كلية ودمدني الأهلية

 

 

 

بقلم / عمر حسن غلام الله 

 

توطئة

 

تعتبر مدينة ود مدني- حاضرة الجزيرة ذات الإرث الحضاري التليد- المدينة التي انبثق منها المفهوم الوطني للتعليم الأهلي في تاريخ السودان الحديث، وفكرة التعليم الأهلي قد نشأت في بداياتها في هذه المدينة كمحاولة لكسر الطوق الاستعماري حول التعليم، حيث عمل الخيرون من أبناء ود مدني على كسر هذا الطوق- كماً ونوعاً- بما يمكن تسميته بثورة التعليم الأهلي الأولى، وذلك في النصف الأول من أربعينات القرن العشرين، فأصبحت الفرص متاحة لأبناء هذا الوطن لتلقي التعليم خارج النظام الحكومي.

          ولما أعلنت الدولة في ديسمبر 1989م عن فتح باب التصديق لجامعات وكليات أهلية؛ تم التصديق المبدئي بقيام معهد خاص باسم صاحبه، وبعد ذلك تم تغيير اسم هذا المعهد ليصبح (كلية ود مدني الأهلية).

          وتعثر سير الكلية، فقامت مجموعة من أبناء ود مدني بإقناع صاحب الكلية للتنازل عنها، وعوضته عن خسائره المادية وعن جهده، وبذلك ولدت كلية ود مدني الأهلية ككلية أهلية قومية غير خاصة وغير ربحية، ولابد من التأكيد هنا أنها أهلية وليست خاصة، ذلك لأن الفوائض المالية المكتسبة من التعليم الخاص تعود للأسرة أو للمجموعة المالكة أو للفرد المالك للمنشأة التعليمية المعينة، أما في التعليم الأهلي فإن الفوائض تستخدم في تطوير المنشأة الأهلية من حيث تطوير البرامج وتطوير القاعات والمعامل، واستخدام أساتذة أكثر كفاءة، وزيادة تأهيل الأساتذة الموجودين.

 البداية

 بدأت كلية ود مدني الأهلية- وهي أول كلية أهلية تنشأ خارج العاصمة القومية- أولى محاضراتها في الثاني من فبراير عام 1992م بمنزل مستأجر بحي المطار، وفي 17 ابريل 1995م احتفلت مدينة ود مدني بتخريج الدفعة الأولى في هذه الكلية، وهي الدفعة التي بلغ عدد خريجيها 87 طالباً وطالبة من حملة الدبلوم في إدارة الأعمال والمحاسبة.

ولما اتسعت الكلية وأخذ يؤمها الطلاب من جميع أنحاء السودان؛ كان لابد من إيجاد مقر دائم ومناسب، وتم ذلك بحمد الله حيث انتقلت الكلية إلى مبانيها الحالية والمملوكة لها بحي الدرجة بود مدني في الأول من ابريل عام 1997م.

 

مدخل الكلية- تصوير عمر حسن- أغسطس 2004م

 

أهداف الكلية

 حدد أمر تأسيس كلية ود مدني الأهلية الصادر من المجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي في التاسع من يوليو عام 1993م أهداف الكلية على النحو التالي:

أولاً :      تعمل الكلية- وتمشياً مع أهداف ثورة التعليم العالي- على زيادة فرص القبول للطلاب الناجحين في الشهادة السودانية بغرض منح الدرجات والإجازات والشهادات في التخصصات المختلفة.

ثانياً :      تساهم الكلية في تطوير المجتمع الريفي نحو حياة أفضل وذلك بفتح أبواب الكلية للمواطنين في الريف تحسيناً لأدائهم ومزجاً للخبرة مع المعرفة بغرض تنمية الريف.

ثالثاً :      بناء الأمة الحديثة على نهج الأصالة والتجديد والقيم الروحية.

رابعاً :     تدريب الكوادر من الموظفين والمعلمين والمرأة في مجالات الدارسة المختلفة وتقديم البرامج الدراسية التخصصية والاجتماعية والتكميلية للأفراد والمجموعات.

خامساً :   التأهيل التربوي والتدريب المهني والفني وتقديم الخدمة الاستشارية والفنية.

سادساً :   تشجيع البحث العلمي خاصة في التراث والمجتمع السوداني والاهتمام بالتأليف والنشر والترجمة.

سابعاً :    تنظيم المؤتمرات والحلقات الدراسية والندوات العلمية والدورات التدريبية وذلك بالتعاون مع المؤسسات المشابهة داخلياً وخارجياً.

ثامناً :     رعاية الصلة المستديمة بين الكلية وخريجيها بغرض إثراء المعرفة بشكل مستمر.

تاسعاً :    أي أغراض أخرى يقرها مجلس الأمناء.

 وفي سياق هذه الأهداف اختطت كلية ود مدني الأهلية مبدأين أساسيين هما:

اجتذاب الكوادر المقتدرة والمؤهلة من ذوي التخصصات والخبرات المهمة، وضرورة الاحتفاظ بالكوادر المقتدرة؛ وذلك بتحسين شروط العمل وبيئته كذلك، وفي إطار هذه الأهداف عملت كلية ود مدني الأهلية على تخطيط برامجها الدراسية وفقاً للمعايير التي تشكل الفلسفة الأكاديمية للكلية وتحد نوعية المعرفة التي تلتزم الكلية بتقديمها.

 الفلسفة الأكاديمية للكلية

 ·       إن أنجح أنواع التعليم هي التي تجعل المتعلم ملماً بأساليب الحفاظ على تعليم نفسه طوال حياته، وإن أفضل أساليب التعليم هي التي تستمد من المعلم ومن منهجه في التعامل مع الأشياء، وهذا يعني بالضرورة أن يكون المعلم قريباً من طلابه ومعايشاً لهم حتى ينطبعوا على أسلوبه.

·       إن القيمة الحقيقية للأستاذ الجامعي تكمن في منهجه وأسلوبه وقدرته على الوصول إلى منابع المعلومات بحيث يكون متاحاً لطلابه أن يتشربوا منه منهجه وأسلوبه والقدرة على الوصول إلى منابع المعلومات.

·       إن التعليم ينبني أساساً على تسليح المتعلم بالنظرية والمقدرات التي تعينه على التواؤم مع ذاته وبيئته، وبذلك يكون التعليم مرتبطاً بالتنمية إنساناً ومجتمعاً.

 

جانب من النهارية الشعرية التي أقامتها رابطة الجزيرة للآداب والفنون بمباني الكلية في أغسطس 2004م (تصوير عمر حسن)

 

التخصصات القائمة

 مدرسة العلوم الإدارية:

 مشكلة الإدارة هي من أهم المشاكل التي واجهت وستواجه العالم كله، وقد أنشأت كلية ود مدني الأهلية هذا التخصص في إطار برنامجها المتكامل لإدخال علوم المستقبل، بدأ إدخال هذا التخصص في عام 1992م للحصول على درجة الدبلوم في المحاسبة أو إدارة الأعمال، وفي عام 1997م تم إنشاء درجة البكالوريوس، وتخرجت في هذه المدرسة ست دفعات.

 مدرسة اللغات الأجنبية:

 إن علوم التخاطب والتواصل أصبحت ذات أهمية كبيرة في عالم اليوم الذي يشهد نقلة نوعية هائلة في أغراض وغايات التقارب بين الدول والشعوب، وقد بدأت مدرسة اللغات بكلية ود مدني الأهلية بتخصص اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة العالمية الأكثر شيوعاً في مجال المخاطبة والتواصل، ويتخرج الطلاب في هذه المدرسة بدرجة البكالوريوس أو درجة الدبلوم.

 مدرسة علوم الحاسوب ونظم المعلومات:

 إن التطور العلمي والتكنولوجي الذي عم العالم اليوم جعله قرية صغيرة، يسمع أهلوها في مشارق الأرض ومغاربها أصوات بعضهم بعضاً ولو همساً، بل جعله قرية إليكترونية تتواكب حياتها مع التقنية العلمية المتطورة، خاصة في مجال رصد المعلومات وتخزينها وتداولها وإشاعتها، وقد زحمت الآفاق بعالم جديد هو عالم الحاسوب، والشبكة الدولية للمعلومات (إنترنت)، وقد حفز هذا إدارة الكلية لإنشاء مدرسة لعلوم الحاسوب، وقد وفرت لها معملاً حديثاً به أحدث الأجهزة ذات المواصفات العالمية مربوطة بشبكة داخلية.

وتمنح هذه المدرسة درجة البكالوريوس (4 سنوات)، والدبلوم (3 سنوات)، والدبلوم الوسيط (سنتان)، هذا بالإضافة إلى العديد من البرامج القصيرة لمنح الشهادات المختلفة، وكذلك تقوم المدرسة بحملة لمحو الأمية الحاسوبية في المواقع المختلفة.

 مدرسة علم النفس التطبيقي:

 الهدف من إدخال هذا التخصص هو إعداد جيل جديد من الكوادر التي يحتاج إليها السودان في المؤسسات العلاجية والمؤسسات التعليمية وغيرها، فقد اتضح أن التوسع الكبير الذي تشهده هذه المؤسسات يحتاج إلى المتخصصين في علم النفس التطبيقي كحلقة من حلقات استكمال برامج الارتقاء، وقد بدأ القبول لهذا التخصص في العام 1998م، ويتخرج الطلاب فيه بدرجة البكالوريوس.

 تخصصات تحت الإنشاء:

 إن حركة تطوير كلية ود مدني الأهلية من حيث التوسع الأفقي أو الرأسي هي حركة تفرض استمراريتها عملية تحقيق الأهداف التي وردت في أمر تأسيسها والفلسفة الأكاديمية الخاصة بها، ومما يزيد حركة تطور الكلية دفعاً إلى الأمام الانتماء لبيئة ود مدني ذات المورثات الخاصة والمكتسبة من نشأتها الدينية وتاريخ نضالها الوطني، ومن هنا فإن القائمين على أمر كلية ود مدني الأهلية يخططون لهذه الكلية بأن يمتد تأثيرها لكل الولايات الوسطى باعتبار أن هذه الولايات تشكل مركز الثقل في التنمية الزراعية والصناعية على مستوى السودان.

وإضافة إلى الجهود المستمرة في تحسين وتطوير التخصصات القائمة فإن جهوداً أخرى تبذل لإنشاء تخصصات جديدة في المستقبل القريب وذلك بإنشاء: مدرسة تقنيات الميكنة الزراعية، مدرسة العلوم الأسرية (تم التصديق بها)، مدرسة الفنون الجميلة والتطبيقية، مدرسة الهندسة المعمارية.

 النظم الإدارية للكلية

 أولاً :   مجلس الأمناء:

 وهو الجهة القيمة على الكلية والمسؤولة أمام المجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي عن الكلية- مالياً وإدارياً وعلمياً- ويختص بتحديد الإطار العام لسياسات الكلية وبالإشراف العام على أدائها.

 ثانياً :   مجلس الكلية:

ويختص بالآتي:

·       التقدم إلى مجلس الأمناء بتوصيات عن السياسة العامة للكلية والإشراف على تنفيذ ما يقره منها.

·       مناقشة مقترحات الميزانية التي ترفعها له اللجنة المالية والتنفيذية ورفع توصيات بشأنها لمجلس الأمناء.

·       التنسيق مع لجنة قبول التعليم العالي في تنفيذ إجراءات قبول الطلاب الراغبين في الالتحاق بالكلية وفق الأسس العامة للقبول بمؤسسات التعليم العالي الحكومية وقرارات لجنة التعليم العالي الأهلي والأجنبي.

ثالثاً :   المجلس العلمي:

يرأسه عميد الكلية، ويختص بالآتي:

·       التوصية لمجلس الكلية بإنشاء الوحدات والبرامج الدراسية.

·       إجازة مناهج الكلية لكل برنامج ولكل سنوات الدراسة.

·       إجازة نتائج الامتحانات للكلية.

·       منح الإجازات العلمية للخريجين.

·       تعيين الممتحنين الخارجيين والإطلاع على تقاريرهم.

·       إصدار اللوائح الداخلية الخاصة بالامتحانات والتقويم.

·       التوصية لدى مجلس الكلية بشروط القبول الخاصة بكل تخصص على حدة.

·       التوصية بشروط تعيين وترقية أعضاء هيئة التدريس.

 نظام الدراسة

 تتبع الكلية نظام الفصل الدراسي والساعة المعتمدة كأساس للخطة الدراسية، ويقسم العام الدراسي إلى فصلين دراسيين، وطول الفصل لا يقل عن خمسة عشر أسبوعاً، وتتراوح الساعات المعتمدة عادة بين 15 و20 ساعة في الأسبوع، ويسجل لكل طالب معدله الفصلي في نهاية كل فصل، وكذلك معدله التراكمي الذي يمثل متوسط معدلاته الفصلية وبه يتحرز تقديره النهائي.

 هيئة التدريس

 يقوم بالتدريس أعضاء متفرغون، لا تقل نسبتهم عن 50% عما يحتاجه كل تخصص، وأعضاء متعاونون يعملون بالجامعات السودانية الأخرى- وبصورة خاصة من جامعة الجزيرة القائمة بنفس المدينة- وقد بلغ أعضاء هيئة التدريس المتفرغون والمتعاونون أكثر من ثلاثين عضواً.

 عمادة الكلية

 -       البروفيسور عصام عبد الرحمن البوشي - عميد الكلية

-       الدكتور هاشم محمود بابكر - نائب العميد

 طريقة التقديم

 يمكن للطالب المتقدم للالتحاق بالكلية أن يقدم عبر لجنة قبول التعليم العالي بالخرطوم، وذلك بتعبئة الاستمارة المعدة لذلك، أو أن يقدم مباشرة عبر مكتب القبول التابع لأمانة الشئون العلمية بالكلية بود مدني، وذلك بتعبئة الاستمارة المعدة لذلك.

 شروط القبول

 (‌أ)                يشترط لقبول الطالب المتقدم لنيل درجة البكالوريوس في أي من التخصصات أن يستوفي الشروط التالية:

1-              أن يكون حاصلاً على الشهادة السودانية أو ما يعادلها من الشهادات العربية.

2-              النجاح في سبع مواد بما في ذلك المواد الأربع الرئيسيات.

(‌ب)           يشترط لقبول الطالب المتقدم لنيل درجة دبلوم السنوات الثلاث أن يستوفي نفس الشروط السابقة، أو أن يستوفي الشرط أ-1 أعلاه مع النجاح في ست مواد.

(‌ج)             يشترط لقبول الطالب المتقدم لنيل دبلوم السنتين أن يستوفي الشرط أ-1 أعلاه مع النجاح في خمس مواد.

 الرسوم الدراسية

 تتراوح رسوم الدراسة والتسجيل بين 650,000 جنيه سوداني في العام لدرجة الدبلوم، و950,000 جنيه سوداني في العام لدرجة البكالوريوس، وذلك لعلوم المحاسبة وإدارة الأعمال واللغة الإنجليزية وعلم النفس التطبيقي. كما تتراوح بين 1,250,000 جنيه سوداني في العام لدرجة البكالوريوس في علوم الحاسوب وتقنية المعلومات. وتظل الرسوم الدراسية بالنسبة للطالب ثابتة حتى تخرجه، وبالنسبة للطلاب الأجانب فإن الرسوم تتراوح بين 1,000 و 1,500 دولار أمريكي في العام. (ملحوظة: قد تكون هذه الأسعار تغيرت، فقد نسختها من الكتيب الصادر عام 2001م- عمر حسن)

 موقع الكلية

 تقوم مباني الكلية بحي الدرجة الذي يقع في الجزء الجنوبي من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومدينة ود مدني هي ثاني المدن السودانية بعد العاصمة القومية الخرطوم، ولها تاريخ عريق يربو على الأربعة قرون، وتقع مدينة ود مدني على شاطئ النيل الأزرق على بعد حوالي 180 كيلومتر جنوب الخرطوم.

عمر حسن غلام الله

 

 

راسل الكاتب