ود شقدي .. النائم ويدو بتدي

بقلم / محمد عطا علي

 

محمد طه عبدالله  ( ود شقدي ) ـ رحمه الله ـ   نزح من شمال السودان من أسرة عريقة ممتدة مازال جزاءً كبيرة منها موجود إلي ألان في شمال السودان وقد نزح كثير من أفراد أسرته واستقر الجزء الأكبر منهم في الضفة الشرقية من النيل الأزرق مقابل مدينة مدني ومازال إلي الحين اسمهم يطلق على تلك القرية الصغيرة ( عمارة ود شقدي ) وان كان من مدلول الاسم ما يغني عن وصف الحدث وكان ذلك في القرن الثامن عشر أي أيام الثورة المهدية .

إما العمدة محمد طه ود شقدي فقد أثر أن يستقر هو في الضفة الغربية للنيل الأزرق ( الطرف الشمالي لمدينة ودمدني ) وذلك في منطقة المعبر أو المرفأ الذي تقف فيه المراكب القادمة من شرق النيل إلي مدينة ودمدني ( اختفت هذه المرافىء ألان بعد أن ظهر البنطون والذي كان مرفأه في مدينة ومدني عند طلمبة البنزين التي تواجه مجمع المحاكم ألان في شارع النيل وتواجه حنتوب من الضفة الأخرى ، ولكل ذلك كان قبل إنشاء كبري حنتوب لتنتهي معه عهد المراكب ومن بعدها البنطون ، ولكن ظل اسم تلك المرافي حتى ألان مع أهل جزيرة الفيل والذين يطلقون عليها ( المدلاوية ) وهي تعني المكان الذي ترسو فيه المراكب ليتدلاه منها الركاب العابرين للنيل ) .

استقر العمدة محمد طه وعدد قليلاً من أسرته في تلك المنطقة والتي كانت شبه جزيرة في منطقة سميت ( جزيرة الفيل ) وأيضاً للاسم مدلول يعني الكثير وأهل جزيرة الفيل يدركونه جيداً ( حيث انه في موسم الفيضان ينفصل هذا الحي ويصبح جزيرة معزولة يحيط بها النيل من جميع الجوانب ـ وهي ألان يحيط بها النيل من ثلاثة جوانب وعند الفضيان يفصلها النيل بمجري صغير يوجد إثره إلي ألان وهو ذلك المجري الموجود بين نادي الإسماعيلي وقسم شرطة مدني شرق يأتي من النيل بقرب من حي السنيط ويمر حتى يقابل النيل في منطقة شمال غابة أم بارونه ) .

 

وكان ود شقدي أول من استقر في تلك المنطقة ( القرية الصغيرة ) وبداء في زراعة مزارعة المشهورة ( جناين ود شقدي ) والتي تعتبر من اغني جانين ودمدني خضرة وعطاء سقاء الله بمياه النيل الغنية العذبة وزراعة أرضيها البكر المعطاء بتلك السواعد الفتية القوية .

إنشاء تلك المزارعة الخضار الوارفة والتي باركها الله فكان شكره على النعمة في كرمة وعطائه للجميع فمن قصصه ( انه لم يكن يسور تلك الجناين بتلك الأسوار كما هو ألان ليجعلها للجميع وعندما يقال له لما لا تسورها يقول انو الجنة ما سورها أن أسور الجنينه الصغيرة دي ) رحمة الله فقد كان كريماً حتى قالو فيه تلك المقولة الخالدة التي أصبحت تاجاً على راس كل أبناء تلك العائلة والأسرة العريقة ( ود شقدي النائم ويدو بتدي ) .

تطورة تلك القرية الصغيرة والتي كانت تقع في الاطراف الشرقية لمدينة ودمدني عندما توافد أهل ود شقدي إلي تلك القرية الصغيرة من إخوانه ( علي ود عبدالله وأبناء عمومته وأخواله مثل حمد ود نوري وال سوركتي وال قولياب ) فعمرو هذا الحي واستقر بهم الحال معه في تلك القرية ( قرية جزيرة الفيل ) .

وعندما جاء الاستعمار الإنجليزي .. وكانت أخر معارك الثورة المهدية في منطقة الشكابة ( تلك المنطقة التي توجد في الناحية الجنوبية من ود مدني وتعرف الحين بأسماء الشكابة الوحدة والشكابة ود محمود ) وقتل في تلك المعركة عدد من أبناء الإمام المهدي في تلك المعركة ولم يتبقى منهم إلا صغيرهم عبدالرحمن المهدي والذي عهد به محمد طه عبدالله ود شقدي ( عمدة جزيرة الفيل ) وتربي عنده في ذلك الحي حتى اشتد عوده وقوية شوكته وانتقل بعد ذلك إلي أنصاره في الجزيرة اباء وقد عاش الإمام عبدالرحمن المهدي في جزيرة الفيل ما عاش بين أبناء محمد طه ود شقدي ( عبدالله ، ومحي الدين ، والتوم ، ويوسف ، صديق ، وعبدالرحمن .. وغيره من أبناء ود شقدي وأبناء عمومتهم ) وقد ترك تربية الإمام عبدالرحمن المهدي وسط أبناء تلك العائلة أثراً جعل من قرية جزيرة الفيل ( حي جزيرة الفيل حالياً ) مركزاً أساسياً لطائفة الأنصار .

 

كبر العمدة محمد طه ود شقدي كما كبرة معه هذه القرية ولكن كبر محمد طه ود شقدي لسن الشيخوخة بينما كبيرة القرية لسن شبابها ونظارها ( وأقول إلي ألان قرية لأنها وحتى ذلك الوقت كانت تعتبر قرية صغيرة تتبع ادارياً لمجلس ريفي المدينة عرب ) وكان الأجل المحتوم بوفاة العمدة محمد طه ود شقدي .

إلا يستق هذا الرجل بما أساسة وأعطاه لهذا الحي الشامخ بخضرته وجماله والغني بمزارعة الممتدة والتي كان هو نواتها .. أساس وإنشاء بفضل الله ورباء رجلاً كانو امتداداً لكرمه وعطائه فكان اساساً لعائلة ممتدة ربة في حجرها احد رموز الحركة الوطنية في السودان ( الإمام عبدالرحمن المهدي ) وكان لكثير من أبنائها كان لهم الأثر الكبير والعطاء الممتد لهذا الوطن الحبيب ولهذة الدرة الغالية وهي مدينة ودمدني العريقة واذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر بعض من أبناء تلك الأسرة العريقة والتي أتمنى أن أجد الفرصة لسرد قليلاً عنهم حتى نخوض في عطائهم ونعطيهم قليلاً من حقهم بالذكر لهم والدعوة لهم بالمغفرة والرحمة على أمواتهم وأحيائهم بطول العمر والعافية : ـ

العمـدة عبدالله محمد طه عبدالله ود شقـدي .. ( رحمة الله ) العمدة الثاني

لجزيرة الفيل والذي أسس كثير من كثر أتمني أن أخوض في تفاصيل عند

ذكرها .

         

العمدة صديق محمد طه عبدالله ود شقدي .. ( أعطاه الله الصحة والعافية )

العمدة الثالث والأخير لجزيرة الفيل والذي لم ينضب عطائه إلي ألان .

 

العقيد معاش عطا علي عبدالله ( أعطاه الله الصحة والعافية ) احد أبناء هذه

الاسـرة والذي ذكرة اللواء معاش مزمل سلمان قندول في مذكراته لمجلة  

 الدستـور ذاكـراً دوره في اثناء ثورة اكتوبر عندما كان من افراد تنظيم

الضباط الاحرار ( أتمني أن أجد الفرصة في ذكره جزاء من عطائه ) .

  

وغيرهم منا أبناء ود شقدي الذين يستحون منا دائماً كل الحب والتقدير على كرمهم الذي تربو عليه من رجل قيل عنه ( ود شقدي النائم وايدو بتدي ) .

 

ولنا لقاء في الجزء الثاني عن عائلة ود شقدي .

ولكم خالص الشكر والتقدير                     

ود العطا

 

راسل الكاتب