مدني زمان واليوم

قالوا عن المنتخب

 بقلم : مبارك محمد المبارك

 

 

** مجلة الرياضة العدد 101 – 8/2/1964م **

بمناسبة ما كتب عن منتخب مدني في الأيام الأخيرة وبمناسبة قرب موعد منافسات كاس السودان رأينا أن نأخذ رأي الذين قادوا الحملة ضد المنتخب على صفحات الجرائد السادة الزملاء مراسلي الصحف حيث نستضيف منهم اليوم ثلاثة فقط وموعدنا مع البقية في رسالة أخرى وضيوفنا اليوم هم السادة هاشم المهدي الصحافة .. حمدون الحاج سعيد صوت السودان .. السر خيري الثورة ..
قال هاشم المهدي : في صراحة تامة موضحا أسباب التدهور فقال : الداء يكمن في ضعف التدريب وإهمال اتحاد الكرة للمنتخب وعدم إقامة معسكرات خاصة له قبل المباريات بمدة كافية كما أن طريقة اختيار المنتخب غريبة جداً فهناك لاعبون لا يصلحون بتاتا للعب في أي منتخب ومع ذلك وضعوا وأن هناك لاعبون أهمل وضعهم مع أن مستواهم يؤهلهم لذلك أما منتخبنا بوضعه الحالي فهو غير جدير بتمثيل مدني إلا إذا طعم بدماء حارة والمنتخب الحالي لا يصلح منه سوى خمسة لاعبين فقط هم الطيب ، علما ، عبد الصمد ، ومحجوب ، مصطفى .
قال حمدون : المنتخب بوضعه الحالي الراهن لا يمكن أن يحقق لنا أي نصر وقد وضح لنا جلياً إن الأنانية والألعاب الفردية والمجاملات هي أسباب التدهور كما أن عدم التدريب الصحيح المنتظم جعل ألعاب المنتخب هزيلة في جميع المباريات وأني أقترح أن يعاد تكوين المنتخب وتطعيمه بالدماء الحارة وتوفير التدريب .. وبعد ذلك سيكون لنا منتخب نفخر به.
قال خيري : يجب أن يعاد تكوين المنتخب من جديد على أحدث الطرق وإن أحسن من توكل له هذه المهمة هو المدرب مصطفى كرار كما إني أرى أن يكون المنتخب مستديم طول الموسم ويكون تحت إشراف المدرب والمسئولين في اتحاد الكرة حتى نكون في حالة استعداد تام لمواجهة أي طارئ مثل زيارة الفرق الأجنبية وما شابه ذلك كما أني أرى أن تجري بعض التعديلات في مراكز اللاعبين فمثلاً كرار يلعب ظهير أيمن وحكيم ساعد دفاع أيمن وتسجيل إبراهيم بدوي وبعشوم لأن حراس المرمى الحاليين مستواهم لا يؤهلهم لخوض المباريات الكبيرة وبعد ذلك سوف نتحدى أي فريق .
أما محرر الصفحة عبد اللطيف الأحمر قال: رأي لا يختلف كثيراً عن رأي الزملاء ففي اعتقادي أن مستوى منتخبنا غير مشرف إذا ما قيس بمستوى بقية الأقاليم مثل عطبرة وبورتسودان الخ .. وليس معنى ذلك أن المستوى الرياضي بمدني متدهور كلا .. بل أن مستوى مدني كأندية أقوى بكثير من مستواها كمنتخب وذلك ناتج عن عدم انسجام لاعبي المنتخب لعدم وجود المدرب الكفء الذي يستطيع أن يخلق مجموعة منسجمة مع بعضها ولذلك أرى أن يهتم اتحاد الكرة بالمنتخب ويعين له مدرب يشرف عليه إشرافاً كلياً لان عندنا مواهب متوفرة وهي في حاجة إلى من يصقلها فهل فعل اتحادنا الموقر ذلك قبل فوات الأوان .
** مجلة الرياضة العدد 101 – 8/2/1964م
 
وقفة : كان لمنتخب مدني ( الجزيرة ) صولات وجولات على مستوى مشاركاته المحلية ضد المنتخبات الولائية في المنافسات الرسمية والودية وضد الفرق الزائرة في مباريات حبية وأيضاً في مشاركاته الخارجية ، وعندما كانت منافسات كأس السودان تنظم على مستوى المنتخبات حقق هذا المنتخب الرائع نتائج باهرة وفاز على جميع المنتخبات وعلى أثر ذلك مثل السودان في محافل خارجية ، ومن أهم المشاركات الداخلية الدورة القومية ( كأس الذهب ) في 1977م حيث فازت الجزيرة على الخرطوم في المباراة النهائية بضربات الجزاء بعد التعادل الإيجابي 2/2 في مباراة كانت قمة في كل شيء وأثبت فتية الجزيرة تفوقهم المتكرر على الخرطوم ونالوا كأس الذهب على المستوى القومي ، أما خارجياً فقد حقق منتخب الجزيرة نتائج طيبة في رحلته إلى ليبيا عام 1970 عندما وجهت له دعوة من الاتحاد الليبي لكرة القدم ففاز في ثلاثة مباريات وخسر واحدة ، ثم مشاركته في بطولة كأس الصداقة الإقليمية في تنزانيا التي أقيمت في 5/1/1974م وذلك بعد أن توج بطلاً لعموم محافظات السودان في البطولة القومية وقد فاز في مباراة وخسر مباراة ، ثم توجه للصين في 1/8/1974م بدعوة لأداء بعض المباريات الحبية تحت شعار الصداقة أولاً حيث أدى المنتخب مباريات جميلة وظهر بمظهر جيد أشادت به الصحف الصينية وكان خير سفير للكرة العربية والإفريقية ، بعد أن لعب خمس مباريات فاز في مباريتين وتعادل في مباريتين وخسر واحدة ، وبعد ذلك مثل السودان في بطولة كاس الرئيس الكوري بعد فوزه بالبطولة القومية للمحافظات في العام 1979م وفي كوريا فاز في مباريتين وخسر مباريتين .
الشاهد : يلاحظ أن هذا المنتخب حقق نتائج ممتازة خاصة في الخارج فقد رفع اسم السودان عالياً في العديد من المحافل التي شارك فيها وتمت الإشادة به على نطاق واسع ، لكن ما نتحسر عليه اليوم أن هذا المنتخب أو بالأحرى المنتخبات الإقليمية لم تشهد تنافس حقيقي بعد تاريخ 1979م وأخذنا نعتمد اعتماد كلي على الفريق القومي في مشاركاتنا الداخلية والخارجية ويتم الاختيار لعناصره من فرق القمة العاصمية ويبدأ الإعداد له قبل المنافسات الإقليمية بشهر أو أقل من ذلك ، وبالتالي ظللنا في مكاننا بلا أرقام جديدة تضاف لرصيد فريقنا القومي بإستثناء كأس الأمم الإفريقية على مستوى المنتخبات عام 1970م .
وهنا نتوجه بالمناشدة للمسؤلين لدراسة هذا الموضوع وإحياء روح المنافسة بين الولايات وإختيار البطل من بين هذه المنتخبات للمشاركة في منافسة خارجية كالدورات الودية أو كدورة سيكافا أو الدورات العربية للمنتخبات .... وفي تقديري فوز أي منتخب ولائي سيجد دعم كبير على المستوى الرسمي والشعبي لتمثيل السودان بصورة مُشرفة وربما تعود بالعافية والمساندة للفريق القومي .
 

مبارك محمد المبارك

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه