الفــــــــــــــارس  ا لــــــــــــــــــــنتر

بقلم / أحمد محمد المبارك 

 

              أترك عصاك عند الشاطىء ... أرمها لعلها تتحول لأفعى أحرى تلتهمنا وأنتم ... انظر ماذا يضيرك ؟  خلف كل الوجوه ماذا ترى ..... أمامها ... داخلها .... عينان تبكيان وشفاه رمادية صفراوية أحيانا ..... أجهزة صغيرة حديثة تناغمك بين الحين والآخر تقلق نومك ..  تنهضك مبكرا على غير  عادتك وتنام على صوتها ...... يأتيك صوت من داخلها رناتها تجعلك كشحيح ضاع في الترب خاتمه .. وعيناها أين عيناها ؟  لماذا تركتك وحيدا تناغم الأخريات تلهث بعد أن كان عيشك رغدا .. لماذا لم تقف لتلك الريح العاتية ؟ لماذا انحنت لها وتركتها تمر ؟ وجعلتك أيضا تمر فوقها داخلها .... و لا  يهون لك العيش دونها رغم رياح المرور .. ترحل خلفها تهاجر صوب الميلاد .. لحظة اللقيا الصافية في منابت العشق الأولى حيث تبدو الحياة  أجمل دون تلك الأجهزة الرنانة التي تطن آذاننا صباح مساء وتلك اللاقطة المتساقطة ترحل بك إلى اللاأمكنة ولا أزمنة وأنت في رحيلك غير آبه بما جرى لك من سقوط تلك الشعيرات وكذا الأسنان البراقة واختفت منك الشفاه العذبة بين الرواتب الوهمية والدجاج المطجن موهما نفسك والآخرين ببشرة بيضاء وسيارة بيضاء وعينان واسعتان .. ورسائلك المتناثرة ....الخالية أرجاء المدينة تتناقلها الحسناوات ت الصغيرات والأخريات ..تبدو لهن كحلم جميل .. وتغيب كل الوجوه التي صادفتها في الحقيقة زمن الحقيقة الأولى حيث الأشياء كلها حقائق .. حياتنا الجميلة ونحن نرتشف  كئوس العشق عند جدتنا الحبيبة وهي تسرد لنا ما كان يفعله والدها من فروسية حقه  وكيف كانت المغنيات تغني له حيث كل المغنين حينها عشاق لا يقولون الكلمات على عواهنها لانهم يقدسون جداتنا .. تتخيل ذلك الزمن العجيب ترحل عنها بعد أن تقبل يديها .. تخرج إلى الشارع   العريض الممتلىء بالسابلة متباهيا بجدك الفارس المغوار تحاول أن تجابه الأشياء به ... تتذكر كل الأغنيات التي قيلت فيه ترددها سرا مختالا .. فاتحا صدرك للريح العاتية . حينها يلقاك عسكر الألزامية الأشاوس  ترتعد فرائصك تأتيك تلك الجدة الحنون بشلوخها العتيقة ويلوح جدك المغوار بسيفه ماذا أنت فاعل ؟ رجليك تجيبك بلا انتظار .. أطلقت نفسها ريحا صرصرا يلتهم كل من يقابلها ..  هرول العسكر خلفك يصرون على هذا الصيد الثمين . على فارس نتر في زمن غابت فيه الأسود .. تهرول وصورتها بين جوانحك والبقية من الرفاق تنتظرك عند حلاق المدينة أو عند ناديها ..  تتسارع خطاك .. تلهث يكاد رأسك ينفجر وذلك الجندي المشاكس لا يأبه بغيرك . أنت أو الشهادة .. كأنك آخر المطلوبين .. تتساقط دموعك كما الأنهار... وهنا أحد ما يضربك ضربات خفيفة ثم يثقل في الضرب قائلا لك ما هذا الذي على السرير أيها الفارس المغوار

 

راسل الكاتب