يعتبر من أنجح اللاعبين الذين تقلدوا مهام التدريب فقد كان نجماً متلألأً في النادي الأهلي مدني وكابتناً لمنتخب الجزيرة في الخمسينات ... هادي الطباع ... بسيط التعامل ... قليل الكلام .... مهموم بشئون التدريب لدرجة كبير ويعكف الآن لكتابة مذكراته في مجال التدريب حيث ينوي تحويلها إلى كتاب ... تم إختياره في أول بعثة رياضية للتدريب عام 1955 إلى إنجلترا بمدينتي ليدز وليفربول تحت إشراف المستر ( ولتر وينتر بتوم ) وتلقى خلال رحلته تدريباً عملياً بكل من فرنسا والمانيا وإيطاليا ، نال دبلوم الأكاديمية الدولية لكرة القدم ( محاضراً ) في كينيا نيروبي عام 1980 تحت إشراف رئيس الإتحاد الدولي السابق ( جوهافيلانج ) .

بدأ مسيرة التدريب منذ عام 1955 وكان وقتها لاعباً بالنادي الأهلي وحقق نجاحات كبيرة في مجال التدريب مع الأندية و المنتخبات التي دربها حيث تقلد تدريب منتخب الجزيرة عدة مرات وحقق معه عدة بطولات وقاده في رحلة كوريا الجنوبية الشهيرة عام 1979م ممثلاً للسودان في دورة الرئيس الكوري . كما عمل مساعد مدرب للفريق القومي السوداني أعوام 1966-1979-1980 وفي المرة الأخيرة عمل مساعداً للمدرب البرازيلي ( موريرا) وقد فاز وقتها الفريق القومي السوداني ببطولة شرق ووسط إفريقيا بالخرطوم . وفي العام 1985 كانت له بصمة واضحة في صناعة الكاسات المحمولة جواً للمريخ العاصمي حيث كان له الفضل في إعداد فريق المريخ وفق رؤى واضحة حقق المريخ بموجبها أغلى البطولات .

شغل منصب رئيس لجنة التدريب المحلية لأكثر من 15 دورة ويعتبر عضواً دائماً بلجنة التدريب المركزية منذ العام 1956 وحتى الآن وقد طلب منه في أكثر من مناسبة أن يكون رئيس لجنة التدريب المركزية لكنه رفض بسبب حبه الشديد لمدني وعدم مقدرته على فُراقها .... كما قدمت له العديد مع العروض للتدريب خارج السودان كان أبرزها عرض نادي الوحدة السعودي عام 1970لكنه رفض العرض لنفس السبب السابق .

ساهم وشارك بعدة أوراق علمية في مجال التدريب في المؤتمرات والسمنارات التدريبية وله عدة كتب مؤلفه في ذلك المجال بعضها مطبوع والآخر ينتظر موافقة الجهات المختصة لطباعته وقد طال الإنتظار برغم الدعم المادي الذي قدمه صاحب السمو الأمير الراحل فيصل بن فهد رئيس الإتحاد العربي وقت ذاك لتغطية تكاليف الطباعة.

الاسم : سعد الطيب أحمد خليل

اللقب : لا يوجد

تاريخ ومكان الميلاد : 1935 – ود مدني

*كيف كانت بداياتك الرياضية :

اللعب في حواري الفريق – منطقة الجامع الكبير بود مدني – اللعب في المنازل المدرسية – النهر الأولية – الأميرية ودمدني – حنتوب الثانوية .

*حدثنا عن فترة اللعب للنادي الأهلي وقيمة الإنتقال ونجوم ذلك العصر ؟

لعبت للنادي الأهلي في النصف الثاني من عام 1951 ، لم تكن هناك قيمة تسجيل أو إنتقال بل بعد أن عُينت مُعلماً بمدرسة ود مدني الأهلية الوسطى أصبحت أدفع – وأنا لاعب – إشتراك شهري قدره ( ريال واحد ) . أشترى الحذاء –الشنكار – الشورت – الحفاض تحت اللباس . الفنلة والشراب مسئولية النادي .

ومن نجوم الأهلي في ذلك الوقت : بادي – مرحوم – اليأس سلمان – خضر سلمان – الفاتح ساتي – طه عابدين – إبراهيم دياب – شريف – علي الزبير .

*حدثنا عن منتخب الجزيرة ؟

طيلة فترتي لاعباً بالنادي الأهلي كنت ألعب في منتخب ود مدني – منتخب الجزيرة جاء فيما بعد . بعد حصولي على شهادة التدريب ومعي الأخ مصطفى كرار – رحمة الله عليه – أصبحنا ندرب المنتخب ونلعب فيه .

ومن أبرز لاعبي المنتخب : بادي – مرحوم – الياس سلمان – خضر سلمان – الفاتح ساتي – طه عابدين – إبراهيم دياب – شريف – علي الزبير – إبراهيم كرار – عبد المنعم أبو جرفل – محمد يوسف تيكه – دقشم – تنه – عمر نقده – غالب حسب – التوم السيد – حسن سرور – صديق عثمان – قاسم .

*هل من مشاركات مع الفريق القومي السوداني ؟

في تلك الأيام لم يكن هناك فريق قومي .

*وظيفتك في الملعب سابقاً ؟

وظيفتي التي لعبت بعضها في حنتوب " الإنسايد الشمال " رقم 10" رغم أنني لست أشول .

*مدرب أثر على مستواك وإستفدت من توجيهاته ؟

الأستاذ هاشم ضيف الله – مستر براون أبان الدراسة بمدرسة حنتوب الثانوية .

*أندية ومنتخبات دربتها ؟

الأهلي ود مدني – الإتحاد ود مدني – الأهلي المناقل – جزيرة الفيل – منتخب ود مدني – منتخب الجزيرة – مساعد مدرب الفريق القومي السوداني 1966-1979-1980.

*دورات تدريبية داخلية وخارجية ؟

-شهادة التدريب الأولية 1955.

-ثلاثة كورسات بإنجلترا .

-أكاديمية الإتحاد الدولي – دبلوم 1980 نيروبي .

-محاضر بالإتحاد العربي 1985 بغداد .

-منذ عام 2001حتى عام 2006 عقدت دورات تدريبية أولية ومتوسطة ومتقدمة في المدن التالية : حلفا القديمة – أبو حمد – كريمة – دنقلا – أرتو – شندي –ود مدني – الدمازين – سنجة – ربك – الدويم – شبشة – القطينة – تمبول – أم روابة – النهود – بابنوسة – أبوزيد –الفولة – كادوقلي –الرنك – ملكال – واو – جوبا ( في بعض المدن أكثر من مرة ) .

*ماذا تمثل لك الأسماء التالية ؟

-هاشم ضيف الله : موسوعة في كل شيء . يكفي أن أسرد الآتي :

في عام 1977 أقام الإتحاد الدولي سمنار في الخرطوم تحت إشراف الخبير الألماني هانز مروسكي . وفي العشاء في " فندق أراك " كنا نجلس ثلاثتنا – الأستاذ هاشم والخبير مروسكي وشخصي . وأثناء النقاش تحدث مروسكي حديثاً مطولاً فنياً وتاريخياً عن كرة القدم . وعند إنتهائه من حديثه تحدث الأستاذ هاشم ضيف الله قائلاً : أن الحقيقة الكاملة هي كذا وكذا وكذا حيث سرد الوقائع الصحيحة والحقيقية . وعند إنتهائه من حديثه إلتفت إليّ الخبير مروسكي قائلاً : سعد في الحقيقة كان علي أن أعرف أولاً من أخاطب ! ولمن أتحدث ! .

-حكيم الجاك : مهارة لعب كرة القدم وأخلاقيات الرياضة .

-البعشوم : الرابطة في عزها ومجدها .

-أمين عبد الله الفكي : أمجاد الأهلي على نطاق السودان .

-منتخب الجزيرة : " دعوا دماً ضيعه أهله " .

-أهلي مدني في الستينات الميلادية : كان من حظي أن أدرب 6 أجيال في الأهلي مدني . أداء الأهلي في الستينات كان فريداً وجميلاً – كانت الكرة الحديثة : تموج الإيقاع – إستغلال كل مساحات الملعب – تنوع الحركات الهجومية – الجري الحر في العمق والإتساع العرضي – التمشيط – تبادل شغل الأماكن – الإقتصاد في المجهود البدني بسبب اللعب الجماعي المخطط فهو بجانب أنه يؤخر التعب فهو يساعد في التركيز في اللحظات الحرجة – إمتلاك الكرة فقد وصل عدد التمريرات في إحدى مباريات الأهلي إلي 22 تمريرة – الوصول لمرمى الخصم كل دقيقة أو أقل !

*لاعبين كانوا مقربين إليك ؟

كانوا متساوين .

*لاعبين تأثرت بهم محلياً ودولياً ؟

كثر ولكنهم مروا مرور السحاب دون طيّ.

*نجوم في الذاكرة ؟

بادي – سيد مصطفى – بابكر سانتو – برعي أحمد البشير – صديق منزول – حمد والديبة – عمر ملكية .

*معسكرات ورحلات في الذاكرة ؟

-معسكر منتخب الأقاليم – الخرطوم 1966 " فندق دي باريس " كيشو .

-معسكر منتخب الجزيرة 1979 – كوريا الجنوبية – ورحلة كوريا .

-معسكر الفريق القومي السوداني 1980 في بركات .

*ما المباريات التي تتذكرها بإستمرار لاعباً ومدرباً ؟

-مباراة كنت لاعباً : الأهلي ضد النيل مدني وقد كان النيل قد حاز في موسم 1952/1953 على كل الكأسات وعددها 13 كاس . وفي بداية الموسم التالي لعبنا سوياً مباراة نهائية ، كانت هذه المباراة صورة طبق الأصل من مباريات الموسم السابق ... إذ عادل النيل النتيجة في آخر الدقائق ومنحنا زمناً إضافياً – كان 20 دقيقة فقط – وخرج الكثير من الأهلاوية قائلين " حليمة في قديمها " وقبيل نهاية الشوط الثاني الإضافي وأثر تمريرة رأسية من طه عابدين أطلقت تهديفة قوية من بعد خطوات من دائرة السنتر لتستقر الكرة هدفاً في مرمى حارس النيل حسن سرور وتعلن فوز الأهلي .

-مباراة كنت مدرباً : الأهلي ضد النيل الخرطوم وللنيل فرصتي الفوز أو التعادل وبينما نحن نبحث عن هدف إذ بحكم كوستي " دوكة " يمنح نيل الخرطوم ضربتي جزاء في ظرف 3 دقائق فقط . وأصبح علينا أن نسجل 3 أهداف لنتأهل . تمكنا بعد جهد مضني أن نسجل هدفين . وخرج سانتو غاضباً ووضحت لنا الصورة فقد كان رباعي دفاع النيل المكون من ثنائي الدفاع الظهير الثالث والأستوبر وأمامها ثنائي الوسط يشكلون ترسانة وقلعة لا تقتحم .. هدانا الله ... وحولنا اللاعب الحريف صلاح مطر جناح أيمن وأدخلنا الإمام جناح أيسر مع الجناح الأيسر الموجود وذلك لفتح اللعب .. فأدخلنا الهدف القاتل وفزنا وتأهل الأهلي .

*حدثنا عن تدريب الفريق القومي السوداني ؟

عملت مساعداً لمدرب الفريق القومي ثلاث مرات أولها عام 1966 ثم 1979 ثم آخرها 1980 مساعداً للبرازيلي " موريرا " حيث أحرزنا بطولة سيكافا بالهدف القاتل الذي سجله إبراهومة الديسكو .

* حدثنا عن تدريب المريخ العاصمي :

-دربت المريخ العاصمي يناير 1985 عندما كان على رأس مجموعة ود مدني والهلال على مجموعة الخرطوم في دورة سيكافا للأندية وكان اللاعب سليمان عبد القادر قد تقاعد وتولى تدريب المريخ مباشرة .

وطلب منا مساعدة سليمان وخططنا للمرحلة وأعددنا البرنامج بما يستحق من إهتمام وبدأنا التنفيذ وكان الفريق يحتاج إلى تغيير شامل . لم أتردد ونفذت ما خطط له ... وتأهل المريخ للمرحلة القادمة وسافروا الخرطوم بدوني ..

التفاصيل كاملة يعرفها عن قرب رئيس البعثة أنذاك الأخ الفاتح المقبول والإعلامي أحمد محمد الحسن ورئيس النادي المرحوم حجوج حيث تم تغيير الفريق كلياً بإدخال عناصر شابة لأول مرة عبد السلام – عيسى صباح الخير – إبراهومة المسعودية – بدر الدين بخيت – عمر العلمين – وتم تثبيت عصام الدحيش في وظيفة رأس حربة بدل جناح وعاطف القوز إلى باك شمال بدل جناح ( إدعى البعض أنه قام بذلك ) زملاء اللاعب موجودون .

بالمناسبة هذا هو الفريق الذي عاد بالمحمولات جواً من الكأسات تم صنعه في ودمدني في يناير 1985

ملحوظة : نهائي دورة سيكافا هذه كانت بين فريقي كينيا قورماهيا وليبردس في الخرطوم وقد فاز قورماهيا بكاس سيكافا .

*حظوظ الفريق القومي في نهائيات غانا 2008م ؟

نجاح طرق اللعب ونجاح خطط اللعب والإنتصارات كلها مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بتصرفات اللاعبين وإنفعالاتهم وردود أفعالهم Attitude . واللاعب السوداني عموماً متذبذب المستوى وغير ثابت الأداء متأثراً دائماً بما حوله . وكيفما تكون حالهم في غانا تكون نتائجهم .

*إنهيار الهلال والمريخ في المنافسات الخارجية وقوتهما داخلياً ؟

كنت أتوقع ( ما أسميته أنت إنهيار ) أن يجيء أسرع مما حصل . يعني صمدوا أكثر وأحسن هذه المرة . أما داخلياً فليس هناك مقاومة .. قال له " عارفك بتدقني ... لكن أنا بقاوم " لأن الفرق واضح !

*الدوري الممتاز بشكله الحالي ؟

الفكرة لا تزال صحيحة ولكن الممارسة هي الخطأ و تحتاج إلى إعادة نظر وإعادة تقنين وإعادة تفكير وبرمجة ... لكن بالضرورة أن تكون بلا غرض وللصالح العام.

*ما هو رأيك في أجانب مدني في أندية الأهلي والإتحاد وجزيرة الفيل ؟

من تقصد ؟ الذين أتوا من خارج السودان ؟ أم الذين أتو من خارج ود مدني كلاهما أجنبي .

*دوري الدرجة الأولى بمدني ما له وما عليه ؟

باهت ... باهت ... ولا يرقى لمستوى ود مدني ... لا تزال الآمال معقودة على النشء . هناك الدرجة الرابعة والخامسة التابعة لإتحاد كرة القدم والناشئين التابعين للوزارة ينتظر منهم الكثير لإنعاش كرة القدم بمدني .

*ما هي أسباب تدهور كرة القدم بمدني ؟

عموماً : هناك سببان :

-السبب الأول : ليس هناك ود مدني الآن : المكان – الأطلال – العمران الجديد – إزالة القديم – حتى تغيير الأسماء .. نعم هذه مدني الآن ! .

الإنسان لا وجود له ... ـأصبح الجميع بدون أصول ... كل فريق – كل مكان عمل – مصالح الحكومة – السوق الكبير – زنك اللحوم – زنك الخضروات – الدرداقات – وحتى التسول من خارج مدني ... كبار المدينة الآن ... من هم ؟ ومن أين هم ؟ .. لا تهمهم مدني ... ومن تهمهم أصبحوا الآن قعود الديار وحبيسي الأطلال ما عدا قلة !!!

-سبب الثاني : التدهور أصاب كل شيء في كل مكان وكل مرفق داخل البلاد ومدني ليست إستثناء .

*كيف ترى مستقبل كرة القدم السودانية ؟

السودان يملك مقومات الكبار : زراعياً –صناعياً – إقتصادياً – أدبياً – رياضياً . إلا أنها كلها مرتبة بالخطأ في الإنسان السوداني الذي لم يستغل هذه الإمكانيات بنزاهة ووطنية . المستقبل مفتوح إذا غيرنا ما بأنفسنا ليتغير الجيل القادم .

*ما هي فلسفتك التدريبية ؟

التعليم هو تغير أو تعديل السلوك – فإذا تم وفق مبادئ التعليم وطرق وقواعد التدريب تظهر نتائج إيجابية فيحدث التعلم . التدريب هو مران موجه يفترض فيه أن يكون صحيحاً ويؤدي بالتالي إلى حدوث التعلم .

التدريب والتدريس الخلاق يوضح ويُعلم ويخرج المكنونات وينمي ويزيد دواخل الفرد ويبني علاقات سوية بين المدرب واللاعب – وبين اللاعبين أنفسهم وبين اللاعبين وبقية المجتمع . والمدرب المربي والمدرب المعلم خلقياً هو الأمانة – العدل – الحزم – القبول - . وكروياً هو اللاعب السابق – الخبير الكروي – الممرن . وتعليمياً هو المثقف – والمهتم عاطفياً باللاعبين – ومحفز – ويعرف كيف يخرج أفضل ما عند لاعبيه . دليله فلسفة التدريب الأولية : المتعة -النظام والإنضباط – الأمان والراحة – العدالة والحرية – الصحبة والزمالة – التنافس الشريف – التميز نتيجة الأداء بصورة جيدة – النجاح مما يؤدي إلى الفخر والإعزاز –الإعتماد على النفس الذي يقود للإستقلالية – والقوة التي تولد السيطرة .

*كيف تنظر إلى اللاعب الناشئ ؟

لي مقال في أكثر من 6 صفحات في أحد كتبي عن كرة القدم يوضح الفائدة والمستوى الفني المميز والتكلفة المالية والمقارنة بينهما وكلها تصب في مصلحة الناشئ.

*لماذا يتدخل بعض الإداريين في عمل المدرب ؟

-في السودان كل واحد يعرف كل شيء . وهذا جهل .. لدرجة أحدهم ولم يتخطى المرحلة المتوسطة قال ذات مرة في تجمع في نادي الأهلي مدني رداً على د. خالد الكومي الذي قدم حديثاً طبياً وطيباً عن التمارين والحمل والراحة والغذاء والتغذية وضرورة تنوع جمل التدريب – وهو المتخصص في الطب الرياضي ... قال صاحبنا " هي ما كده يا دكتور " وبدأ يعدد ... فقال الدكتور " كان كده معليش " وقام مُنصرفاً فإنصرفنا جميعاً .

-أستاذ جامعي قال ذات مرة لمدرب في مجموعة " يعني شنو ؟ البتعملوا فيه ده أنا ممكن أعمله !" وهو لم يكن يوماً لاعب كرة قدم ! .

*حال التدريب اليوم بمدني ؟

يقول بعض مدربي ود مدني أن التدريب في مدني لن ينصلح إلا بعد رحيل أبو الهول والإهرام – أبو الهول هو سعد الطيب – والإهرامات هم سيد سليم وعبد العال ساتي .

*هل أنت راضي عن نفسك في مجال التدريب ؟

-لا لست راضي . كان يمكن أن أصبح أحسن وأكبر في الخارج . وجدت فرصة إغتراب عام 1970 للعمل مدرباً لفريق الوحدة السعودي بشروط ممتازة ولكني تخاذلت – حُباً في مدني . في بداية الثمانينات حاول الأخوة د . شداد وعبد المنعم عبد العال وكاروري وبقية الأخوان إقناعي بالإستقرار في الخرطوم لرئاسة لجنة التدريب المركزية وتدريب الفريق القومي ولكن مدني مرة أخرى ..... ومرات أخرى متعددة .

-أما داخلياً فأحمد لله فقد قرأت كثيراً وتعلمت كثيراً وبحثت كثيراً ولا أزال فأنا أؤمن بالمثل " لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن بأنه علم فقد جهل ! "

كتبت عُدة كتب في كرة القدم أولها عرض على الإتحاد العربي وعلى لجنته الفنية فتقرر قبول الكتاب وطباعته في جامعة الخرطوم حيث أصدر الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه أمراً بدعم الطباعة بمبلغ إثنين مليون ريال والأخ وليد الكردي أول من يعرف ذلك ... ولم يُطبع... نسختي بيدي ونسخة جامعة الخرطوم سُلمت لهم بواسطة الدكتور الزين علي إبراهيم والنسخة الثالثة أهداها إتحاد الأقليم الأوسط للرئيس الأسبق جعفر نميري وهي الآن تجوب الخرطوم من ذلك التاريخ .

ومن الكتب الرياضية التي ألفتها التالي :

1- كتاب في " حراسة المرمى " وتقدمت للإتحاد العام في مطلع 1971 بإقامة كورس حراس مرمى ومفروض أن يكون الأول عربياً وإفريقياً ولكن قبع كسابقه وجاءت دولة قطر وأقامت أول كورس في مارس 1971 (17-23 مارس ) .

2-كتاب " تدريب النشء " مكتمل حتى البرامج الأسبوعية .

3-كتاب "الجمل الخططية " فيه أكثر من 120 تمرين .

4-كتاب " اللعبات المصغرة " مُفصل بالأنواع .

5- كتاب " كرة القدم كما أعرفها منذ 1955" .

6- مكلف الآن بتجهيز منهج تدريب الرخصة c للإتحاد السوداني من الأخ دكتور كمال شداد منذ الأسبوع الأول من رمضان .

أعددت عملاً ضخماً يحوي كل ما أعرفه عن كرة القدم نظرياً وعملياً وأعتقد أنه سوف يكون مفخرة للسودان . وسوف أقوم بتسليمه للأخ دكتور كمال شداد خلال الأيام القليلة القادمة بإذن الله .

*تكريمات تعتز بها ؟

-الشعارات والأعلام والتذكارات واللوحات التي أعطيت لي خلال معاملاتي الرياضية في أكثر من ثلاثين مدينة لو نشرت على الأرض لوصلت الخرطوم .

-أعتز باللوحة التذكارية التي منحت لي عند إفتتاح " أكاديمية تقانة كرة القدم في عام 2007 " ضمن خمسة أشخاص : مدرب – إداري – حكم – طبيب – لاعب – ذلك التكريم القيم الذي حضرة رئيس الجمهورية عمر البشير – والمستر بلاتر رئيس الإتحاد الدولي الفيفا .

لو كنت ومعي آخرين في غير ود مدني لكرمنا وكرمنا قبل أن نموت و الآخرين كرموا بالملايين – والعربات – وقطع الأراضي وغيرها . رغم زهدنا المادي فيها .

*مواقف لا تنسى ؟

في دورة تدريب مدربين للإتحاد الدولي بنيروبي عام 1980وبحضور رئيس الإتحاد الدولي هافلانج طلب من كل وفد في نهاية الدورة أن يتحدث عن بلده وثقافته وقد كلفني زملائي السودانيين والمصريين بالتحدث نيابة عنهم وعن بلدانهم وطبعاً كان الحديث باللغة الإنجليزية وكان الموقف صعب لا ينسى حيث كان لابد أن أذكر ثقافة هذين البلدين في عجالة وبإختصار كذلك دور البلدين الرياضي خاصة وهما من مؤسسي الإتحاد الإفريقي " الكاف " .

*أشجع قرار إتخذته ؟

إحضار الخبير سيد سليم لتدريب الأهلي مدني في موسم 82/1983 – رغم أنها تمت فعلاً - كان البعض لا يصدق أن يقبل سيد سليم ذلك وأن هناك إستحالة في قبوله بين صفوف الأهلاوية فقد كان بينهما عداء مُستحكم وكثيراً ما وقف في وجههم بالإستاد . وقد أقيم حفل كبير بمنزله العامر بمحالج مارنجان أنذاك بهذه المناسبة .

*هل تعتقد أن جيلكم لم ينال حظه إعلامياً ؟

الإعلام نفسه في ذلك الوقت كان ضعيفاً خصوصاً عالمياً ولكن أبناء جيلنا من اللاعبون كانوا معروفين محلياً .

*فرق ومنتخبات عربية وعالمية يعجبك أدائها ؟

أستمتع بالمشاهدة دون تعصب أو إلتزام – دائماً مع الجميل المثير .

*ماذا قدمت لك كرة القدم وماذا أخذت منك ؟

أعطتني الشهرة والقبول – وأخذت الوقت والزمن والراحة والمال وجزء معتبر من مسئولية تربية الأطفال .

*توجيهاتك للاعبي اليوم ؟

-الإمتثال للنظام في صمت ودقة .

-الثبات الإنفعالي وضبط النفس .

-العب وأكسب بشرف – لاترضى بالهزيمة .

-الإبتعاد عن الإنحرافات .

-تكون لك رغبة حقيقية في اللعب ومهيأ للتنافس وقادر على الإنتصار .

-ولي إهتمام كافي لمدربك وتدريباته .

-كن جيد التوافق مع المؤثرات من حولك .

-أن تكون درجة تركيزك عالية ولا يسهل تشتيت إنتباهك .

-تجويد وتنمية مهاراتك الفنية والمقدرة العقلية .

-اللاعب الجيد يعرف كيف يعتني بنفسه .

-ثقف نفسك .

-إحترم المنافس .

-المقاتلون هم دائماً الفائزون .

*رياضات أخرى تحبها ؟

في السابق : السباحة ، تنس الطاولة ، البلياردو .

*مدربون شباب يشقون طريقهم بإقتدار ؟

محمد محي الدين الديبة – جمال أبو عنجة – محمد الطيب علي – أحمد آدم " عافية"- مازدا – حعفر عبد الرازق .

*ناقد رياضي تقرأ له ، ومعلق رياضي يعجبك أدائه ؟

-ناقد : رمضان أحمد السيد عندما لا يكون الهلال طرفاً .

-معلق : الفروقات بينهم ضئيلة – أحياناً الرشيد بدوي عبيد .

*برنامج رياضي تحب مشاهدته ؟ وآخر تحب سماعه ؟

-أتابع البرامج الرياضية دون تحديد .

-استمع إلى "عالم الرياضة " أمدرمان – و " برنامج الرياضة " ود مدني بإنتظام .

* آخر كُتب قراءتها ؟

-كروياً Junior Football –Adam Ward Trevor Lewin .

-قراءة أخرى : المناهج الثلاثة لرخص التدريب A.B.C للإتحاد الأسيوي A عدد الصفحات 329 صفحة - B عدد الصفحات 215 صفحة - C عدد الصفحات 157 صفحة . قرأتها ثلاثة مرات متتالية في ظرف الثلاثة أشهر الماضية .

-قصص القرآن لإبن كثير – أحمد بن شعبان بعد أن إستمعت وإستمتعت إلى سلسلة شرائط قصص القرآن للدكتور طارق السويدان .

*دول زرتها ؟ وأخرى تحب زيارتها ؟

-إنجلترا – فرنسا – المانيا – إيطاليا – بلجيكا – كوريا الجنوبية – السعودية – الأمارات – العراق – مصر – الجزائر – ليبيا – كينيا – يوغندة – أثيوبيا .

-أحب زيارة أمريكا .

*كلمة أخيرة :

الشكر الجزيل لكم على هذه الإستضافة ولإهتمامكم بأمر التوثيق وهذا عمل رائع يجد كل تقدير وإحترام ولا نملك إلا أن نقول لكم وفقكم الله وسدد خطاكم .



مبارك محمد المبارك

جدة في : 8/2/2008