مدني زمان واليوم

 بقلم : مبارك محمد المبارك

لتوثيق الحركة الرياضية بمدني نُطلع القارئ الفاضل من خلال أعداد قديمة من الصحف والمجلات والكتب عن النشاط الرياضي في تلك الفترات الزاهية حيث كانت الرياضة بكل أنواعها متقدمة مقارنة باليوم ونبدأ بما كتب في مجلة الرياضة الأسبوعية التي تصدر من الخرطوم في الستينات من القرن المنصرم ، حيث وجد نشاط رياضي ضخم بمدني عكسه مراسل صفحة الرياضة النشط عبد اللطيف الأحمر تحت عنوان رسالة مدني غذى القراء بمادة خفيفة حلوة نستطيع أن نعيد كتباتها بكل فخر لتعم الفائدة كل المتابعين لرياضة مدني خلال تلك الفترات مع الإضافات والوقفات والمقارنات التي نحسب أنها إضافة جديدة تسهم في التوثيق للحركة الرياضية بمدني ، وتلك المعلومات نستعرضها بطريقة سهلة تمكن المطلع من ربط رياضة مدني زمان مع اليوم ..

مجلة الرياضة العدد 70 السبت 6/7/1963م .

* شخصية الصفحة
بهاء الدين بحيري ... شاب في مقتبل العمر يمتاز بأخلاق رفيعة ومن أبرز الشبان العاملين في الحقل الرياضي وكثيراً ما ضحى بالكثير من وقته وماله لتتقدم الحركة الرياضية بالجزيرة وهو فوق هذا وذاك مثقف ثقافة عالية وشعلة من النشاط ورياضي بمعنى الكلمة لأنه يصادق الجميع ويترفع عن الخصومات ، يحب أن يعمل في صمت لدفع عجلة الحركة الرياضية بالجزيرة دون تسلط أضواء ، واستبشرنا خيراً عندما وقع عليه الاختيار ليكون أول سكرتير لإتحاد السلة الجديد ، هذه اللعبة التي بدأت تحتضر بمدني وظل نادي الاتحاد العظيم يكافح كفاح المستميت للحيلولة دون اندثار هذه اللعبة الشعبية الثانية .

 
والسيد بهاء الدين ليس بغريب على كرة السلة فقد مارسها منذ عهد المدرسة وظل على ذلك حتى تم اختياره سكرتيراً لها لهذا فهو ملم بكل تطورات هذه اللعبة وبجميع أوجه النقص فيها ... سألته مرة عن الخطوط العريضة لإحياء هذه اللعبة بالجزيرة فأجابني بأنهم بصدد شرح الفكرة لكل أندية الجزيرة بعد أن تكون الإتحاد وتوفرت الملاعب ثم بعد ذلك يشرعون في تسجيل الأندية واللاعبين في كشوفات التسجيل بما في ذلك مدرستي حنتوب ومدني الثانوية والشئ الذي يدعو للفخر أن أندية الجزيرة والإتحاد المحلي تجاوبت مع هذا الإتحاد الوليد فقد قبلت أربع من أندية الجزيرة التباري لصالح إتحاد كرة السلة وتنازل الإتحاد مشكوراً عن حقه من الدخل ، كما تكرم السيد محمود محمد جادين رئيس الإتحاد المحلي بإهداء كاس فضية لإتحاد السلة تتبارى عليها فرق الجزيرة إضافة إلى ذلك أن سعادة الأميرالاي حسين علي كرار راعي الحركة الرياضية بالجزيرة مهتم بهذا الإتحاد إهتماماً بالغاً ولم نذهب إليه في شئ إلا وأنجزه لنا في الحال وفي الواقع أن مثل هذا التصرف ليس بغريب على حسين علي كرار الذي يبذل الكثير من أجل نهضة رياضية شاملة لأنه يفاخر بهذه المديرية في المجال الرياضي ونحن بدورنا يا سيد بهاء الدين نبارك مولد إتحادكم ونتمنى لكم التوفيق والسداد في كل خطواتكم ونرجو منكم الكثير والكثير جداً حتى تتبوأ الجزيرة مكانة مرموقة في هذه اللعبة *** فاروق النقاش ***
وقفة : كان بهاء الدين بحيري مبرزاً في عدة مناشط كرة قدم ، وكرة السلة ، وتنس الطاولة وتنس المطرب ، ألعاب القوى ، السباحة ، والجمباز ونال دورة في تدريب كرة القدم 1952م تحت إشراف المستر وليمز مفتش التربية الرياضية بالمعارف ،وعمل سكرتيراً لنادي الإتحاد مدني ورئاسة اتحاد كرة القدم المحلي عدة دورات ، توفى لرحمة مولاه 1999م له الرحمة والمغفرة .
سؤال : هل نشاط كرة السلة موجود على مستوى الأندية في مدني الآن أم اندثر كبقية الألعاب الأخرى ؟ وهل السلة المدرسية ضمن النشاطات الرياضية بالمدارس كما كانت في السابق ؟؟ .


الأهلي – الرابطة
انتصر فريق الأهلي على فريق الرابطة في المباراة النهائية على كأس المرحوم حسن عبد الجليل 2-1 وقد قدم الفريقان عرضاً ممتازاً نال إعجاب الجماهير وبعد نهاية المباراة تسلم كابتن الأهلى الكأس بين هتاف الجماهير برز من مجموعة الفريقين حكيم – الدقيل – محمد الحسن – أحمد حامد .
كلمة إنصاف : صفق الجمهور طويلاً للاعبين الكبيرين حكيم الجاك والدقيل للعرض الرائع واللقطات الفنية التي أطربت الجماهير وخرج الجمهور كله راض كل الرضاء عن هذين اللاعبين وأرجو منهما أن يحافظا على هذا المستوى الرفيع وبنفس القدر الذي صفقت به الجماهير لحكيم والدقيل صفرت للاعبين مصطفى الجعلي ومحمود حامد اللذان كانا أشبه بالسواح عند زيارتهم لأحد المعالم الهامة فقد تسببا في هزيمة فريقهم .

وقفة : هذه الأيام تحتاج فرق مدني لمثل هذه الجماهير الوفية التي تهتف بكل حرارة لفرقها وتقف خلفها وقفة رجل واحد في أحلك الظروف وتؤازرها وتبتهج معها لحظة الأفراح والإنتصارات ...وتظل في وفاء وقت الخسارة لا تشجع الخصم ولا تخرج من الملعب وأن تكون الروح رياضية مهما كانت النتائج ... فهل توحد الجمهور بالتشجيع المثالي لفرق الممتاز الاتحاد وجزيرة الفيل وكذلك فريقي الأهلي وعووضة من أجل الصعود للممتاز الموسم القادم . .. نتمنى أن يهتم مسئولي الأندية المعنية بشأن الجمهور وسبل الاستفادة منه بدرجة كبيرة وهذا الأمر لا يتحقق ما لم تكن هناك خطوات جرئية وطرح رابطة للمشجعين تتبع لإدارة الأندية وتوفر لها كل مستلزمات التشجيع الحديث المنظم ( من أعلام ورايات وشعارات وبواستر بصور اللاعبين وميكرفونات نقالة و... الخ مع توفير المال الكافي لترحيل ولو جزء بسيط من مشجعي الأندية النشطاء للإستفادة منهم في مؤازرة الفريق عندما يلعب خارج مدني ... هذا الأمر إذا خطط له جيداً سوف تجني ثماره الأندية وتختفي من المدرجات العبارات السيئة والألفاظ الجارحة.
في مباراة الإتحاد وشمبات في الدوري الممتاز والتي إنتهت نتيجتها بخسارة الاتحاد 2/1 بملعبه ووسط جمهوره .. جاء الجمهور مُتحمساً لهذه المباراة حاملاً أعلام الاتحاد بلونيها الأسود والأصفر ولكنه جلس متفرقاً على المدرجات فمجموعة هنا ومجموعة هناك ، ونوبة خلف المرمى في مساطب الاتحاد ... لو وظف هذا الكم الهائل من المشجعين لكان الأمر مختلفاً تماماً .
حسناً فعلت إدارة النادي الأهلي بإسناد التشجيع في الموسم الجديد ( للعوض ) و ( الثعلب ) وإن كنا نأمل إسناد التشجيع لرابطة يتم إختيارها من مشجعي النادي لها أهداف مُحددة وتتبع لمجلس الإدارة ، وهي خطوة في الإتجاه الصحيح حتى يعود سيد الاتيام سريعاً لموقعه في الدوري الممتاز .

مبارك محمد المبارك

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه