2  -  2

دور مدينة ودمدني في الحركة الفنية والأدبية بالسودان

بقلم : صلاح الباشا... الدوحة

 ندوة عن ودمدني في النادي 

السوداني بمسقط

رصد وتسجيل اللجنة الثقافية بالنادي :

 

        يواصل الكاتب صلاح الباشا هنا حديثه في ندوة جماليات الإبداعات السودانية ودور مدينة ودمدني في حركة الفنون والآداب في السودان ، وذلك في الندوة التي أقيمت بالنادي السوداني في العاصمة العمانية مسقط خلال شهر رمضان الماضي ، قائلا:  أما الدور الكبير الذي أضافته ودمدني  في ملامح الحركة الفنية بالخرطوم و علي المستوي القومي هو ذهاب الفنان محمد الأمين والفنان أبوعركي البخيت من مدني إلي الخرطوم مع بداية ظهور الأجهزة الإعلامية كالتلفزيون وتوسع الإذاعة وإنشاء المسرح القومي في عام 1962م 0
     وقد إنتقل الفنان محمد الأمين إلي العاصمة وهو متسلح بعلم النوتة الموسيقية ، وفي البداية وجد بعض المضايقات ولكنه صمد لها وتخطي حواجزها وأثبت وجوده بفضل ذهاب الشاعر فضل الله محمد في نفس الفترة إلي الدراسة بجامعة الخرطوم ، مما كان له اُثره الواضح في وجود أعماله الإبداعية الأولي التي كتبها فضل الله كمجموعة أنا شيد الأكتوبريات والأغاني المشهورة المميزة الأخري  ، وقد كان فضل الله محمد  شاعراً منذ فترة صباه ، و كان يكتب الشعر منذ دراسته الثانوية بمدني الثانوية في بداية الستينيات . وميزة الفنان محمد الأمين أن له صبر طويل في توزيع الألحان وإخراجها حتي ولو إستغرق تحفيظها للعازفين علي الآلات والكورال شهوراً عديدة كالملحمة مثلاً . فإتقانه للعمل وعدم إستعجاله هو الذي حافظ  به علي مستواه المتألق هذا. ومحمد الأمين لعب دوراً في أنه قد جعل السودانيون يتذوقون فن الموسيقي الطويلة والجميلة بتعدد وإنتقال إيقاعاتها المتعددة  مثل : الحب والظروف ، وزاد الشجون، وبتتعلم من الأيام وغيرها.

      ولقد ظللنا نتحدث ونكتب دائماً عن تمايز إبداعاتنا الغنائية والفنية عن نظيراتها في المنطقة العربية ، وكنت أقول أن الغناء العربي الشرقي يتكون من  شاعر وملحن ومطرب _ أي مؤدي_ ولكم ميزة الغناء السوداني أنك تجد فيه الشاعر ربما يكون هو نفسه الملحن وهو نفسه المطرب ، أو تجد هنالك شاعر ولكن الملحن والمطرب هو نفس الفنان ، وهذا نادر الوجود ليس في العالم العربي فحسب ، بل في معظم الغناء العالمي. إذن نحن في السودان نمتلك المبدع الشامل ، ونتميز به عن الآخرين في المنطقة العربية0.

     أما الفنان ابوعركي البخيت عندما ذهب إلي العاصمة مع ود الأمين فإنه تعثر بعض الشيء لعدة سنوات في الستينيات ولكنه مع بداية السبعينيات من القرن الماضي إستعاد توازنه وظهرت مقدراته اللحنية بكفاءة عالية وإنطلق وأصبحت أعماله لها وجود بائن في الساحة الفنية ،ولم يتوقف حتي اللحظة. صحيح أنه الآن قد واجه مؤخراً الحجر علي أعماله الأخيرة التي كتبها له الشاعر هاشم صيق حيث كان الفنان قد حصر غنائه في السنوات الأخيرة مع هذا الشاعر وتجمدت بالتالي أجمل ألحانه التي أخرجها خلال العشرة سنوات الأخيرة والتي أحبها الشباب كثيراً لوجود الرمزية التي أصبحت هي (الموضه) في فن الشعر الغنائي الحديث، مما يمكن أن نسميه ( سوء حظ) حين تعطلت بعض أعمال أبوعركي الأخيرة مؤخراً علماً بأن عركي لديه أعمال قديمه جميله جداً لعدة شعراء مثل أخاف أسأل وعن حبيبتي ونوبية وجبل مره وحلوه عيونك وسهرنا الليل وغيرها. ويقال أن الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب عندما إستمع لأغنية ( أخاف أسأل) بعد فوزها بالأغنية الأولي في مهرجان الإذاعات العربية الذي أٌقيم في سوريا عام 1976م ، قال  عبدالوهاب أن هذه الأغنية فيها قدرات لحنية جميلة جداً وأتت منسجمه مع مفرداتها تماماً .

   وقد قدمت ومدني ايضاً عبدالعزيز المبارك الذي أثبت وجوداً رائعاً في خرطوم السبعينات والثمانينات ، ولكنه هاجر  إلي السعودية لمدة العشر سنوات الأخيرة ، والآن عاد إلي السودان نهائياً وبدأت يبحث عن مكانته الفنية التي تأثرت كثيراً بإغترابه الطويل.

   أما الفنان محمد مسكين فقد إبتدأ ممتازاً ولكنه لم يستقر بالعاصمة حيث الشهرة وحيث وجود معهد الموسيقي الذي كان من الممكن أن يطور قدراته لأن صوته جميل جداً.

ثم كان هناك محمد سلام وهاجر إلي الخارج  وكذلك الرشيد كسلا الذي هاجر أيضاً.

   أما في مجال الشعراء فإن ودمدني أيضاً خرج منها أجمل الشعر كما قلنا من الشعراء مثل المرحوم  علي السماح وفضل الله محمد وبدوي بانقا وكباشي حسونه ، ومدني النخلي ، والآن يوجد بالمدينة جمال عبدالرحيم ( جمال الشاعر) بنادي الفنانين بمدني.000(وقفة مؤقته)0

(وهنا  توقف الكاتب  صلاح الباشا عن الحديث مؤقتاً ليتيح الفرصة في تلك الليلة الإبداعية  للفنان بادي محمد الطيب  لكي يغرد ببعض غناء الكاشف والمساح فأطرب الحضور حين تغني بذلك الغناء الجميل الممتع ) :-

الشال منام عيني..

 وفؤادي جارحو

إنشاء الله يلاقيني..

 وبهواي أصارحو

ويقول لو.. ياحبيبي..

متي تبقي في نصيبي ..

متي تبقي.. حاسي بي..

وأنا بالموده أبوح

بين الرياض أدوح

جالسين ومتآنسين

أنا والعيون ناعسين

في الحب أفاتحو

إنشاء الله يلاقيني ..

 وبهواي أصارحو

***

وهنا كان الحضور يردد مع بادي هذا الغناء الجميل الذي اعاد لهم ذكري الكاشف ( ذلك الصوت الملائكي العجيب) 0  وبعد ذلك الفاصل الغنائي  تناول الأستاذ صلاح عدة نماذج من أشعار اهل السودان ومن فنون كتاباتهم الصحفية كنماذج أخري تظهر المقدرة السودانية حتي في فنون الكتابة 0

المداخلات:

   بعد ذلك بدأت المداخلات فتناول الحضور عدة أفكار وطرحوا عدة نقاط تشيد بجماليات الفن والأدب السوداني ، وكيفية إنتشار الإبداعات السودانية في المنطقة العربية ، وكان مستوي التناول جميلاُ ومتقدماُ ينم عن مقدرات وتميز واضح لأهل السودان في مهاجرهم ،

د0 أحمد القرشي:

أولاً في البداية أود أن أثني علي الجهد الذي ظل يبذله الأستاذ صلاح بصحيفة الخرطوم حيث ظللنا نتابع كل ما يكتبه فيها ، وأود أن أشير إلي بعض الملاحظات حيث أنني قرأت ذات مرة في معرض للكتاب بمسقط أن هنالك كاتباً قد ذكر أن أغنية ( أغداً ألقاك) التي تتغني بها أم كلثوم أن شاعرها الأستاذ الهادي آدم هو شاعر تونسي ، وآخر كتب أن الهادي آدم هو شاعر سعودي ، لهذه الدرجة نجد بعض الكتاب العرب لا علم لهم بجنسية شاعر سبق أن تغنت له أم كلثوم بأجمل قصائدها الغنائية0 كما أود أن أضيف بأن الفنان الراحل عمر أحمد قد إكتشفه الأستاذ عبدالرحمن الريح ، أما إبراهيم الكاشف فهو أول فنان يدخل كورال البنات في تسجيلات أغانيهكما أن الفنان بادي هو أول سوداني يتغني للقضية الفلسطنية كأغنية فتح التي كتبها الطيب محمد الطيب وأغنية فلسطين تناديكم للشاعر علي محمود التنقاري00

زين العابدين مرزوق:

    إبتدر النقاش الأستاذ زين العابدين مرزوق المدير الإقليمي (لسودانير)  في سلطنة عمان حيث تسائل قائلاً: من الملاحظ أن اي منطقة من مناطق السودان لديها فنونها الخاصة بها ، فلماذا لانجد فناً خاصاً بمدينة ودمدني ، وأيضاً ماهي أسباب عدم إنتشار الفنون السودانية عبر الميديا العربية كباقي فنون الدول الأخري ؟

   فكان تعليق الأستاذ الباشا علي هذا السؤال هو : أن مدينة ودمدني أصلاً تتكون من عدة قبائل سودانية ، أي ليست هنالك قبيلة محددة لها تأثير معين أو تحمل ثقافة وتراث منطقة محددة حيث ان ودمدني أصبحت مثل مدينة الخرطوم التي هاجرت إليها قبائل متعدة تكونت منها المدينة ، وودمدني  تحمل ثقافة وتراث وسط السودان، أما فيما يتعلق بغياب فنوننا وإبداعات عن وسائل الإنتشار العربية فهذا يعود لعدة أسباب قمنا بذكرها في مقدمة كتاب أهل الإبداع في بلادي ، ولكنني ألخصه في أن كل الأجهزة الإعلامية في مختلف الحقب السياسية الماضية والحالية لم تهتم بعملية نشر الثقافات والفنون السودانية والصحف السودانية في المنطقة العربية ولا توجد لدينا مجلات ومطبوعات دورية في المكتبة العربية ولم نقم بعمل مجلات ذات طباعة فاخرة تستطيع منافسة ماهو متاح الان في الأسواق العربية ، فضلاً علي أن كتاباتنا لاتهتم بالحديث عن  الفنون والأداب العربية في صحفنا ومجلاتنا ، حيث ظلت المحلية في تناولنا للموضوعات تتحدث عن الشأن الإبداعي السوداني فقط وبالتالي لن ينجذب القاريء العربي نحو قراءة الصحف والمجلات السودانية ، حيث لا توجد أصلاً مجلات سودانية في المكتبة العربية كباقي الدول ولا تدعم الدولة أي إصدارات يمكن توزيعها بالخارج ، ولا يوجد قطاع خاص مستثمر في هذا المجال ، ونحن الآن جادون في عمل إصدارة دورية بمجهود خاص لتهتم بهذا الشأن بالخارج0

دكتور الحاج س0 مصطفي:

     تحدث الأستاذ والكاتب الفني الدكتور الحاج س0 مصطفي الذي شاهدنا كتاباته الفنية في باب أساتذة وتلاميذ بصحيفة الخرطوم من وقت لآخر قائلاً:-

    شكراً للأخ صلاح علي ححضوره لنا بمسقط وشكراً علي إصداره هذا الكتاب الهام ، ومجرد صدور كتاب في هذا الزمن وفي هذه الظروف وبدون وجود ناشر ، فإنه يعتبر في حد ذاته إنجازاً يستحق عليه الثناء ، لأن مشكلتنا الأساسية هي أننا شعب لايهتم بالكتابه والتوثيق ، أي ان ثقافتنا هي ثقافة شفاهية فقط 0 وفي الواقع توجد لديّ مداخلة بسيطة حول بعض النقاط الخاصة بالكاشف ، فالفنان الكاشف اتي بتغيير هام في طريقة أداء الأغنية السودانية ، حيث كان من المعروف أن الفنانين كانوا يرددون البيت في الأغنية أكثر من مرة ، لكن الكاشف أصبح لا يتبع هذه الطريقة حيث كان لا يقوم بترديد المقطع الغنائي( الكوبليه) اكثر من مرة واحدة فقط ثم ينتقل لغناء المقطع الذي يليه. كما اشير إلي ان الفنان حسن عطيه قد سبق الكاشف في العزف علي العود ، ولقد تعلمه من الفنان حسن سليمان الهاوي الذي كان يجيد العزف عليه، ولقد كانت أول أغنية لحسن عطيه هي ( حبيبي ناوي الرحيل) ، كما اشير لمسألة فنان ودمدني الذي رحل وهو صغير ( عمر احمد) ، فمن المعروف ان الفنان الشاعر والملحن عبدالرحمن الريح كان معروفاً بأنه مكتشف المواهب ، فلقد إستمع في ودمددني ذات مرة لغناء الفنان عمر أحمد ، وقام بإقناعه بالذهاب إلي العاصمة ، وهنالك قام بإعطائه أغينة الطاؤوس وأغنية كان بدري عليك ، ولقد تغني بالطاؤوس الفنان الجابري فيما بعد ، فالأستاذ عبدالرحمن الريح نجد ان معظم أغنياته التي يتغني بها الفنانين قد كتب هو كلماتها وعمل لها الألحان ، ماعدا تلك التي أهداها للفنان التاج مصطفي . أما عن حديث إضراب الفنان في عام 1953م والذي ظهر فيه عدة فنانين وجدوا الفرصة في الإذاعة بعد توقف الفنانين عن التعامل مع الإذاعة ، فلقد ظهر أيضاً الفنان إبراهيم إدريس ( ودالمقرن) وأيضاً الفنان صلاح محمد عيسي وعمر أحمد ومحجوب عثمان ورمضان حسن ، ولكن الفنان أبوداؤد لم يضرب عن الإذاعة لأنه كان  من رأيه أن الفنان يجب ألا يضرب ، كذلك عائشة الفلاتية لم تضرب عن الغناء بإلإذاعة عام 1953م. كما أود أن أشير هنا إلي أن القصائد الإخوانية الإخوانية المتبادلة بين الأصدقاء قد إبتدرها الشاعر سيد عبدالعزيز عندما تم نقل صديقه الشاعر عبيد عبدالرحمن إلي مدينة الأبيض ، فقام بتأليف أغنية ( رسائل) التي كان يتغني بها الراحل الكاشف والتي تعرف بإسم ( إنت أكتب لي وأنا بكتب ليك)0 فهي لم تكن أغنية عاطفية0 وأنا أعتقد أن الأستاذ صلاح الباشا يمتاز بأنه يكتب بإحساس عميق في كل كتاباته دائماً 0

 أما الفنان بادي محمد الطيب فلقد تغني عام 1970م بأغنية لحركة فتح الفلسطينية(أنا غنيت لفتح) وهي من كلمات الطيب محمد الطيب، كما تغني ( فلسطين تناديكم يارجال العرب) للشاعر علي محمود التنقاري ... وهنا قد طلب دكتور الحاج سالم مصطفي من الفنان بادي أن يتغني بها ، وفعلاً قام بادي في نفس اللحظة بأدائها علي منصة الإحتفالية0

أشرف دهب أحمد خيري:

   في البداية أحب أن أشكر الأستاذ صلاح الباشا علي إصدارته الجميلة ( أهل الإبداع في بلادي) وعلي ماظل يكتبه دائماً في الصحف عن جمال الأدب والفن السوداني ، وكتابه أتي بتفاصيل جميلة وفيها مجهود واضح 0 ولكنني أود أن أسأل سؤالاً هاماً وهو لماذا ننسب الأدب والإبداع دائماً إلي منطقة أو مدينة معينة كأن نقول أن هذا الإبداع صنعته ودمدني أو أي منطقة أخري ، هل الإبداع يتم نسبته إلي المدينة ؟ وهل بقية مناطق السودان لم تقدم مبدعين مثلاً ؟ أي ماهي جدوي أن نقول دور مدينة ودمدني في حركة الإبداع السوداني ، علماً بأن السودان مليء بالثقافات والإبداعات المختلفة ، وكل منطقة من مناطق السودان لها إسهام وفنون واضحة ، انا أري أن لا جدوي من أن ننسب الإبداعات السودانية بطريقة جهوية والتركيز علي وجود مدينة مبدعة دون غيرها ، كما أنني أيضاً أري أن غياب فنون وآداب أهل السودان عن النشر العربي تعترضه عدة أسباب يتمثل أهمها في عدم الإهتمام برعاية الفنون والآداب وعدم توفر إمكانية نشر واسعة0وأنا في الواقع معجب بهذه الحوارات وهذا الطرح وأري ان الستاذ الباشا يتبني قضية كبيرة وهامة لأبعد الحدود 0

مداخلة من رئيس النادي المهندس سمير حسن:

  أحب في البداية أن أنبه إلي ملاحظة هامة ، وهي أننا طلبنا من الأستاذ صلاح مسبقاً وهو في الدوحة قبل حضوره غلي مسقط ، ولأننا نعلم أنه من مدينة ودمدني، فقد طلبنا منه علي هامش حديثه عن كتاب أهل الإبداع في بلادي الذي أصدره مؤخراً ، أن يتحدث لنا أيضاً عن مينته ودمدني التي إشتهرت بأن لها إسهاماً واضحاً في حركة الأدب والفن في السودان برموز فنية واضحة ، ولأنه ينتسب إلي تلك المدينة فإننا طلبنا منه أن يتحدث عن فنون وإبداعات مدينة ودمدني ودورها في حركة الإبداع في السودان ، أي أننا لم نقل أن باقي مناطق السودان لا يوجد بها مبدعين ، فقط طلبنا منه أن يتناول في حديثه جانب ودمدني ، أي نحن الذين حددنا له موضوعات ومحاور الندوة ولم يختار هو الموضوع0

الأستاذ الشاعر صلاح دهب فضل:

  نحن كما قال الأخ دكتور الحاج ، شعب لا يكتب ولا يوثق ، ونحن نفتقد إلي الإتصال بالعرب في كافة المجالات وليس في مجال الإبداع فقط، أما مسألة الأدب السوداني وغيابه عن الميديا العربية ، بمثلما لم يخرج أدبنا للعرب فهو أيضاً لم يخرج للأفارقة ، ونحن قبل أن نُخرج أدبنا إلى الآخرين يجب أن نفكر في صناعة أدبنا جيداً ، كما أشير إلي ان المؤسسة الثقافية غير موجودة في السودان ، المؤسسة التي ترعي الفنون والآداب وتعمل علي دعمها وتطويرها ونشرها ، لذلك فإن أكبر نقطة ضعف في السودان هي عدم وجود تراث مكتوب عن الفكر السوداني عبر كل الحضارات التي عاشها السودان.فلا بد من العمل علي قيام وتأسيس مؤسسة ثقافية تعني بهذا الأمر، فلماذا لا نفكر في قيام وتأسيس مؤسسة خاصة لرعاية الأداب والفنون 0أما منشأ الرمزية ليست قاصرة علي الشعر فقط ، فهي موجودة في القصة وفي المسرح ، وهي مدرسة كاملة0

الأستاذ محمد أحمد الخير:

   شكراً لمداخلة إبننا أشرف دهب الذي أغناني عن السؤال ، كما أنني ألتمس الإتصال بجريدة الخرطوم للكتابة عن الشاعر الأردني الأستاذ الخطيب الذي شاركنا هنا بإلقاء شعري في بداية هذه الندوة مبدياً في قصائده إعجابه بالسودان نظراً لمايكنه لشعب السودان من حب وتقدير.  كما أود أن أشير إلي أهمية التركيز علي ذكر أسماء شعراء الغاني والقصائد السودانية ( ملاحظة: الشاعر الأردني الخطيب متزوج من فتاة سودانية بأمريكا وهو زائرحالياً  لسلطنة عمان)0

     وفي ختام الندوة أجاب الأخ صلاح الباشا معلقاً علي بعض النقاط التي أثيرت ومؤمناً علي وجوب قيام مؤسسة مدنية للإستثمار في مجال الإبداعات السودانية والعمل علي نشرها وعدم الإعتماد الكامل علي الأجهزة الرسمية للدولة ، إذ لابد من دخول منظمات المجتمع المدني في هذا الشأن وتشجيع المستثمرين في هذا المجال أسوة بما نراه من مؤسسات إنتاجية في مجال الإعلام والإبداع  في العديد من دول المنطقة العربية.

هوامش:

* بعد نهاية الندوة قام الأستاذ دهب أحمد خيري الكاتب المعروف في صحيفة الخرطوم بإجراء إتصال هاتفي بالأخ صلاح الباشا من المدينة التي يعمل بها وهي ( صحم) وتبعد مسافة مائتي كلم من العاصمة مسقط ، وذلك عن طريق ( موبايل) كريمته التي حضرت الندوة مع شقيقها أشرف الذي كان أحد المتحدثين المميزين في هذه الندوة ، وقد شكره الأخ صلاح علي تلك اللفتة الحميمة ، راجياً منه تشجيع إبنه أشرف علي مداومة الكتابة بصحيفة الخرطوم نظراً لما لمسه منه من آفاق جميلة يجب عليه إبرازها في اعمال صحفية من وقت لآخر0

·                                  كان العديد من الحضور يري أن الحديث عن موضوع الإبداعات السودانية هذه

تحتاج إلي عدة ندوات وحوارات نظراً لأن الموضوع طويل ومتباين ولا تكفي ندوة واحدة أو ندوتين لطرح كل القضايا التي تتحدث عن الثقافات السودانية وجمالياتها وتعقيدات الحفاظ عليها كموروث ثقافي مكتوب من أجل الأجيال القادمة ، ولكن لم تسمح ظروف الأخ صلاح الباشا بالبقاء فترة أطول في مسقط نظراً لظروف عمله بالعاصمة القطرية الدوحة ، وقد وعد الحضور بتجدد اللقاء في فرصة أوسع إنشاء الله0

 

 

الصفحة 1-2

 

راسل الكاتب

معلومات عن الكاتب