوين لجنة لدراسة هذا الموضوع الذي يثير الكثير من الجدل لتقوم بدراسة مشاركات فرقنا ومنتخباتنا وموازاتها مع موسمنا الرياضي زمنياً ومن ثم وضع الحلول والرؤي المستقبلية لتحديد صلاحية الموسم بشكله الحالي من عدمه ، وانا كمتابع اجد نفسي ما بين مؤيد ومعارض وارى من الاجدر دراسة الامر والعمل على ان يكون اكثر اللعب شتاء مع ملاحظة التباين المناخي بين ولايات السودان ، كما يحدث بين بورتسودان وبقية الانحاء.
* حدثنا عن فترة الراحة بعد الدورة الاولي؟
* بالنسبة لاندية القمة لا ضرر باعتبار ان لها ما تقدمه للاعبين من حيث الرواتب والحوافز وحل مشاكلهم المادية ، اما بالنسبة للاندية الاخرى فسوف تعاني كثيراً من هذا التوقف لعدم توفر المال اللازم خاصة وان لها مشاكل مالية بنسبة تفوق 80% .. اذن المقارنة معدومة من الناحية المالية ، وسوف تبدأ هذه الاندية مرة اخرى من الصفر وتعد نفسها مرة اخرى لملاحقة القمة وهذا ما يجعل الفارق النقطي كبيراً ما بين الذين في القمة والاندية الاخرى ، ومن المفترض ان لا تزيد فترة التوقف بين الدورتين عن ثلاثة اسابيع فقط.
* ما هي اسباب تدني مستوى فريق الجزيرة ؟
* اعتقد ان الجزيرة في العام الماضي كانت افضل في بداية الموسم بالرغم من انها ترنحت في الدورة الثانية ولكن اسعفتها نتائج الدورة الاولى كثيراً فحافظت على التقدم من المركز الرابع في الموسم الذي سبق الى المركز الثالث ، وكان الاجدر ان كان الامر يسير باستراتيجية واضحة ونظرة مستقبلية ان يكون الفريق منافساً في هذا الموسم على المركزين الاول والثاني ، واقول بأن الجزيرة الان بعد ان تسلمت مهام التدريب فيها ونهاية الدورة الاولى برصيد 13 نقطة نستطيع التعويض اذا سار الفريق على منهج الاستراتيجية التي وضعناها له وسوف ننافس بقوة على المركزين الثالث والرابع ، وبالضرورة هذا لن يتحقق الا بتضافر كل الجهود التي يجب ان تصب في مصلحة استقرار الفريق .
* وما هي اسباب تدني مستوى اندية ودمدني في الممتاز؟
* هنالك كثير من المشاكل التي يعاني منها ناديا الاهلي والاتحاد ، وهي مشاكل داخلية تحتاج الى ان تواجه دون عاطفة ، وهي مشاكل معلومة لكل اهل الرياضة والمهتمين بودمدني ويتحدثون عنها في مجالسهم الخاصة والعامة ولكن العاطفة والشلليات والتكتلات صاحبة الاهداف والاجندة الخفية هي وراء ما تعانيه هذه الاندية واسمع عن اجتماعات اسرية تنعقد الان لهذين الناديين لمناقشة مشاكلهما وان لم يقم فيها الناس بقول كلمة الحق بالمواجهة ووضع النقاط فوق الحروف لا اتوقع مستقبلاً مشرقاً للناديين ، وانا اعلم ان هنالك كفاءات وقدرات شابة ومتوثبة للعمل وقدرات عالية تعيقها افكار قديمة وبالية اكل الدهر عليها وشرب ، فان لم تهب وتشتعل ثورة المثقفين الذين يحملون الافكار النيرة بشجاعة لا ينظرون فيها للاقاويل التي ظللنا نسمعها منذ ان كنا في سن الصبا فلن ينصلح الحال ، ونحن نحتاج الى ثورة التغيير التي يكون لها برامج واطروحات واضحة تقول للناس اين موضع الداء واين موضع العلاج ثم من بعد ذلك اين العلاج، وبعدها يجب ان يلتف حول هذه البرامج كل الحادبين على امر هذه المدينة التي نرى في خيرها الخير للسودان كله ونحن نقول هذا الكلام من اجل الاصلاح لهذه المدينة التي لانديتها وجماهيرها مكانة خاصة في قلوبنا حتى لا يسئ البعض الفهم ونوصف دائماً بالتعالي ، واقسم اننا لا نريد الا خيراً لهذه المدينة وتقدمها وازدهارها وليعلم الجميع ان دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة.
للجماهير دور مهم في نتائج الفرق فماذا انت قائل عن جماهير الاهلي مدني؟
كما يعلم الجميع فان الاهلي مدني هو النادي الاكثر جماهيرية في مدينة ودمدني اذ يشجعه غالبية آهل المدينة وانا اقدر هذه الجماهير واجلها تماماً لانها تحترق عندما يخسر فريقها وتعمها الفرحة وهي تراه فائزاً واعتقد أن دور هذه الجماهير سيكون كبيراً في الفترة القادمة حتى يتقدم الفريق ويعود الى الانتصارات.
* ماذا ينقص فريق جزيرة الفيل في التسجيلات؟
* من خلال تواجدي مع الفريق في المباراتين الاخيرتين قمنا ببعض التغييرات في العناصر من خلال متابعتي للفريق في الدوري الممتاز ، وعند اشرافى على النادي الاهلي اطلقت عليه (خلطة كتاكي) اما مع الجزيرة وفي البرنامج الاسعافي امام المريخ بورتسودان والامل فلعبنا بطريقة ( كش ملك) وفعلاً حققنا الفوز في الاولى وتعادلنا في الثانية بعد ان كنا الاقرب للفوز ليرتفع الفريق برصيده من (9) نقاط الى 13 نقطة وحتى اكون اميناً مع نفسي ومع اللاعبين فانني سانتظر الفترة القادمة لاقف على مستويات اللاعبين من خلال التمارين والمباريات الودية التي سنقوم بها وبعدها ساقوم بكتابة تقرير سري لمجلس الادارة مبني على العدل والانصاف ، خاصة وان الوقت الان ما زال مبكراً للحكم على اللاعبين عطفاً على الوقت الضيق الذي قضيته معهم.
* الى ماذا تعزو انعدام المواهب في مدينة ودمدني؟
* سبق ان تقدمت بمذكرتين من ضمن توصياتها نظافة الساحات وتجهيزها كملاعب صغيرة وكبيرة حتى نمنح الناشئة الوقت الكافي والمكان الملائم لابراز مواهبهم واثق تماماً بأننا خلال خمس سنوات سنجني ثمرة هذا العمل . لانني ارى ان عدم وجود ميادين وعدم وجود الاهتمام بقطاع الناشئين وقلة الاهتمام بالدورات المدرسية كما كان في السابق هي التي اقعدت مدني ومنعتها من صنع المواهب ، ولذلك لابد ايضاً من اعادة الرياضة المدرسية وتعيين مدربين خريجي تربية رياضية في هذه المدارس والعودة للاهتمام بجهاز الناشئين وانشاء اكاديمية خاصة بكرة القدم بالولاية لتقوم بصقل المدربين الذين يعملون في مجال الناشئين .
* اخيراً
* هناك فكرة قيام منتدي شيخ العرب ، الذي ينعقد يوم الاثنين اول كل شهر لمناقشة رؤي وحلول في كل مناحي الحياة بمدينة ودمدني وخاصة كرة القدم ، ومن خلال هذا المنتدى ستكون لجنة لمناقشة القانون والقواعد العامة في السودان ولجنة لمناقشة مستقبل الكرة في مدينة ودمدني حتى تكون لمدني مشاركة فاعلة في منهج التغيير والتوجه نحو المستقبل ، وايضاً ستكون هناك لجنة للتخطيط الدائم لاعادة مدني لسابق رونقها ، شعارنا في ذلك ان الاعلام الراقي هو الذي يضع اجندة المجتمع والمجتمع هو الذي يقود الدولة ، واخيراً معاً جميعاً نتجه نحو الاستثمار.












 

معتصم عيدروس

17/05/2007

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه