إعترافات . مسجلة


 للشاعر نجم الدين علي حسن

 





( مدخل أول )


ما أروعك ....

أيّتها الحارةُ كالبُهارْ

الطّاعمةُ كالملح

الحلوةُ كالسُّكّرْ ..



( مدخل ثان )


أنا أُحبُّكِ

ليس يهمُّ ما قالوا ..

خرافاتٍ وتلفيق

لِمَ إهتمامُكِ - حلوتي - عبئاً بأوهام الرُّواه

أنا أحبّكِ

في الغمامِ مظلةً ..

تقي شر الهجيرِ المرِّ

أقدامَ أطفالٍ حُفاة

تنسابُ أمواجُ الحياةِ ..

على الصحارى الصُّفرِ

يمُناً

واخضراراً .

يرتوي قحطُ الشِّفاه

أنا أحبّكِ

أثواباً من المجد العزيز ..

مخضّباً بالدمِّ ..

تغمرني

وتكسو عين أحبابي العُراة

فِيمَ إغتنائي بالنّفيسِ خيانةً

كالمومس الشمطاء ..

سال نزيفها المكروه ..

من عُهْرِ الرُّفاه

يا ليلُ ...

من يعطيكَ هذا الطّولُ

ضفائراً تنمو ...

تسيلُ عطورها

وحلاً يُكبِّلُ عزم خطواتي .

يسدُّ بأعيني كل اتجاه

سأسير .

أفتح رشح شرياني

لكل أنسجة الجذور ..

وأذبحُ دفق أوردتي ..

لطينٍ ملَّ من شُحِّ المياه

إني نذرتُ العمرَ ..

قُرباناً لمن أهوى ..

وما أهوى

مرحباً بالموت

إذ يعلو على صلفِ الطُّغاه



( إعتراف )



بجانبي .

كانت ضفيرتكِ

التي أدمنتُ ..

بل صارت قصيدة

حين فر الخائفون ..

وحين ضاعوا

في صحارى الذُّلِّ ..

والفِكَرِ البليدة

حين خافوا ..

غابة الدم التي نضجت

عيوناً .

عصافيراً .

وأحلاماً جديدة

أنا أحبِّكِ ..

صدِّقيني

لن يظلَّ السّيفُ حُكماً ..

في ميادين العقيدة



( مقطع أخير )



إن الحُبّ فاتنتي ..

شعورٌ رائعُ الطّبعِ

لكلِّ النّاسِ في الدُّنيا ..

مثلُ الضّحكِ والدّمعِ

مثلُ النّارِ يحرقنا ..

نضيء نذوبُ كالشّمعِ

مثلُ الذّبحِ يقتلنا ..

يُعذِّبُنا كما القطعِ

يجُمِّعُنا للحظاتٍ ..

يبعثرنا كما الوَدْعِ

إن هوانا فاتنتي ..

وليدٌ طاهرٌ شرعي

مثلُ الحَبِّ في الثمراتِ ..

كالألبانِ في الضّرعِ



أنا أهواك معياراً ..

عيون حبيبتي الحلوة

تقوِّيني على حُزني ..

بطاقاتٍ من السّلوى

أصبُّ رحيقَ شفتيها .

بوجداني .. ولا أروى

طعمُ الحبِّ يُشرِقُني ..

وتذبحني يدُ النشوة

يذوبُ الحلمُ يتلاشى ..

ولا تبقى سوى النجوى



تحيلُ النّارُ ما تأكل .

لأطلالٍ من الذِّكرى

أنا أهواكِ أنهاراً ..

تثورُ تُغيرِّ المجرى

وبركاناً نصارعه ..

نقاومه بلا جدوى

تعالي إليّ فاتنتي ..

سعادة شاعرٍ يهوى

نعيشُ الحبَّ أجملهُ ..

بلا بيتٍ .

بلا مأوى

بلا مأوى








 

نجم الدين علي حسن
 

 

 

راسل الكاتب

محراب الآداب والفنون